أعلنت هيئة التفاوض السورية مقاطعتها لمؤتمر «سوتشي» بأغلبية تصويت 26 صوتا من أصل 36، في وقت اتهم فيه مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة، عبدالله المعلمي، النظام السوري بعدم الجدية في المفاوضات والمماطلة. وفي رد على تصريحات مندوب النظام في الأممالمتحدة، قال المعلمي في مقابلة تلفزيونية فجر أمس: «إن النظام السوري غير جاد في المفاوضات»، وأضاف: «لا نستغرب هذا النمط من المماطلة من جانب النظام، هم يريدون أن يتجنبوا الحديث في القضايا الأساسية، وهي قضايا الدستور وانتقال السلطة وشكل الحكومة الجديدة، وشكل الدولة السورية الجديدة التي ينبغي أن تخرج من ركام وحطام البلد الممزق حاليا». وتابع مندوب المملكة: «الأممالمتحدة وبعض الدول وفي طليعتها السعودية قدمت المساعدات للشعب السوري، ولكن مع الأسف الاستجابة ما زالت محدودة». وبشأن المعارضة السورية، قال المعلمي: «أظن أن المعارضة تتحدث الآن بصوت واحد، وقد حضر وفد المعارضة إلى نيويوركوواشنطنوجنيف، وكان أداؤهم مشرفا؛ لأنهم يتحدثون بشكل عقلاني وبطريقة واضحة في الطرح والتفاوض». وفي سياق مؤتمر «سوتشي»، وفي وقت لاحق أمس، أعلنت هيئة التفاوض السورية المعارضة مقاطعتها للقاء المقرر عقده مطلع الأسبوع المقبل بدعوة من موسكو، أبرز حلفاء الأسد، وفقا لرئيس الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، الذي اشترط لحضوره عدم تكريس «سوتشي» كمسار تفاوضي، وأن يعقد مرة واحدة فقط، وتصدر عنه توصيات لمسار جنيف فقط، بجانب أن ينضوي المؤتمر تحت مظلة القرار الأممي 2254، ويعترف النظام وموسكو بمسار جنيف مسارا شرعيا وحيدا للعملية السياسية. من جهتها، توعدت روسيا المعارضة السورية بإجراءات على الأرض بعد رفضها المشاركة في المؤتمر، في وقت دعمت فيه واشنطن وباريس مقاطعة المعارضة السورية ل«سوتشي». وكانت المعارضة السورية أجلت حسم قرار مشاركتها في مؤتمر سوتشي إلى السبت، مشيرة إلى أن المحادثات التي أجرتها، الجمعة، مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كانت صعبة. في المقابل، أعلن مسؤول كردي كبير، الخميس، أن الجماعات الكردية الرئيسة السورية لن تشارك في مؤتمر «سوتشي»، قائلا: «إنه لا يمكن مناقشة حل للحرب في ظل استمرار الهجوم التركي على منطقة عفرين». وكان أربعون فصيلا معارضا -هم أبرز الفصائل المقاتلة والمكونة لهيئة التفاوض- أعلنوا الشهر الماضي رفض المشاركة في هذا المؤتمر، فيما رحب النظام بانعقاده. في غضون ذلك، قالت وكالة الأناضول الرسمية أمس السبت: «إن مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش.آر مكماستر أكد الجمعة للمتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالين في اتصال هاتفي أن الولاياتالمتحدة لن تزود وحدات حماية الشعب بالسلاح بعد الآن»، في الوقت الذي دخلت فيه العملية التركية ضد الوحدات في سوريا يومها الثامن. ومن وارسو، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: «إن بلاده تعتقد أن من مسؤوليات روسيا كبح استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا». وأضاف خلال زيارة إلى بولندا: «الأسلحة الكيماوية تُستخدم في ضرب السكان المدنيين، الفئة الأضعف.. الأطفال داخل سوريا»، وتابع: «نحمل روسيا مسؤولية التعامل مع هذا الأمر، إنها حليف للأسد».