اشعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس غضباً دولياً سيتحول من دون شك حرباً تجارية اذا لم يتراجع عن إعلانه فرض رسوم جمركية اعتباراً من الأسبوع المقبل على واردات الفولاذ والألومنيوم. وتوالت الانتقادات من انحاء العالم، اكثرها حدة رد المفوضية الوروبية وشركات صناعة السيارات، بخاصة الأيابانية وفي طليغتها «تويوتا». ولم يكتفِ ترامب بهذا الإعلان، بل أكد في تغريدة صباحية قائلاً: «عندما تخسر دولة (الولاياتالمتحدة) بلايين الدولارات في التجارة مع كل الدول التي تتعامل معها تقريباً، فان الحروب التجارية جيدة ومن السهل كسبها». وأكد أمس انه يعتزم فرض «رسوم جمركية على أساس المعاملة بالمثل» على الواردات من جميع الشركاء التجاريين من اجل خفض العجز التجاري الأميركي. وقال غداة اعلان قراره: «عندما يفرض بلد على واردات منتجاتنا رسوماً، لنقل 50 في المئة، وتكون الرسوم التي نفرضها نحن صفراً على المنتج ذاته الداخل إلى بلدنا، فهذا ليس عادلاً ولا ذكياً». وأضاف» لا خيار لدينا مع عجز تجاري يبلغ 800 مليار دولار». وبعد إثارة غضب شركاء أميركا التجاريين بتصريحاته حول الفولاذ والألومنيوم، يهدد اتخاذ خطوة اضافية بفرض رسوم على أساس المعاملة بالمثل على كل السلع والدول، بالقضاء تماماً على أسس نظام التجارة العالمي. ويرى اقتصاديون ان مثل هذه الخطوات تضر بالعمال الأميركيين والقطاع الصناعي ولا سيما بقطاعي السيارات والدفاع العملاقين. وقد يتسبب ارتفاع سعر الواردات في زيادة التضخم والحد من النمو. يذكر ان فرض الرئيس السابق جورج دبليو بوش 30 في المئة رسوماً على الفولاذ في 2002، تسبب بخسارة 200 ألف وظيفة أميركية. وألغيت هذه الرسوم بعد 18 شهراً عندما خسرت الولاياتالمتحدة دعوى امام منظمة التجارة العالمية. وجاء رد المفوضية الأوروبية سريعاً اذ أعلن رئيسه جان كلود يونكر ان الاتحاد الاوروبي «سيرد بقوة وفي شكل متناسب دفاعاً عن مصالحه». وقال في بيان «نأسف بشدة» للقرار الأميركي»، مضيفاً ان المفوضية ستعرض «في الأيام المقبلة اقتراحاً باجراءات مضادة تنسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية لاعادة التوازن الى الوضع... نحن نأسف بشدة لهذه الخطوة، التي يبدو أنها تمثل تدخلاً سافراً لحماية الصناعة المحلية الأميركية ولا تستند إلى أي مبرر للأمن القومي». وأضاف «لن نجلس بلا حراك بينما صناعتنا تتعرض لإجراءات غير عادلة تضع آلاف الوظائف الأوروبية في خطر... الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم للدفاع عن مصالحنا». وقال يونكر إن المفوضية ستطرح في الأيام المقبلة مقترحاً يتضمن إجراءات تتسق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ضد الولاياتالمتحدة لإعادة موازنة الوضع. وأيدت ألمانيا موقف يونكر من خلال اعلان برلين «رفضها» قرار ترامب. وفي كندا، الشريك التجاري الأول لواشنطن، حذر وزير التجارة الدولية فرنسوا فيليب شامبانيي من ان فرض اي رسوم جمركية ضد الصادرات الكندية الى الولاياتالمتحدة «لن يكون مقبولاً وستكون له عواقب على جانبي الحدود». واشارت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند الى ان الولاياتالمتحدة تحقق فائضاً من بليون دولار من خلال تجارة الفولاذ مع كندا. وأكدت موسكو انها «تشاطر العواصم الأوروبية القلق». أما الصين، وهي المنتج الأول للفولاذ ولكنها لا تصدر سوى كمية صغيرة إلى الولاياتالمتحدة، فلم تتطرق الى تدابير انتقامية واكتفت بدعوة واشنطن الى «الامتناع عن اتخاذ تدابير حمائية». وفي طوكيو حذرت مجموعة «تويوتا» لصناعة السيارات من «الاثر السلبي» للضرائب الباهظة التي يعتزم الرئيس الاميركي دونالد ترامب فرضها على واردات الفولاذ والالومنيوم، مؤكدة ان هذه الرسوم ستؤدي الى زيادة كبيرة في اسعار السيارات في السوق الاميركية. وأوضحت في بيان ان «اكثر من 90 في المئة من الفولاذ والالومنيوم اللذين نشتريهما (للسوق الاميركية) يأتي من الولاياتالمتحدة ذاتها». وايدتها في ذلك شركات السارات الأخرى في اليابان. واضافت «تويوتا» «لكن قرار الحكومة فرض ضرائب كبيرة على الفولاذ والالومنيوم سيكون له أثر سلبي على مصنعي السيارات والموردين والمستهلكين لانها ستزيد بقوة الاكلاف وبالتالي اسعار السيارات والشاحنات المباعة في الولاياتالمتحدة».