إن مبدأ التناسب وكفة المعادلة ظلت لغزا حائرا منذ أن تولى السيد سيرجي ريبروف المدرب المغمور زمام الأمور، فكانت المقدمات فيها كثير من المنغصات، تشمل الغموض والتناقض والتجارب بين أسلوب اللعب وتشكيل العناصر، مما جعل أداء الفريق فيه الكثير من الارتباك وفقد النقاط، وإن كان الجهاز الفني قد وصل لرؤيته متأخرا، حتى ظهرت هوية الفريق بتكاتف المنظومة الفريد، وتحسّن الأداء كثيرا وانسجم اللاعبون أخيرا، حتى آخر النزالات ظهر الفريق بمظهر عالٍ يليق بقيمة وقامة قلعة الكؤوس، ولأن الأهلي يملك كوكبة من النجوم اضف إلى ذلك قدرتهم الفنية العالية، وقد بدا ذلك جليا في التناغم وقوة الأداء منذ بداية القسم الثاني في الدوري حتى اصبح الفريق ينافس في ثلاثة اتجاهات، فتوسيع النطاق أمر غير طبيعي، فكل بطولة تحتاج إلى جهد وعمل قائم، واستقرار فني وبدني دائم، وتهيئة نفسية يسمو ويعلو معها رتم الأداء، فالأدوات متوافرة مما تضفي مزيدا من المكتسبات، إن الاستشعار بالمسؤولية هو العمل الفعلي لتلافي الصعوبات وتدارك الأخطاء، فوصول الفريق ثانيا لسلم الترتيب وبفارق نقطة واحدة عن الزعيم بعد أن كانت التوقعات نظريا على الورق توحي بأنه من السهل أن يخطف الهلال الدوري لبعد الفارق النقطي إلى ما قبل جولة الجمعة، التي خسر فيها صاحب المركز الاول من (اتفاق سعد) وكسب الوصيف بنو قادس الفريق الصعب في ليلة شرقية، أسعد فيها الأهلي عشاقه على السواحل اللؤلؤية، فأصبحت المنافسة على الدوري في الرمق الأخير تزدان رونقا خاصا بين الموج الأزرق وقلعة الذهب، فهكذا هو دورينا تنافس وتشويق للاوائل ومتعة وإثارة للاواخر، فالجولات الثلاث المتبقية ستحدد البطل المتوج لموسم طويل وشاق، تغيرت فيه المسافات، فأعود هنا وأثني بعمل الإدارة الأهلاوية، التي صبرت كثيرا على الانتقادات اللا إرادية من قبل المحبين والعشاق، وتعاملت مع تلك المواقف بكل حكمة واحترافية، فالعلاقة الارتباطية اللازمة بين كل الأجهزة لا بد أن تكون حازمة، لكي تعطي تنسيقا يتلاءم وفق طبيعة كل مسابقة، لذلك فالروح المعنوية والإرادة تصنع المستحيل لأي منظومة كروية، لتمكينها في كل ما يسعد انصار الفريق، فهنيئا لعشاق الأهلى على صبرهم والشكر للجهازين الفني والإداري على سعة افقهما، وكل ما هو مطلوب في هذه المرحلة التكاتف من الجميع (لاجل الكيان) فمعدن الذهب لا يصدأ، فالأرض لا تنام مبسوطة لدى الأهلاويين إلا اذا حصد فريقهم مزيدا من المنجزات..!!