كعادتها استقبلت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي الشعراء والمهتمين بالشعر في مسرح «شاطئ الراحة»، وذلك ضمن أحداث الحلقة السابعة (من المرحلة الأولى) من برنامج «شاعر المليون» بموسمه الثامن، والذي تبثه على الهواء مباشرة قناتا الإمارات وبينونة في العاشرة من مساء كل ثلاثاء. وليلة الثلاثاء، حضر الحلقة كل من عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج الشاعرين والكاتبين بدر صفوق وتركي المريخي، وأعضاء لجنة التحكيم د. غسان الحسن، والناقد والكاتب سلطان العميمي، والناقد والإعلامي حمد السعيد، والشاعر عباس جيجان، والجمهور الكبير الذي حضر لتشجيع الشعراء المتنافسين في الحلقة. علاقات أخوّة متميّزة قبل بدء المنافسة بين الشعراء قدّم البرنامج تقريرًا عن دولة الكويت بمناسبة يومها الوطني ال57، وذكرى التحرير ال26. وقال الإعلامي عارف عمر في التقرير إن تاريخًا نابضًا بالمحبة يمتد من دار زايد في الإمارات إلى دار آل الصباح في الكويت، حيث تشرق محطات كثيرة أسهمت في بناء علاقات متميزة بين البلدين منذ عهد -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- ولا تزال دعائمها راسخة بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت -يحفظه الله- وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات -يحفظه الله- إذ تعمل قيادتا البلدين على تعزيز الألفة والتلاحم. وقدّم أعضاء لجنة التحكيم بطاقة تهنئة لدولة الكويت بعيدها الوطني، وقال الناقد سلطان العميمي: الكويت بلد النهار والسلام، وأهنئ الكويت قيادة وشعبًا، ولا شك في أن أفراح الكويت هي أفراح الإمارات، وكل عام والكويت في تطور وسعادة. وأضاف د. غسان الحسن إن دولة الكويت عزيزة على القلب، وهي البلد الذي احتضن العرب، فوجدوا فيها العز والمجد والحياة الطيبة والبلد المعطاء. فيما شكر الناقد حمد السعيد قيادة دولة الإمارات وشعبها على المحبة والمشاعر الطيبة تجاه كل كويتي، مشيرًا إلى أن الترحيب المتميّز بمواطني الكويت في مطارات الدولة أثلج الصدور. كما هنَّأ دولته وأبناء دولته بالعيد الوطني. كذلك فعل الشاعر بدر بندر العتيبي الذي كان ضيف الحلقة، مقدمًا التهاني للكويت وأهلها بعيدها، وشاكرًا الإمارات على احتفائها بالعيد الوطني للكويت، وهو الأمر الذي لمسه الكويتيون من خلال حفاوة استقبالهم بدءًا من المطار. رجل البيئة والعطاء وفي تقرير مصوّر قدّم البرنامج علاقة -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بالشجرة والأرض والبيئة وبالاخضرار، وكيف حوّل الصحراء إلى بساتين، وأسّس للاهتمام بالبيئة ومفرداتها، ودافع عنها، واهتم بكل ما هو حي، وبفضله أصبحت الإمارات مثالًا يُحتذى به في مجال الحفاظ على البيئة. كما عمل على تنمية الإمكانات الزراعية، وقام بإنشاء الأفلاج، وحفر الآبار، وأطلق عملية استصلاح الأراضي، وقهر الصحراء لتتحوّل إلى أراضٍ خضراء، وذهب إلى تنمية عناصرها، وإنشاء محميات مثل صير بني ياس التي تعتبر واحدة من أكبر المحميات في شبه الجزيرة العربية، واستمرت المسيرة بإطلاق جائزة زايد الدولية التي يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- كما اهتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، بإثراء الطبيعة، خاصة أنه الرئيس الفخري لهيئة البيئة في أبوظبي، وأنشأ صندوقًا يحمل اسم سموه للمحافظة على الكائنات البحرية، وله جهود هامة في حماية الصقور والحبارى والمها العربية. نتائج تصويت الحلقة الماضية قبل صعود شعراء الحلقة السابعة على خشبة المسرح، أعلن حسين العامري وأسمهان النقبي عن الشاعرين اللذين تم تأهّلهما من خلال التصويت، وهما الإماراتي سالم الراشدي، الذي حصل على 73%، والسعودي راشد بن قطيما الذي حصل على 55%، لينتقلا بذلك إلى المرحلة الثانية من المسابقة، وينضما إلى زميلهما حسن علي المعمري من سلطنة عمان، الذي استطاع إبهار لجنة التحكيم خلال الحلقة