بدأ وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون جولته في الشرق الاوسط بزيارة القاهرة الأحد، والتقى بوزير الخارجية المصرى سامح شكري، والرئيس عبدالفتاح السيسي، في مستهل جولته إلى مصر والأردن والكويتولبنان ثم تركيا، التي وصفها مراقبون بالصعبة، لما يتحتم عليه بمواجهة غضب الأتراك. وقالت صحيفة «تامبا تريبون» الامريكية: «استهل وزير الخارجية زيارته بمحطة خالية من التعقيدات الكبرى التي يمكن ان تؤثر في مجريات الأمور، فالقاهرةوواشنطن حلفاء تقليديون وتربطهما علاقات راسخة رغم اختلاف وجهات النظر حول القضية الفلسطينية». وبحسب الصحيفة، شدد الرئيس السيسي خلال استقباله تيلرسون بقصر الاتحادية على ضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية؛ مؤكدا ان على الولاياتالمتحدة باعتبارها الراعي الرئيس للسلام ان تعيد احياء عملية السلام وفق مقررات الشرعية الدولية. ويتوجه الوزير الامريكي الى الكويت للمشاركة في مؤتمر اعادة اعمار العراق، وحث المجتمع الدولي على مواصلة جهوده والتركيز على اكمال المعركة لهزيمة داعش، والمساهمة فى اعادة اعمار المناطق التى دمرتها الحرب لمنع المتطرفين من العودة اليها. وقالت صحيفة تامبا تريبون الامريكية في تقرير لها عن الزيارة: ان تيلرسون لن يتعهد بمساعدات مالية للمساهمة في اعادة الاعمار، وعوضا عن ذلك سيدعو الشركاء والمنظمات غير الحكومية للمساهمة. ثم يتوجه الوزير تيلرسون الى العاصمة الاردنيةعمان فى محاولة لاصلاح الضرر فى العلاقات بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل واعتزامه نقل سفارة بلاده لها ثم قرار خفض المعونات الامريكية المقدمة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» ما يؤثر على حياة ملايين اللاجئين، الذين يعيش عدد كبير منهم فى الاردن. ومن المنتظر ان يوقع تيلرسون اتفاقية لتقديم حزمة مساعدات للأردن الحليف التقليدى لواشنطن وتأكيد مساندة الولاياتالمتحدة للمملكة الاردنية الهاشمية. ثم نأتى -بحسب الصحيفة الأمريكية- المحطات الأصعب في جولة تيلرسون وزيارته لتركيا الحليف المتمرد، ويحط الوزير الامريكي رحالة في انقرة في اكثر الاوقات توترا في العلاقات بين الحليفين بسبب رفض الأولى تسليم الأخيرة المعارض فتح الله كولن، الذي يتهمه رجب طيب اردوغان بتدبير محاولة الانقلاب عليه، إضافة لتعارض المصالح في سوريا. لا تمتلك الولاياتالمتحدة استراتيجية راسخة او واضحة في سوريا؛ حيث كانت ادارة اوباما تنأى بنفسها عن التورط المباشر في الصراع وتركت الأمور لروسيا. وجاءت ادارة ترامب متأخرة تحاول البحث عن موطئ قدم؛ فأعلنت عن تشكيل قوة من اكراد سوريا قوامها 30 الف جندي وتعهدت بمدها بالسلاح لمنع عودة مقاتلي داعش وهذا ما أثار تركيا واغضبها حتى انها اتهمت واشنطن بدعم الارهاب في سوريا ثم بدأت عملية عسكرية في عفرين لإجهاض اى خطط كردية للسيطرة على الشريط الحدودي. ونقلت «تامبا تريبون» عن مصادر رسمية ان تيلرسون سيكرر تحذير تركيا من توسيع عملياتها في عفرين، وضرورة التحلى بضبط النفس تجنبا لوقوع مزيد من الضحايا المدنيين، وفي الوقت نفسه سيبحث مخاوف تركيا ومصالحها فى منطقة الحدود الجنوبية. لكن المشكلة تكمن في انعدام الثقة لدى انقرة فى حليفها الامريكى، وهذا ما عبر عنه وزير خارجيتها تشاويش اوغلو امام مؤتمر المراجعة الوزاري الثاني للشراكة التركية الافريقية في اسطنبول. والمحطة الشائكة الأخرى هي لبنان والتركيز سيكون بشكل رئيس على ميليشيا حزب الله، المصنف ارهابيا وتدخلها في سوريا. وسيطلب تيلرسون من الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء ضرورة الحد من نشاط الميليشيا وانخراطها في الحرب الى جانب نظامي الأسد وإيران، ما يشكل تهديدا لأمن اسرائيل ودول المنطقة.