دعا مهندسون استشاريون إلى نشر ثقافة تشييد المسكن المرحلي، والابتعاد عما يسمى مسكن العمر، وتشييد البيت بقدر الحاجة الفعلية للمرحلة، ومن ثم التوسع في المراحل المقبلة، مطالبين بتغيير ثقافة المجتمع السائدة في تقنيات البناء التقليدية مثل الطابوق، والخرسانة، والتحول إلى التقنيات الحديثة في البناء. ضعف التصاميم قال المحاضر في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران المهندس عبدالرحمن المد الله خلال ندوة بعنوان «تقنية البناء للمسكن السعودي الحديث»، نظمتها لجنة التشييد والبناء بغرفة الأحساء إن «الدور التثقيفي للمكاتب الهندسية والاستشارية ومكاتب التصاميم المعمارية والهندسية ضعيف، والمكاتب الهندسية تجد صعوبة بالغة في إقناع العميل بالحصول على منتج جديد في البناء، ومن أكبر التحديات التي يواجهها الراغبون في بناء مساكن ضعف التصاميم، ونمطية وفقر المخططات الهندسية»، مشدّدًا على أهمية تضافر الجهود لتحجيم انتشار وسيادة النظام الإنشائي الخرساني المسلح الذي استمر لأكثر من 6 عقود في المساكن السعودية. صعوبة القرار أوضح رئيس مجلس إدارة شركة بدائل البناء والرئيس التنفيذي لمصنع جدران بدائل المعزولة، أن «المواطن ينتابه قلق عند شروعه في بناء المسكن، ويجد صعوبة في اتخاذ القرار المناسب، بسبب القوانين والأنظمة، وأسعار مواد البناء، وأسعار المقاولين التقليديين، ويكون هاجسه التكلفة الإجمالية، وفي المقابل فإن التقنيات الجديدة، تم تسويقها في السوق السعودي بأسعار عالية جداً»، لافتاً إلى أن دراسة متخصصة، أشارت إلى أن معدل استخدام غرفة الطعام 17 ساعة في السنة. وأضاف أن «تجربة تقنيات البناء الجديدة في المملكة تواجه تحديات وعقبات، إلا أنها ستشهد الفترة المقبلة تقدما وانتشارًا، تمشيا مع توجهات الدولة في مجال الإسكان، ولما توفّره من الوقت والجهد والكلفة»، مشيرا إلى أن من بين التقنيات الجديدة في البناء الجدران الجاهزة العازلة، والتي أصبحت أكثر ملاءمة للبيئة، وتساعد على كفاءة الطاقة، وهي أوفر من ناحية الكلفة. تغيير الثقافة أبان رئيس مكتب للاستشارات الهندسية الدكتور علي الجوف، أن «ثقافة البناء التقليدي في طريقها إلى التغيير بسبب الرغبة في تقليل التكلفة والجهد، وسرعة الإنجاز والاستدامة، وإيجاد مصادر متجددة للطاقة، إضافة إلى توفير التقنيات الحديثة للعمالة الكثيفة في البناء، ونوعيات التشطيب المتميزة، فضلا عن أنها تراعي السلامة والأمان»، لافتًا إلى تجربة مكتبه في استخدام تقنية البناء بالحديد البارد «المجلفن»، لأحد المباني الحديثة في الأحساء. مساكن القطاعات الحكومية ذكر رئيس مكتب للاستشارات الهندسية المهندس عماد الجبر، أن «معدلات استهلاك الطاقة المرتفعة في بلادنا تستوجب النظر بجدية واهتمام أكبر للتقنيات الجديدة في البناء، مشيرا إلى أهمية إجراء دراسة شاملة حول مستوى وكفاءة وأداء ومهنية المكاتب الهندسية على مستوى المملكة. ودعا إلى الاستفادة من مساكن القطاعات الحكومية، المناسبة في مساحاتها وتكلفتها، والابتعاد عن المبالغة في المساحات، فهي مساكن جميلة بطبيعتها ومساحتها الصغيرة، وأسعارها المناسبة لاستخدام تقنيات وأنظمة متطورة ذات تكلفة مناسبة. الابتكار في التشييد يرى رئيس لجنة التشييد والبناء في غرفة الأحساء يوسف الطريفي، أهمية النظر في استخدام تقنيات البناء الحديثة، ومناهج التشييّد المتقدمة، بما يسهم في تحقيق منطلقات رؤية السعودية 2030، في مجال الإسكان، ورفع نسبة التملك وتيسير السكن لجميع فئات المجتمع بالسعر والجودة المناسبين. وأضاف أن»تقنيات البناء المتقدمة والابتكار في طرق التشييد أصبحت قضية حيوية تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للمملكة، وهو ما يعني الإسراع لبناء ثقافة محلية تتقبل التقنيات الجديدة بين المواطنين، لما تقوم به من دور كبير في سد الفجوة الكبيرة في قطاع تملّك المساكن، وكذلك توفير الوقت والجهد والجودة وخفض التكلفة، وكذلك توفير استهلاك الطاقة والمياه، بالإضافة إلى توليد فرص عمل ذات قيمة مضافة للمواطنين».