كما هو متوقع أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الماضي على تراجع بنحو 114 نقطة أي بنسبة 1.5%، مؤكدا دخول السوق في مسار تصحيحي واضح المعالم، وقد تزامن ذلك مع التصحيح الحالي لأسواق النفط والأسهم العالمية لكن لكلٍ نسبته وطريقته في النزول، لذلك ربما نرى تباينا واضحا في الأداء بين كل الأسواق المالية المذكورة؛ نتيجة اختلاف المؤثرات والعوامل والعلاقات التفاعلية. وبما أن الإعلانات السنوية للشركات شارفت على الانتهاء، فإن تأثر السوق بها بدأ يضعف، خاصة وأن معظم الشركات القيادية قد أعلنت بالفعل، لذلك فإن التأثير المتوقع على السوق سيكون من حركة أسعار النفط والذي تقترب حركته الفنية من حركة السوق بشكل كبير. أما بالنسبة للكميات المتداولة للأسبوع المنصرم فقد بلغت 16.2 مليار ريال مقارنةً بنحو 15.4 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة إشارة الى أن الهبوط ما زال عالي الزخم وأن هناك قاعا أقل من القاع المسجّل الأسبوع الماضي، بمعنى أن التصحيح ما زال مستمرا وأنه لم ينته حتى الآن. التحليل الفني بعد فشل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في محاولته الثانية للاستقرار فوق قمة 7.550 نقطة أصبح من الواضح أنه قد كوّن قمة هابطة تدل على أن السوق في مسار تصحيحي مكتمل الأركان وأنه بصدد التوجه لدعوم 7.230 نقطة أو 7.100 نقطة، وأتوقع أن التصحيح سينتهي عند أيّ منهما، ولا اعتقد أن التصحيح سيذهب إلى أبعد من ذلك؛ كون السوق في مسار صاعد رئيس حتى الآن ومعظم الدلائل والمؤشرات الفنية تدل على ذلك وأن ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين وما سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة ما هو إلا تصحيح سعري الهدف منه تكوين قواعد سعرية جديدة للانطلاق إلى مناطق وقمم جديدة. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المواد الأساسية قد أظهر ضعفا كبيرا أثناء مساره الارتدادي خلال الأيام الماضية، مما يشير إلى أن ارتداده لالتقاط الأنفاس فقط ثم العودة للهبوط مجددا، ويتأكد هذا الأمر عند كسر دعم 5.150 نقطة. أما قطاع البنوك فقد بدأ بالفعل في التراجع وقد اقترب من دعم 5.750 نقطة الذي اعتبره أحد أقوى الدعوم حاليا فإذا ما تم كسره فسيكون هناك ضغط مضاعف على أسعار المصارف، بالإضافة إلى ضغطه المباشر على المؤشر العام. في المقابل، أجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات قد وصل إلى مناطق مفصلية، فدعم 4.000 نقطة مهم جدا والارتداد منه بكميات عالية يعني أن القطاع قد أنهى التصحيح بالفعل، ومن المرجح أن نرى شركاته تخالف السوق خاصة أن السوق كما أسلفت في مسار تصحيحي وليس في مسار هابط رئيس ومخالفة بعض الشركات للسوق في المراحل التصحيحية أمر طبيعي جدا. كذلك الحال في قطاع التأمين، الذي أرى أنه قد اقترب من دعم 4.200 نقطة وهو دعم تاريخي للقطاع ومع ضعف سيولة الهبوط، التي تدل على تشبع القطاع من البيوع اعتقد أنه مهيأ أيضا لمخالفة المؤشر العام خلال مرحلة التصحيح الحالية، لكن لابد من اختراق مقاومة 4.460 نقطة؛ للتأكد من انتهاء مسار القطاع الهابط. أسواق السلع العالمية كان التراجع اللافت لأسعار النفط خلال الأسبوع المنصرم إشارة واضحة على أن الذهب الأسود فعلا في مسار تصحيحي، وهذا التراجع المؤقت مفهوم من الناحية الفنية؛ كون الأسعار ارتفعت خلال الأشهر القليلة الماضية بنحو 50% تقريبا، لذا من الطبيعي أن يكون هناك بعض التصحيح. واعتقد من خلال النظرة الفنية للحركة السعرية أن هذا التراجع سيعقبه صعود بحول الله، لكن ذلك يحتاج إلى عدة أشهر، ولا أرى أن خام برنت سيتراجع دون مستوى 60$ على الأغلب، كما لا أرجح أن خام نايمكس سيكسر دعم 57$؛ كون الركائز الأساسية لهذا السوق لم تتغير، فما زالت الاتفاقيات الدولية قائمة وما زال التعاون بين الدول المنتجة مستمرا وكل التصريحات والتحركات تدل على ذلك، لذا فلا خوف إن شاء الله من انهيارات سعرية حتى هذه اللحظة.