تمسّكت روسيا بعقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في موعده في 29 و30 الشهر الجاري في منتجع سوتشي على البحر الأسود، فيما أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف مشاركة «ممثلين عن الأكراد» في المؤتمر، على رغم الهجوم التركي ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية. وأفادت وثيقة وزعتها وزارة الخارجية الروسية أمس، بأن موسكو تستضيف المؤتمر في موعده المقرر نهاية الشهر الجاري. وحددت الوثيقة الترتيبات الخاصة باعتماد الصحافيين. إلى ذلك، قال لافروف إن «ممثلين عن الأكراد موجودون على لائحة المدعوين للمشاركة في المؤتمر». وشدد على ضرورة أن يلعب الأكراد السوريون دوراً في «العملية السياسية المستقبلية»، مؤكداً أهمية «ضمان هذا الدور»، كما طالب المجموعات العرقية السورية كافة ب «احترام سيادة البلاد ووحدة أراضيها». من جانبه، رفض ديميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرد على سؤال ما إذا كان الهجوم التركي سيؤدي إلى «تعقيد» مؤتمر سوتشي، لكنه أكد أن الاستعدادات للمؤتمر «تسير قدماً». وتريد روسيا التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، عقد مؤتمر يهدف إلى الاتفاق على دستور جديد لسورية في مرحلة ما بعد الحرب، إلى جانب إيران التي تدعم النظام وتركيا التي تدعم فصائل مسلحة. وكانت موسكو تأمل أساساً في عقد المؤتمر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لكن جهودها انهارت بعد عدم التوصل لاتفاق بين الدول الراعية، إذ أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حينه من احتمال دعوة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي وجناحه المسلح «وحدات حماية الشعب»، إلى المحادثات.وتسبق «مؤتمر سوتشي» جولة مفاوضات سلام جديدة مرتقبة في فيينا الأسبوع الماضي برعاية الأممالمتحدة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف الشهر الماضي. وفي إطار الدعوات التي توجهها روسيا إلى «مؤتمر سوتشي»، أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن بلاده تسلمت دعوة رسمية من موسكو لحضور المؤتمر، مؤكداً «ثبات الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ وحدة الدولة السورية، ويلبي طموحات الشعب السوري الذي كان ولا زال يعاني ويلات الاقتتال والدمار». وأشار إلى «دعم مصر للمفاوضات الجارية تحت رعاية الأممالمتحدة في جنيف على أساس مرجعيات الحل السياسي في سوريا وأهمها القرار 2245، مع الترحيب بأي مبادرات أخرى مطروحة طالما تأتي لتعزيز هذا الإطار». كما نقل السفير الروسي في بغداد مكسيم مكسيموف دعوة إلى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لحضور المؤتمر. وأتت الدعوات الروسية في ظل عدم حسم هيئة التفاوض المعارضة مشاركتها في المؤتمر. وتوجهت الهيئة أمس إلى موسكو في زيارة هي الأولى من نوعها للقاء مسؤولين روس، فيما أعربت سابقاً عن خشيتها من أن يكون مؤتمر سوتشي بمثابة التفاف على الذي ترعاه الأممالمتحدة. وقال عضو الهيئة هادي البحرة ل «فرانس برس»: «سنبني موقفنا بعد انتهاء زيارتنا إلى روسيا وفي ضوء اجتماع فيينا». وكان أربعون فصيلاً معارضاً أعلنت الشهر الماضي رفضها المشاركة في هذا المؤتمر، فيما رحب النظام به.