مازالت تطورات أحداث ايران مستمرة؛ وسواء نجحت الانتفاضة الشعبية؛ في إحداث التغيير والوصول للهدف المطلوب أم لم تنجح؛ إلا أنها حتما ستحقق هدفها وإن طال بها الأمد؛ فهذه الجموع الشعبية التي اتفقت على هدف المصلحة العامة؛ ترى من بعيد صمودها واصرارها على اقتلاع النظام المجرم؛ عمومًا انفجار الوضع قبل أسابيع في ايران ليس مفاجأة؛ فهكذا هي السنن الكونية ثابتة في كل الأزمنة وجميع الأمكنة؛ وعلى جميع البشر بلا استثناء؛ فما من أمة انحرفت عن المبدأ الكوني؛ إلا فقدت أمنها وسلامتها وكانت نتائج مخالفتها عكسية ومدمرة؛ فالظلم والباطل ليس له ديمومة؛ وهو حالة طارئة ستزول وإن استبطأنا النهايات؛ والسنن التي جرَت على المجرمين الأولين نتيجة ظلمهم واستبدادهم؛ هي التي تجري الآن على المتأخرين من طغاة المجوس وملاليها؛ فالنظام الذي طوال 4 عقود ليس له مشروع حضاري؛ إلا ما تبناه من مشاريع الشر ونشر الكراهية وزرع الطائفية؛ وما زال يُصدّر ثورته التوسعية والهمجية بنفس مبادئة؛ التي أحرق بها الحرث والنسل؛ ومازال هذا النظام يدعم بمليارات الدولارات الميلشيات الطائفية والمنظمات الإرهابية؛ وهي أموال وثروة الشعب الايراني الذي يعيش في فلك آخر؛ يتجرع الظلم والفقر وصنوفا من الغبن والتهميش؛ وصبر طويلا على سياسات حكومة الملالي؛ وما سببته في المنطقة من إرهاب وفوضى وفتن؛ كان وقودها المال والشباب الإيراني؛ كل هذا كوّن تراكمات كرة الثلج؛ التي انفجرت في وجه حكم الملالي؛ فالشعب كان لا بد أن يستيقظ من غفلته؛ وطبيعي جداً أن يكون هناك انتفاضة ضد عصابة الإرهاب وقتلة الأطفال؛ فالشعب الإيراني قرر أن يعيش حياة كريمة؛ ومن أبسط حقوقه أن يرى بلده ضمن بيئة حضارية جديدة؛ منفتحة على العالم كبقية شعوب الأرض؛ وسيكتب نهاية لجوعه وفقره وعزلته؛ ويفكر في تنمية بلده بعيداً عن السياسات العدوانية والتوسعية؛ التي تنتهجها ولاية كهنوتية بوليسية متخلفة؛ قمعت الشعب الإيراني ونهبت ثرواته؛ ومازالت تحكمه بالحديد والنار والمشانق!! أينما وجدتْ الفتنة والدمار والطائفية؛ ستجد خلفها بصورة مباشرة أو غير مباشرة نظام الملالي؛ بالإضافة لدورهم الواضح في دعم الثورات العربية؛ ومناصرة الإرهابيين والخارجين عن النظام في الدول العربية؛ وفاخروا يوماً ما بهيمنتهم على 4 عواصم عربية؛ ربما نسي هذا النظام المجوسي في لحظة طغيان النفوس الشريرة؛ أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ولعل البارز في هذه الانتفاضة أنها جاءت شعبية محضة بدون طائفية وايدلوجية تسيرها؛ ولا ارادة أو أيد خارجية تدعمها وتوجهها؛ ومازال دافعها ومحركها الحقيقي؛ هو قناعة الايرانيين النابعة من ذواتهم؛ في الرغبة في التغيير والمطالبة بالحقوق المشروعة؛ وهذا ما يميز الانتفاضة الشعبية التي تختلف عن سابقتها 2009؛ التي كانت مجرد صراع بين أجنحة النظام توقفت بعد تسوية مع النظام؛ ومن تأمل شعارات الانتفاضة وهتافات الشعب الإيراني المقموع؛ يدرك أنهم تجاوزوا مرحلة الخوف ورهبة النظام؛ وأصبح الشعب يتساءل بجرأة وشفافية متناهية محاسباً النظام؛ أين تذهب أموالنا لماذا لا تصرف على احتياجاتنا؟ ولسوء الحظ لم يكن للانتفاضة الايرانية الشعبية الصدى الاعلامي المطلوب؛ فالنظام قام بعزل الانتفاضة؛ بقطعه جميع وسائل التواصل الاجتماعي؛ ايضا حاجز اللغة كان سببا في عدم تمكن أي صوت اعلامي عربي محايد لدعم الثوار؛ أضف لذلك خذلان القنوات التي دعمت وأيدت الثورات العربية بدمائها وتدميرها ضد حكوماتها؛ رأت أن ما يحصل في ايران (فتنة)؛ عموما الاعلام بكل نسخه ذات الهوى الإيراني؛ دافع عن نظام الملالي وقلب الحقائق وروج لمظاهرات مؤيدة للنظام؛ فسقوطه يعتبر نهاية لوجودهم وسيعطل مشاريعهم؛ وهو ما شجع النظام على محاولة قمع الانتفاضة؛ واعتقد أنه سيفعل فحرسه الثوري يتفوق على النازية في الاجرام ولديهم اساليبهم القمعية التى سيواجهون بها الانتفاضة الشعبية!!