استثمار الإجازات الصيفية والربيعية من السلوكيات الاقتصادية التي أصبحت تواكب تطورات الأنشطة الترفيهية والسياحية التي تدر عائدات ضخمة، مادية وثقافية (معنوية وترفيهية) فصناعة الترفيه ليست مجرد استثمارات واقتصاد ثانوي وإنما مسألة متكاملة تجمع بين الحراك التنموي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ما يجعلها أحد اهم الأنشطة التي ينبغي التوسع فيها لعظيم مكاسبها وعائداتها على المستوى المجتمعي. في المنطقة الشرقية، وهي منطقة سياحية واستثمارية بامتياز، تعتبر صناعة الترفيه من الاستثمارات والعمليات الاقتصادية الأكثر نموا وازدهارا، خاصة وأن المنطقة في موقع استراتيجي بين دول مجلس التعاون، إضافة الى قربها من العاصمة الرياض بثقلها السكاني الكبير، وذلك يمثل قيمة مضافة لصناعة الترفيه في المنطقة ويجعل أكثر من مدينة ومحافظة بها ذات خصوصية وتنوع في أنشطتها وفعالياتها الترفيهية والسياحية. من بين مهرجانات الإجازات الدورية تبرز فعاليات مهرجان ربيع الجبيل الذي يستأثر بمساحة واسعة في اهتمام أهالي المحافظة وجوارها الى جانب زوارها، فهو فرصة مثالية للترفيه والتسوق والاستمتاع بأجواء المحافظة في هذا الوقت من العام، وهو عامل سياحي مهم يضيف الكثير من الأهمية السياحية للجبيل الى جانب دورها الصناعي والتجاري، ما يجعل هذه الصناعة أكثر حيوية مع مرور الوقت ونضوج التجارب الاستثمارية فيها. نضيف الى ذلك من بين محافظات المنطقة فعاليات ربيع النعيرية التي تستهدف تنشيط سياحة الربيع في مدينة يقصدها أهل الخليج وتسمى عاصمة الربيع، فأجواؤها في هذا الوقت من السنة تمثل عنصرا إيجابيا للاستثمار وجذب الزوار من المنطقة وخارجها، وحين نضيف الى ذلك فعاليات سفاري أبقيق وغيرها الكثير على مستوى المملكة، نجد أننا أمام خريطة سياحية وترفيهية واسعة تتنوع عاما بعد الآخر، ما يجعل صناعة الترفيه بكل مقوماتها أحد عناصر النمو الاقتصادي في مقبل الأعوام طالما يتسع الزخم الترفيهي والاستثماري على النحو الذي نراه الآن. الى جانب الدور الاستثماري، إضافة الى صناعة المعارض والمؤتمرات، فإن هذه الفعاليات تسهم بدور اجتماعي واقتصادي يعزز فرص التنوع الاستثماري الذي نتطلع اليه لإثراء الدخل الوطني، وهنا يأتي دور أكثر فعالية وحضورا لهيئة الترفيه في دعم ومتابعة أداء الفعاليات وتزويدها بجرعات متطورة في عمليات وأعمال التنظيم في إطار استثماري داعم للسياحة الداخلية، وحاضن للتوجهات السياحية التي تنعكس عائدات ضخمة على الاقتصاد الوطني، ما يجعلها هيئة ذات أثر عميق في نمو الاقتصاد وتطور الاستثمارات والحفاظ على السياحة الداخلية من الهجرات الى سياحة الخارج التي تكلف الكثير مما يمكن توظيفه داخليا ويسهم في التنمية والنمو الذي نتطلع اليه.