وصل عدد الشعراء السعوديين المتأهلين لمرحلة ال 24 من برنامج «شاعر المليون»، بعد حلقته المباشرة الثالثة، إلى أربعة شعراء، إذ تأهلت الشاعرة تهاني التميمي في الحلقة الأولى ليلحق بها محمد العنزي في الحلقة الثانية، كما أعلنت اللجنة في بداية الحلقة الثالثة عن تأهل السعودي مشاري سرهيد الرشيدي بتصويت الجمهور، فضلا عن الشاعر مشعل الضوي العنزي الذي خطف بطاقة التأهل الأولى في الحلقة بعد أن حقق أعلى الدرجات بين زملائه المشاركين. وكان المقدمان حسين العامري وأسمهان أعلنا في بداية الحلقة الثالثة للبث المباشر عن الشاعر المتأهل بتصويت الجمهور عن الحلقة الثانية، وكان التصويت من نصيب الرشيدي من السعودية ب91%، منضماً بذلك إلى مواطنه محمد العنزي، ومحمد الخطيمي الخالدي من الكويت المتأهلين ببطاقة لجنة التحكيم، ليغادر بقية الشعراء بنسب متقاربة، فحصلت إسراء عيسى من الأردن على 47%، تلاها فهد الأغبري من سلطنة عمان بنسبة 46%، ثم فريج عتيق المزيني من مصر بنسبة42%. الشاعر السعودي عبدالله بن عون حل ضيفا على الحلقة الثالثة، وصافح الجمهور بقصيدة وطنية مميزة، كما رحب المقدمان حسين العامري وأسمهان النقبي بشعراء الحلقة الثالثة وهم: مشعل العنزي وآدم القحطاني من السعودية، محمد القرعاني من سورية، سبيكة الشحي من البحرين، أحمد المطيري من الكويت، وحمد المزروعي من الإمارات، ومع أن أعضاء لجنة التحكيم أجمعوا على إجادة جميع الشعراء وتميزهم؛ إلا أنهم أهلوا السعودي مشعل العنزي ب49 درجة، والكويتي أحمد المطيري ب47 درجة. أما آدم القحطاني فحصل على 46 درجة، ومحمد القرعاني 45 الذي حصل على أعلى نسبة تصويت من جمهور المسرح والتي بلغت 33%، تلاه حمد المزروعي من حيث درجات اللجنة والبالغة 44، ثم سبيكة الشحي 43. وهؤلاء ليس أمامهم إلا انتظار نتائج تصويت الجمهور حتى الأسبوع المقبل، وبناء عليه سيتمكن صاحب النسبة الأعلى من الاستمرار في البرنامج. الضوي يتألق وكان موعد الجمهور مع الشاعر مشعل الضوي العنزي، والذي جاد بقصيدة فخر قال في مطلعها: اخضرّت الأغصان واستقويت يا عود القصب فوق الكفوف اللي سقت عرقك من النبع الزلال بالهون لا تعرض ورقط الغض يطرقك المهب ما دمت لو تفقد ظلال جبالنا ما لك ظلال هذي نصيحة بعدها يا عود لك فاس الخشب اللي يقصّك ليم تيبس يا سريع الاشتعال حنّا جعلنا من عظام أخصامنا حزمة حطب وش عاد في غصنٍ ليا هبّت هبوب النود مال لفت الناقد حمد السعيد إلى الطرح الذي استخدمه الشاعر والمغلف بالرمزية، كما في (اخضرّت الأغصان واستقويت يا عود القصب)، والبيت (حنا جعلنا من عظام اخصامنا حزمة حطب/ وش عاد في غصن ليا هبّت هبوب النود مال)، وكذلك في (لو صبرنا بيرِ مثل هداج تيما قد نضب/ لكن من يعاف الرضا يصبر على حزم الرجال)، فجاء الاستطراد جميلاً جداً، وخاصة في البيت (ما هو صدور أهل الشمال لحالها كل العرب/ لا بالله الا كل من كبّر بتكبيرة بلال). ووصف الشاعر بأنه مميز في عدد من الأبيات من بينها (لو ساوموا بيّاعة الذمة مثيرين الشغب/ من جاهم بخشم الريال يروح به خشم الريال). وأكد السعيد على أهمية الطرح في هذه الفترة. من جانبه، أكد الدكتور غسان الحسن على روعة النص، وعلى المنحى الذي ذهب فيه الشاعر إلى وجهتين، أي تناقض الأسلوب، وقال إن هذا الأسلوب الرمزي مبرر، فالشاعر تحدث عن مشكلة قائمة، وقدم بانوراما من الواقع، كما طرح بعض الحلول، فغلف الموضوع بالتصوير المضاعف من خلال أبيات مشرقة، ثم كشف عن الأوراق في النصف الثاني من النص، وهذا عكس الرمز، لكنه فعل ذلك بتناسق، ففي النصف الأول كان بحاجة إلى تعمية، وفي الثاني إلى تصريح، وفي البيت (أعز عاهل مخلص وأعدل ملك وأعرق نسب/ لاشرف بقاع الأرض وأعظم مملكة وأطهر رمال) استعمل أفعال التفضيل في 6 مواضع، وهذا ارتفاع جميل بالموصوفين، وما البيت (هذا الخليج وهيبته ما عندنا باطلق شنب) إلا تصوير جميل يدل على تواصل القادة. وقال الناقد سلطان العميمي إن النص مسك ختام الحلقة، فهو متماسك وعميق ومليء بالشعر، ولم يخل بيت من دلالة، سواء كان رمزياً أو مباشراً، ورغم أن الموضوع سياسي إلا أن رأي الشاعر واعٍ، فابتعد فيه عن المباشرة في أبيات، واقترب من الرمز في أخرى، التصوير الشعري الجميل، فقال الشاعر رأيه، من دون أن يتخلى عن الجمال.