يلعب الاحصاء في كافة الدول الناهضة دورا حيويا لدفع عجلة التنمية في مختلف المجالات والميادين النهضوية الى الأمام، ومن ضمنها دولتنا الفتية التي أخذت قيادتها الرشيدة في استطلاع مستقبل أفضل للمملكة من خلال تطلعاتها الطموحة لترجمة تفاصيل وجزئيات رؤيتها 2030 وبرنامج التحول الوطني من أجل صناعة اقتصاد قوي يقوم على تنويع مصادر الدخل وتحويل الشراكات التي أبرمتها المملكة مع كبريات الدول الصناعية في العالم الى واقع مشهود على الأرض عبر توطين الصناعة وتقنياتها. إزاء ذلك فان صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية ثمن، أثناء استقباله بمكتبه في ديوان الامارة قبل أيام رئيس الهيئة العامة للاحصاء والوفد المرافق له، ما تقوم به الهيئة من اعداد بيانات هامة من شأنها دعم منفذي القرارات التنموية وراسمي سياسة النهضة الشاملة بالمملكة، وهذا يعني فيما يعنيه أن التثمين يشير الى أهمية الحراك «الاحصائي»، ان جاز القول، لبسطه أمام القيادة الرشيدة كهدف رئيسي من أهداف دفع التنمية الاقتصادية الكبرى في المملكة نحو خطوات واثقة وسريعة لاستشراف المستقبل المنشود، وتحفيز أجهزة الدولة للعمل بايجابية مع مقتضيات ومستلزمات المرحلة المقبلة لتطبيق بنود رؤية المملكة 2030 وبرنامج تحولها الوطني. وبما أن المنطقة الشرقية تشهد تنمية متسارعة على مختلف الأصعدة تحت إشراف سمو أمير المنطقة وسمو نائبه فان الهيئة العامة للاحصاء وفقا لهذه الخطوات النهضوية تمكنت من مواكبتها بما يعكس إيجابا أهمية واقع الأرقام الاحصائية التي تعد من أهم المؤشرات الهامة لتحقيق التنمية على مستوى المنطقة بكل محافظاتها ومدنها، وقد تضمن دليل الخدمات الأخير الذي أصدرته الهيئة احصاء الخدمات الشاملة بسائر مدن ومحافظات وقرى مناطق المملكة بما فيها المنطقة الشرقية ليغدو مرجعا رسميا لخدمات الجهات الحكومية والأهلية المتوافرة في مناطق المملكة. ولا شك أن العمليات الاحصائية تساهم بفاعلية في عمليات التخطيط التنموي ووضع الرؤى المستقبلية للخدمات النهضوية المختلفة بما يعود بخيرات وافرة على الوطن والمواطنين، فالدليل الجديد من هذا المنطلق يعد من أهم الخدمات المعتمدة لتوفير القواعد البيانية المهمة لكل المنشآت الخدمية على مستوى المناطق بالمملكة، وبالتالي فان الرجوع الى تلك الأرقام الاحصائية التي تضمنها الدليل يساعد مساعدة ايجابية في تسهيل تطبيق خطوات التنمية الشاملة بصورة أدق. الاحصاء في هذا القرن يمثل انطلاقة هامة لتحديد مسارات التنمية التي تنشدها كل الدول المتقدمة، والمملكة واحدة من الدول التي تسعى حثيثا للحاق بركب الدول المتقدمة في العالم من خلال رؤيتها 2030 وبرنامج تحولها الوطني حيث سيحققان عند استكمالهما باذن الله ما تنشده القيادة الرشيدة لهذا الوطن المعطاء من تقدم وازدهار وتنمية في مختلف مجالات النهضة وميادينها.