مع الشعر والليل كان متابعو برنامج «شاعر المليون» يوم الثلاثاء الماضي على موعد جديد مع ستة شعراء تمكّنوا من عبور المسافة بين أول لقاء لهم مع لجنة التحكيم قبل أشهر، ومسرح شاطئ الراحة الذي يقدّمهم لجمهور الشعر للمرة الأولى وذلك بحضور كلّ من: الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعيسى سيف المزروعي، نائب رئيس اللجنة ومدير عام قناة بينونة، وعبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال، وإلى جانبهم ممثلون عن العديد من وسائل الإعلام العربية المهتمة بالثقافة والإبداع، وجمهور من مختلف الدول العربية جاء فقط ليحظى بأوقات متميزة، ويشارك في تشجيع الشعر والشعراء. أطلقت أحداث الحلقة الثانية بالإعلان عن اسم الشاعر المتأهل عن الحلقة الأولى عبر تصويت الجمهور الذي استمر أسبوعًا كاملًا، لينضم الشاعر العماني نبهان الصلتي الذي ألقى قصيدة (سحابة الحبر) إلى زميليه تهاني التميمي من السعودية وعبيد الكعبي من الإمارات، إثر حصوله على 69%. فيما خرج من المسابقة نواف تركي الظفيري بأصوات بلغت 66%، ومساعد بن عريج الذي حقق 50% من الأصوات، وعلي الغياث من الأردن الذي صوّت له الجمهور ب44%. خلال الحلقة تم عرض تقرير حمل اسم (زايد والاتحاد) ونقل صورًا ومشاهد من حياة المغفور له «بإذن الله» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «يرحمه الله» ورأيه وعلاقته وأمله في الاتحاد، كما عُرض تقرير عن جائزة زايد لطاقة المستقبل. ثم أطلت كوكبة جديدة من الشعراء الذين تنافسوا فيما بينهم شعريًّا بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة، وكان التأهل ببطاقة اللجنة من نصيب الشاعر محمد العنزي الذي حصل على 48 درجة، تلاه في التأهل محمد الخطيمي الخالدي بحصوله على 47 درجة. أما بقية الشعراء فلا بد من انتظارهم حتى الحلقة الثالثة ليتم الإعلان عن الفائز بأصوات الجمهور، وهم إسراء عيسى من الأردن ومنحتها لجنة التحكيم 46 درجة وجمهور المسرح 36%، تلاها في الدرجات مشاري سرهيد الرشيدي من السعودية ب45، ثم فهد الأغبري من سلطنة عمان الذي حصل على 43 درجة، وأخيرًا فريج عتيق المزيني من مصر وحصل على 41 درجة. الجوهر في التهجير مع الشاعرة إسراء عيسى كانت البداية، وهي التي ألقت نصًا اكتنز بالحزن تجاه النفس والأطفال والناس، مثلما اكتنز بالصور الشعرية المكتملة؛ د. غسان الحسن افتتح باب النقد في الحلقة، فأكد أن النص متماسك بشكل واضح، وبناؤه جميل في التعبير عما تريده الشاعرة، وهو موفّق للغاية. ففي نصفه الأول اعتمدت على كلمات كثيرة تدل على تفاقم الحزن والأسى في نفسها كفرد، وفي المجتمع ككل، مبيّنة فيه المتاهات الفكرية التي اتضحت في (أدور في وجيه الناس عن وجهي ظلال ونور)، وكذلك المتاهات الجسدية التي دلت عليها (بعد حمّلت أوزاري من التيه وفقدت العير)، وذلك بسبب ما يحدث في الساحة. وكانت الفكرة لديها مرات تشف ومرات تبتعد. ولاحظ الدكتور أن إسراء ارتكزت على فكرة جوهرية ممثلة ب(التهجير)، ولهذا حملت القصيدة كلمات مقصودة ودالّة عليه، ومن خلالها نستطيع الارتكاز للحديث عن الجوهر. سيناء بصوت ابن الكنانة تلي إسراء في التقديم الشاعر فريج المزيني الذي ألقى قصيدته (بذرة فساد)، وقد أشاد سلطان العميمي بفريج، معتبرًا أنه أحد الشعراء الذين يفخر بهم البرنامج، فالنص الذي ألقاه جاء متميزًا، بدءًا من مطلعه الذي ينفصل عن الموضوع الرئيس رغم ما فيه من تصوير جميل. مشيرًا إلى أن الشاعر ارتكز على المكان، والتفت إلى قضية هامة وهي (الإرهاب). كما أعجبه تبادل