كشف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ل«اليوم» عن ضغوط قوية تمارسها ميليشيات الحوثي الايرانية على جناح الحزب المحدد الإقامة بالعاصمة المختطفة صنعاء، واعتقال 2500 قيادي من اجل الضغط بتكليف امين عام جديد للحزب بدلا عن عارف الزوكا الامين العام السابق، الذي اغتيل مع الرئيس المغدور علي عبدالله صالح مطلع الشهر الجاري. وقال القيادي، الذي يتواجد في صنعاء، مفضلا عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية: «إن الميليشيات تضغط على يحيى الراعي وصادق ابو راس من اجل فرض د. قاسم لبوزة كأمين عام للحزب غير ان القيادات رفضت هذا الخيار الذي حدده الحوثيون». وكشف القيادي المؤتمري عن اعتقال الميليشيات ل 2500 قيادي وناشط من الحزب، اضافة الى ضباط وعسكريين ورجال أمن بتهمة المشاركة في انتفاضة 2 ديسمبر التي دعا لها الرئيس المغدور صالح. وكان صالح قد أقال قبل اغتياله قاسم لبوزة من نيابة ما يسمى بالمجلس السياسي الاعلى، كممثل لحزب المؤتمر وعين بدلا عنه قاسم الكسادي احد اعضاء البرلمان عن حزبه. وجاءت اقالة صالح للبوزة حينها بسبب انحيازه لميليشيات الحوثي وموافقته على تمرير كثير من القرارات والاجراءات، التي تستهدف حزب المؤتمر وقياداته في مؤسسات الدولة، بجانب عدم انصياعه لتوجيهات صالح وعارف الزوكا امين عام الحزب في صنعاء. واضاف القيادي في حزب المؤتمر: «ان ميليشيات الحوثي تمارس ابتزازا قذرا وتنفذ اعمالا وحشية من اجل اجبار قيادات المؤتمر على القبول بنسخة حوثية من الحزب تكون تابعة في كل قراراتها وخياراتها لميليشيات الحوثي ومشروعها». وقال: إن قيادات المؤتمر في صنعاء تعمل جاهدة على منع حدوث انقسام، أو تفريخ للحزب كما تبذل جهودا كبيرة في سبيل اطلاق المعتقلين من قيادات الحزب في سجون الميليشيا على خلفية انتفاضه الثاني من ديسمبر. وكان عدد كبير من قيادات حزب المؤتمر -سياسية وعسكرية واعلامية ونسوية- قد هربت من العاصمة صنعاء ووصلت الى مناطق الشرعية في مأرب وعدن، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات حملات المداهمة والاعتقالات والاختطاف لقيادات الحزب. فيما تشهد الرياض وأبوظبي والقاهرة نشاطا ومشاورات بين قيادات حزب المؤتمر جناح الشرعية وجناح نجل الرئيس صالح احمد علي صالح، وذلك من اجل توحيد أجنحة الحزب واعادة توحيده لمواجهة الاستحقاقات السياسية القادمة واستكمال عملية التحرير واستعادة الدولة المنهوبة. وشدد القيادي المؤتمري في سياق حديثه على أن الأولوية حاليا يجب ان تكون لتنشيط العمل العسكري، واستعادة الدولة من أيدي الميليشيات، وصولا الى خلق واقع يسمح بممارسة الحزب لعمله السياسي وفق نظامه الداخلي دون اية ضغوط او تهديدات، كون المؤتمر يشكل رافدا مهما للعملية السياسية في اليمن. وسبق أن وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء ناصر الذبياني ومحافظ صنعاء عبدالقوي شريف بضرورة مواصلة العمليات العسكرية والانتصارات على قوى التمرد والانقلاب حتى تحرير كامل التراب اليمني. وأكد هادي في اتصال بالذيباني والشريف ان القضاء على المشروع الإيراني الدخيل على المجتمع اليمني، التي تنفذه الميليشيا الحوثية، بات أمرا حتميا ومطلبا لشرائح المجتمع حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار والسكينة العامة، مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً الى جانب ابطال الجيش الوطني وصولاً الى تحقيق حلم الشعب اليمني المتمثل في الدولة المدنية الاتحادية الحديثة.