عندي حساسية مفرطة، تجاه أي مقال أو تقرير عن طرق المنطقة الشرقية، والسبب أنني ومعي كل قاطن فيها، يشعر بالألم والأسى من حال هذه الطرق، التي حصدت الأرواح وأثرت على التنمية، وأدمت قلوب العائلات. ومع أنني كنت أستعد للتعليق على تصريح وكيل وزارة النقل م.ماجد العرقوبي، الذي أكد فيه أن طرق المنطقة تعتبر إستراتيجية، إلا أن صديقي العزيز د.شلاش الضبعان سبقني وتناول الموضوع في مقالة له قبل يومين. فالدكتور شلاش واحد من مرتادي طريق الدمام الحفر وبقية مدن الشمال، مما يعني أنه يكتب متألما ومتأملا. الذي يتذكر أحوال طرق الشرقية شمالا وجنوبا يتألم، ومَنْ يقرأ تصريح سعادة الوكيل يتأمل خيرا. ولقد سبق لي أن أشرت إلى أن وزير النقل نبيل العامودي شخص مشهود له بالجدية والمثابرة، ولهذا نراهن على جديته ورغبته الصادقة، لتجاوز عقود من التعثر، ومن سوء الجودة، والتأخر في تسليم المشاريع، التي كانت عناوين لمشاريع طرق الشرقية. في المملكة طرق عملاقة نفذتها الوزارة ومن خلال مقاولين سعوديين، عبر جبال صماء وتضاريس صعبة ومعقدة، لكنها ورغم كل تلك النجاحات، لم تحقق الآمال المرجوة والمتوقعة في المنطقة، رغم أنها أراض منبسطة لا تعقيد فيها. مشكلة المنطقة الشرقية أنها ذات مساحات شاسعة، وأن الميزانيات التي كانت تعتمد لها وإن كان «بعضها» مجزيا، إلا أنها في الغالب تعتبر قليلة ولا تفي بالغرض الذي يتطلع له الناس، عطفا على تلك المسافات الطويلة التي تربط بين مدنها في الشمال وتلك التي تقع في الجنوب. ناهيك عن تدني المواصفات، وضعف الجودة وسوء التنفيذ من المقاولين، مما سبب عائقا أمام انتهاء المشاريع في وقتها المحدد وبالجودة المطلوبة. معالي الوزير وكما قلت آنفا، فإننا نتطلع لحماسكم ورغبتكم الصادقة في تجاوز تلك السنوات العجاف. وسنعتبر تصريح وكيل الوزارة للطرق ووعوده التي أطلقها في هذه الصحيفة، عهدا بيننا وبينكم، إلى أن تتحول من مجرد وعود إلى واقع انتظرناه منذ عقود.. ولكم تحياتي.