جذبت التجارة الإلكترونية العديد من رواد الأعمال بالمنطقة الشرقية والعمل بواسطة التطبيقات الخاصة بأجهزة الأندرويد لما فيها من مميزات محفزة مثل قلة رأس المال والتكاليف التشغيلية، وكذلك بهدف التلاؤم مع الأوضاع الاقتصادية وأسلوب الأسواق المتقدمة في تقديم الخدمة. وأوضح رئيس مجلس شباب أعمال الشرقية مساعد الزامل أن التجارة الالكترونية أصبحت عاملا مهما بالنسبة لرواد الأعمال بالمملكة، ولكن لم يتم الوصول إليها بالشكل المطلوب لأن بعض صغار المستثمرين لا يزال ينقصهم المعلومات الكافية لأي مشروع ويفتقدون أيضا الخبرة مع ضعف وسائل التسويق التي تعتبر من أهم عوامل النجاح. وقال الزامل: مع رؤية المملكة 2030 والخطط الاقتصادية الجديدة فإننا نطمح إلى دخول مشاريع أكثر متخصصة في جانب الإنتاج والتطوير، وأيضا توفير الدعم المالي والمعنوي من قبل القطاعات الحكومية والخاصة لرواد ورائدات الأعمال، إضافة إلى دعم الجامعات في جانب التوعية بأهمية المشاريع الصغيرة وانعكاسها الإيجابي على اقتصاد الفرد والدولة. وأضاف نائب رئيس مجلس شباب الأعمال بدر الرزيزاء: إن المشاريع الصغيرة خلال العامين الماضيين أحدثت نقلة نوعية، حيث بدأ أصحابها بالتوجه إلى التجارة الإلكترونية وعمل البرامج والتطبيقات الخاصة بأجهزة الأندرويد بهدف التلاؤم مع الأوضاع الاقتصادية الحديثة هذه، وقابلية هذا النوع من الأنشطة التجارية للتوسع، وترك العمل في المحلات التقليدية لما فيها من كلفة تشغيلية عالية. وعن زيادة نسبة المشاريع الصغيرة بسوق المنطقة الشرقية أوضح أن أغلب الرواد أصبح لديهم ثقافة عالية في العمل الحر، وأصبحوا أيضا يشاركون في ورش العمل والندوات التي تنمي المهارات التجارية لدى المستثمرين، أضف إلى ذلك الدور البارز للجهات الداعمة والحاضنة للأعمال في المملكة التي تعمل على تطوير وتدريب أصحاب الشركات الناشئة ودعمهم بالتمويل مثل صندوق «واعد، ومعهد ريادة الأعمال بجامعة البترول، وقطوف» وغيرها، إضافة إلى تطور الأنظمة والتشريعات الحكومية عن السابق، وهذه كلها عوامل ساهمت في رفع معدل المشاريع الصغيرة بالمملكة، مشيرا إلى أن أغلب المعوقات التي تواجه الشركات الناشئة تم حلها بأكثر من 60% خصوصا مع تشريعات وزارة التجارة والاستثمار وإطلاق خدمة المكتب الواحد. ووصف أحد رواد الأعمال بالمنطقة م. عبدالله البريكان التجارة الإلكتروينة بالمستقبل الواعد والدليل على ذلك إطلاق منصة «نون» للتسوق الإلكتروني التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة 50% من أسهمها. وأكد أن أغلب الشركات التي تبيع بالتجزئة تمتلك تطبيقات إلكترونية تبيع عن طريقها 50% من منتجاتها لأن هذا الأمر أصبح من أسلوب الأسواق المتقدمة في تقديم الخدمة، حتى أن سياسة بعض الأسواق الإلكترونية تنص على شراء أكبر عدد من المواقع للاستحواذ على المستهلكين في العالم كله. وقال البريكان: إن المشاريع الناجحة في المواقع الإلكترونية هي التي تبيع السلع بالتجزئة مثل الإكسسوارات لأنها تعرض خيارات أكثر من المحلات المتعارف عليها. وأضاف: إن نسبة نجاح المشاريع الإلكترونية تجاوزت ال 50% لوجود مقومات منها قلة رأس مال المشروع بحكم عدم وجود تكاليف تشغيلية عالية مثل إيجار المحل ورواتب عمالة وإنما مجرد تصميم للتطبيق وتنفيذه إلكترونيا، موضحا أن الأسواق الإلكترونية واعدة ولكنها لن تكون بديلا عن الأسواق التي تتطلب وجود المستهلك في نفس الموقع مثل قطاع العقارات والمطاعم الفاخرة وملاهي الأطفال أو الصالات الرياضية. من جهته قال مدير تطوير الأعمال بإحدى الشركات المحلية مازن العجلان: إنه بسبب التقنيات الحديثة أصبح العالم صغير جدا بدليل أن أغلب المتسوقين أصبحوا يشترون احتياجاتهم عن طريق المواقع الإلكترونية التي تعرض الأسعار التنافسية مع ضمان الجودة وخدمة التوصيل السريعة مثل خدمات الصيانة والمطاعم والملابس والإكسسوارات بكافة أنواعها. وأضاف: إن دعم مثل هذا النوع من التطبيقات سيتيح فرصة كبيرة للشباب السعودي أن يستثمروا بهذا القطاع المهم مع توفير العديد من الوظائف، كما أن السوق تعتبر حاليا سوقا ناشئة والفرص كثيرة ومتاحة أمام الجميع للاستثمار في التطبيقات التجارية. وأكد العجلان أن الاستثمار في التجارة الإلكترونية يوفر على المستثمرين أكثر من 70% من قيمة رأس المال نتيجة عدم وجود تكاليف عمالة وإيجار محل ورسوم تراخيص البلديات، موضحا أن تكلفة التطبيقات التجارية تبدأ من 5 آلاف ريال إلى 30 ألف ريال، حيث يعتمد ذلك على نوع التطبيق سواء أكان في خدمات الصيانة وبيع الأدوات أم المطاعم والنشاطات الأخرى.