السادسة، فمنحته 49 درجة من 50. شعراء الحلقة السابعة مع ستة نجوم آخرين كان للجمهور موعد، فألقى الشعراء على مسرح «شاطئ الراحة» قصائدهم التي تنافسوا من خلالها، وهم: بتول آل علي من الإمارات، حذيفة العمارين من الأردن، صالح اللذيذ العنزي، ونجم بن جزاع الأسلمي من السعودية، عبدالله لهمود البدري من العراق، ومبارك بن غاطي المطيري. وكانت المفاجأة حين أهّلت اللجنة الشاعرة بتول آل علي بعد منحها 47 درجة، فيما حل تاليًا الشاعر السعودي صالح العنزي بحصوله على 46 درجة. أما بقية الشعراء فسوف ينتظرون أسبوعًا من القلق ريثما ينتهي الجمهور من التصويت، وبناءً على النتيجة التي تُحسم في الحلقة الثامنة سيتم الإعلان عن الفائز، إثر حصولهم على درجات متقاربة، فاستحق حذيفة العمارين 45 درجة، ونجم الأسلمي 44 درجة، وعبدالله البدري 43 درجة، ومبارك المطيري 42 درجة، لكنهم بلا شك قدموا نصوصًا لافتة في موضوعاتها، وعلى قدر مرتفع من الشاعرية. عجاج الدمع بتول آل علي التي تألقت في ليلة الشعر ألقت نصها «عجاج الدمع» الذي استحوذ على إعجاب لجنة التحكيم من حيث الموضوع، والبناء، والصور، والشاعرية، وكذلك من ناحية الحضور المسرحي للشاعرة الذي أضاف للنص جمالًا.. د. غسان الحسن، قال: إن بتول لم تخيّب الظن، فهي من الجميل إلى الأجمل، ومن الرفيع إلى الأرفع، ونصها فتح أبوابًا كثيرة، والأهم من ذلك أنه فتح باب الشعر النسائي، فالمعاناة التي تحدثت بها الشاعرة لا أحد يستطيع أن يتحدث بها إلا امرأة، خاصة أنها مرتبطة بتجربة خاصة. رثائية جزلة# ما ألقاه حذيفة العمارين لا يختلف بموضوعه عن قصيدة بتول، غير أنه سلك دربًا آخر للتعبير عن مشاعره بعد أن فقد أباه منذ مدة ليست ببعيدة، وقد أوضح الناقد سلطان العميمي أن النص بمجمله نقل حالة إنسانية بما فيها من ألم وحزن، وتميّز بالتكثيف في ثلثيه الأول والثاني. غير أن الشاعر فيهما اشتغل على الصور على حساب الموضوع. طيف التوحّد صالح اللذيذ العنزي ألقى نصًا انفرد بموضوعه، فعلى مدار ثمانية مواسم من «شاعر المليون» لم يأتِ أحد بالفكرة التي كتب نصه حولها، وهي مرض التوحّد، ومعاناة الأطفال المصابين به، بدايةً أشاد الناقد حمد السعيد بالحضور الإنساني في النص الذي دار حول مرض التوحد، وهو حضور جميل امتد من المطلع، وبدا واضحًا للمتلقي، حيث تقمص الشاعر شخصية أحد أطفال التوحد، وعبّر عن الحالة بشعر راقٍ، وناقش تلك القضية من خلال أبياته. شجرة الصمت عبدالله لهمود البدري حطم «شجرة الصمت» بفأس مفردات نصه الذي أراد التغيير من ورائه، وبعدة أساليب، د. غسان الحسن كان أول مَن قدم قراءة نقدية في القصيدة، مبيّنًا أن موضوعها ذاتي وخاص ونابع من تجربة خاصة. لافتًا إلى إعجابه بالتسلسل المنطقي الموضوعي للقصيدة التي تمرد فيها الشاعر على ذاته وعلى حالة الركود التي يعيشها. وعن صمت آخر، ألقى مبارك بن غاطي المطيري نصّه «سما الحلم» الذي اتسم بالجزالة والإبداع والحس العالي، سلطان العميمي أشاد بحضور الشاعر، وعلّق على موضوع النص بما فيه من إبداع، والذي ختمه قائله بأبيات عاطفية. وأوضح العميمي أن مبارك لديه تصوير شعري جميل وأنسنة للأشياء، كما في العبارات (لو النور ما له يدين)، (يعانق سماي)، (باضمّ جرحك)، (وجه الليالي)، (وجه السحاب). قصيدة «عام زايد الخير» كانت خاتمة قصائد الأمسية، وجاءت محكمة وجزلة؛ ببناء يتقنه جيدًا نجم جزاع الأسلمي الذي كان حضوره المسرحي هادئًا ومعبّرًا عن مضمون القصيدة في آن معًا، الموضوع يُحسب للشاعر مثلما قال الناقد حمد السعيد، والالتقاطة كانت ذكية من نجم، كي يكتب عن «عام زايد» نصًا جزلًا متمكنًا. الحلقة الأخيرة# خلال الحلقة القادمة سوف يتنافس آخر ستة شعراء من قائمة ال48، وهم سالم حواس الحازمي وفهد العازمي من السعودية، صالح الصخري من الأردن، فيصل عايض العتيبي، مبارك الفغم الرشيدي من الكويت، ومهنا الماضي الشمري من سوريا. صالح اللذيذ العنزي المتأهل بقرار اللجنة