الأدوار بين الشاعر وعناصر المكان غير الحية مثل (وجبالها ترسم الضحكة)، فيما أصبح هو الصامت، ودلّ على ذلك في (البوح عاجر وشوف الصمت متعافي)، أما التصوير الشعري فقد حضر في كل الأبيات، وهذا يحسب لفريج في ظل التفاؤل الذي برز في (لاح الأمل من ورى وجه العنا الجافي). نزوى بعين المحب فهد الأغبري حل ثالثًا في إلقاء نصه (نزوى)، وحمد السعيد وضع إصبعه على مكامن الجمال فيما قال الأغبري، معلقًا بالقول: يحق لنزوى أن تتباهى بذلك النص الجزل، فالصور بما تنطوي عليه من إبداع تمكّن السامع من تكوين انطباع عن المكان. وعلى الرغم من أن المواضيع المرتبطة بالأمكنة تحدّ من إبداع الشاعر عادةً، إلا أن النص جاء مترابطًا من المطلع إلى الختام الذي كان «مسك» النص الذي تضمن طباقًا متميزًا في البيت (من قلعتك كم رقت أرواح غيّابك/ وأضدادك اتحدّروا من شمتي لعلوي)، وهو طباق جميل. رحلة الشعر مع الشاعر محمد الخطيمي الخالدي ألقى على أسماع الجمهور (تمتمات المواليف) وقد وصف د. غسان الحسن النص بأنه جميل، في حين كان إلقاء الشاعر مساندًا لما فيه ومؤيدًا له. مشيرًا إلى أن النص متماسك تماسكًا عظيمًا، مع أن الشاعر ذهب إلى عدة أزمنة، الماضي والحاضر والمستقبل، فدمجها في نص متميز، فتناول مسابقة «شاعر المليون» لكنه قدم الموضوع بصورة جديدة. وأوضح د. الحسن أن الشاعر بدأ من خلال ثلاثة أبيات مرتبطة بالماضي، واصفًا كيف كانت حال الساحة الشعرية ووضع الشعراء والشللية التي سادت حينها من خلال البيت الأول. نص رمزي مغلق ومع (العتوب) والشاعر محمد سليمان العنزي استمع الجمهور إلى النص، والبداية في نقد نص العنزي كانت عند سلطان العميمي، الذي وجد أن الشاعر أبدع في نصه، ومع أن النص جاء مغلقًا، إلا أن ذلك لم يمنع الشاعر من الإبقاء على بعض المفاتيح التي تمكّن المتلقي من فهمه، خاصة أن النص سياسي محمّل بالوعي والفكر، ومن تلك المفاتيح (في غياب النور نحتاج النذير/ ضيعت ربعي ثقافات الولي). من جهة أخرى عرج الشاعر على كيفية استخدام الدين كغطاء لتنفيذ بعض الأجندات.. وعليه فقد حمل الطرح تواضع العارف. عين على شاطئ الراحة بعد أربع سنوات يعود مشاري الرشيدي بنص أشاد به حمد السعيد، والذي جاء على طريق المنكوس المحبب لدى السعيد، ومع أن النص يتحدث عن مشاركة الشاعر في (رحلة ال100 عام) إلا أن جرس القافية كان جميلًا، والفكرة مترابطة، أما الشطر (صباحك تولم طلعة الشمس لأفراحه) فيمثل إشراقة للنص. وعندما أورد الشاعر عدة مفردات فقد دلّ على ترتيب مشاركته في البرنامج، بدءًا من (مع أول مرور إبداع ركّز معي قدام)، فيما وجّه عبارة (يخاطبني الجاهل وارد السلام بسلام) للناقدين. بعدها انتقل مشاري للحديث عن الشعر، لينتهي بقوله: (وهي جزء من ضوي وأنا شاطي الراحة)، واصفًا السعيد بأن شعر مشاري الذي ألقاه ليلة أمس جميل للغاية. محمد المر بالعبد.. في حب الوطن استضافت حلقة ليلة أمس الشاعر محمد المر بالعبد الذي وصف «شاعر المليون» بأنه يؤكد نجاحه في كل موسم من خلال المشاركات الجيدة، كما الحال بالنسبة لهذا الموسم الذي يضم العديد من المواهب الشعرية المشهود لها، ولهذا ستكون المنافسة كبيرة. فرسان الحلقة الثالثة في ختام الحلقة أعلن العامري والنقبي عن الفرسان الستة الذين سيرافقهم الجمهور في رحلة جديدة من الشعر والمنافسة والتألق، وهم: مشعل العنزي من السعودية، ومحمد القرعاني من سوريا، وسبيكة الشحي من البحرين، وأحمد المطيري من الكويت، وحمد المزروعي من الإمارات، وقادم القحطاني من السعودية. لجنة التحكيم تستمع لأحد الشعراء