أوضح مهندسون استشاريون أن نشر استخدام التقنيات الحديثة في بناء المساكن السعودية يتطلب تغيير ثقافة المجتمع السائدة حول طرق وتقنيات البناء التقليدية التي لا تزال تسيطر على السوق، مؤكدين أن أغلب تلك التقنيات الحديثة مبتكرة وجيّدة ومستدامة وتوفر نحو 30% من التكلفة النهائية وسريعة الإنجاز بحيث تقلل الوقت والجهد المطلوب لإنهاء عملية البناء. جاء ذلك ضمن الحديث في ندوة متخصصة بعنوان «تقنية البناء للمسكن السعودي الحديث»، نظمتها لجنة التشيّيد والبناء بغرفة الأحساء مؤخرًا، وتحدث فيها عدد من المهندسين الاستشاريين، بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة عبداللطيف العرفج وعدد من الخبراء والمهندسين والإعلاميين والمواطنين. وأوضح رئيس لجنة التشييد والبناء بالغرفة يوسف الطريفي أن تقنيات البناء المتقدمة والابتكار في طرق التشييد أصبحت قضية حيوية تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للمملكة، وهو ما يعني ضرورة الإسراع لبناء ثقافة محلية تتقبل التقنيات الجديدة بين المواطنين لما تقوم به من دور كبير في سد الفجوة الكبيرة في قطاع تملّك المساكن، وكذلك توفير الوقت والجهد والجودة وخفض التكلفة وتوفير استهلاك الطاقة والمياه. وتحدث المحاضر بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والمالك لمكتب للهندسة المعمارية م. عبدالرحمن المدالله، عن دور المصمم ومخططات التصميم واختيار نظم البناء المناسبة لكل عميل بما يفي بمتطلباته، مؤكدًا أن ضعف التصاميم ونمطية وفقر المخططات الهندسية من أكبر التحديات التي يواجهها الراغبون في بناء مساكن، مشدّدًا على أهمية تحجيم النظام الإنشائي الخرساني المسلح في المساكن السعودية. وأشار رئيس مجلس إدارة شركة لبدائل البناء والرئيس التنفيذي لمصنع لجدران البدائل المعزولة، إلى أن تجربة تقنيات البناء الجديدة في المملكة تواجه تحديات وعقبات إلّا أنه توقع أن تشهد الفترة المقبلة تقدمًا وانتشارًا لها، تماشيًا مع توجهات الدولة في مجال الإسكان ولما توفّره من الوقت والجهد والكلفة. وتناول مالك ورئيس مكتب للاستشارات الهندسية د. علي الجوف، بعض أنواع تقنيات البناء الجديدة مبينًا أن ثقافة البناء السكني التقليدي في طريقها إلى التغيير بسبب البحث عن تقليل التكلفة والجهد وسرعة الإنجاز والاستدامة وإيجاد مصادر متجددة للطاقة، مع مراعاتها للسلامة والأمان. وأبان مالك ورئيس مكتب للاستشارات الهندسية م. عماد الجبر، أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت في ثقافة وذوق المواطنين، حيث أصبح بعضهم يُقبل على تصاميم جديدة وجريئة في المجال المعماري ولكنها سرعان ما تصطدم بالجانب الإنشائي فيما يتعلق باختيار المواد والتقنيات وأنظمة البناء وسوء التنفيذ، مؤكدًا على أهمية عمل دراسة شاملة حول مستوى وكفاءة وأداء ومهنية المكاتب الهندسية على مستوى المملكة، لافتًا إلى أن معدلات استهلاك الطاقة المرتفعة في بلادنا تستوجب النظر بجدية واهتمام أكبر للتقنيات الجديدة في البناء. وتطرق المتحدثون في الندوة وبعض المتداخلين حول سبل تفعيل بناء الوحدات السكنية بتقنيات حديثة تتلازم مع البناء بالطرق التقليدية، وتوصيف مواد وتقنيات البناء الجديدة وتعامل نظام كود البناء السعودي مع المساكن الجديدة التي تُبنى بالتقنيات الحديثة وتطبيق العزل الحراري في المباني وحلول ترشيد المياه والتوجه نحو انتاج الطاقة وترشيدها.