أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على تراجع كبير بلغ 250 نقطة أي بنسبة 3.3%؛ وذلك بتأثير واضح من تراجعات أسواق النفط، بالإضافة إلى الهبوط الجماعي لأسواق الأسهم العالمية خاصة الأمريكية منها، وقد تزامن ذلك مع اصطدام المؤشر العام بمقاومة 7700 نقطة وعدم القدرة على تجاوزها، بالإضافة إلى مواكبة هذا الأمر للإعلانات السنوية للشركات والتي أظهر بعضها سلبية واضحة مثل سهم سابك لكن البعض الآخر أظهر إيجابية واضحة مثل مصرف الإنماء، لذا أجد أن السوق فيه نوع من التوازن رغم الهبوط الواضح، إلا أنه مقارنةً بالصعود السابق والذي فاق 900 نقطة أجد ما حدث لا يزال حتى الآن في النطاق الطبيعي. أما من حيث السيولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 20.4 مليار ريال مقارنةً بنحو 21.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذه الإحصائية توحي بأن معدل السيولة متقارب جدا ما يشير إلى أن للنزول بقية وهذا ما أميل إليه، حيث إن السوق لم يصل حتى الآن للدعم الأول عند 7340 نقطة، لذا من المهم مراقبة الحركة السعرية بالإضافة إلى حركة السيولة عند الوصول إلى تلك المنطقة. التحليل الفني بالإضافة إلى ما ذكرت آنفا فإن الشموع اليومية ما زالت تشير إلى أن السوق بصدد إكمال الحركة التصحيحية حتى الدعم الأول عند 7340 نقطة، واتوقع عندها أن يشهد السوق عملية ارتداد ستستعيد معه الكثير من الشركات ما فقدته خلال الفترة الماضية، لكن في جميع الأحوال اعتقد أن الحركة التصحيحية الحالية باتت واضحة المعالم ومن المتوقع أن تأخذ فترة أطول ربما حتى نهاية الربع الحالي. أما من حيث القطاعات، فأجد أن القطاع البنكي هو أكبر الضاغطين على السوق، حيث إن جميع جلسات الأسبوع الماضي كانت هابطة وقد فقد القطاع خلالها حوالي 4% وربما يشهد القطاع هذا الأسبوع نوعًا من الارتداد البسيط ثم يواصل مسيرته الهابطة، وهذا بالتأكيد سيكون له أثر سلبي على السوق. كذلك الحال على قطاع المواد الأساسية والذي بانت عليه السلبية بعد كسر مستوى 5200 نقطة، واعتقد انه ربما يقوم بتجربة هذا المستوى من جديد هذا الأسبوع فإذا ما فشل نهاية الأسبوع من الثبات فوقه فربما يستأنف القطاع مسيرته الهابطة. أيضاً أجد أن قطاع تطوير العقارات سيواصل مساره الهابط حتى الدعم الأهم عند 4100 نقطة والتي قد تكون نهاية المسار التصحيحي الذي استمر لأكثر من عام، وقد يكون لسهم دار الأركان الأثر الأكبر في الضغط على القطاع بينما قد يوازن الكفة نوعًا ما سهم جبل عمر. أسواق السلع العالمية بعدما فقد خام برنت 11 دولارًا خلال أسبوعين اتضح على الحركة التصحيحية أنها تأخذ طابع السرعة، لذا من المرجح أن يكون هذا الأسبوع هو آخر نزول في المرحلة الأولى من التصحيح ثم سيشهد الخام بعد ذلك ارتدادا حتى مشارف 68 دولارًا على الأقل بعد ذلك يبدأ الهبوط من جديد، وهذا التفصيل ينطبق بشكل كبير على خام نايمكس. وعند النظر إلى الحركة السعرية لأسواق النفط لا يمكن إغفال أساسيات السوق والتي اتفقت عليها الدول المنتجة للنفط، فحتى الآن لا تزال اتفاقاتهم والتي رفعت الأسعار من مشارف الثلاثينات، لذا سيبقى التفاؤل موجودًا رغم التصحيح الحالي حتى يظهر ما يخالف تلك الأساسيات. أسواق الأسهم العالمية لا يمكن تجاهل أكثر المسار الهابط القوي الذي ضرب الأسواق الأمريكية وخاصةً مؤشر داو جونز الصناعي، حيث فقد المؤشر ما يربو على 7% خلال أسبوعين، واعتقد من الناحية الفنية أن كسر مستوى 25000 نقطة إشارة واضحة للتصحيح السعري، لكن لا يمكن الجزم بأن السوق دخل مسارًا هابطًا رئيسيًا إلا بكسر دعم 22000 نقطة، وقد يستغرب البعض من تباعد الأرقام بهذا الشكل لكن عند النظر إلى حدة الصعود السابق يتضح أن هذا التباعد أمر مبرر.