بعد تسعة عشر يوما تمكن رجالات الأمن الأشاوس بالمملكة بحمد الله وتوفيقه من تحديد هوية مختطفي الشيخ محمد الجيراني القاضي ببلدة تاروت، والمختطفون مطلوبون في قضايا أمنية، وقد أشاد أهالي المملكة بالانجاز الأمني المتميز الذي تحقق بالتعرف على المختطفين في هذه القضية، وسوف يقعون جميعهم في أيدي العدالة للقصاص منهم وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي جريمتهم النكراء. ويوم أمس الأول وقعت جريمة ارهابية جديدة حيث اعتدت مجموعة ارهابية على سجن جو بالبحرين، وأدى الاعتداء الى هروب عدد من المحكومين المسجونين، وقد تبين أن الجماعات الارهابية المعتدية تدرب عناصرها على العمليات القتالية بمعسكرات ايرانية وهم متخصصون في صناعة القنابل المحلية لاستخدامها في عملياتهم الاجرامية تلك، وقد استخدمت بالفعل في عمليات سابقة وقعت بالبحرين. عملية الاختطاف بمحافظة القطيف وعملية الاعتداء على سجن جو بالبحرين ثبت أن وراءهما جماعة ارهابية تأتمر بمخططات ايرانية وتقوم بتنفيذها، فالمتورطون باختطاف الشيخ الجيراني ينفذون أجندة ايرانية وهم عملاء لحكام طهران، وعملية اقتحام سجن جو بالبحرين يقف وراءها جماعية ارهابية تدربوا على مختلف العمليات الاجرامية داخل ايران وقاموا بتنفيذ عمليتهم الشريرة في مملكة البحرين. النظام الايراني يقف وراء العمليتين الارهابيتين، ويقف وراء سائر العمليات الارهابية التي نفذت من قبل داخل مساجد المملكة والبحرين والكويت، بما يدل بوضوح أن هذا النظام ما زال سادرا وممعنا في غيه بتصعيد عملياته الارهابية عن طريق عملائه داخل دول مجلس التعاون للعمل على نشر بؤر الفتن والقلاقل والطائفية، والعمل على عدم استقرار وأمن هذه الدول، والعمل على العبث بأمنها واستقلالها. وهذه سياسة ايرانية بغيضة يروج لها حكام طهران عبر تصدير ثورتهم لدول المنطقة كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن، وكما هو الحال داخل دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق أغراض وأهداف سياسية مشهودة ومعلنة وهي نشر نفوذهم داخل دول المنطقة في سبيل نشر أفكارهم الضالة والعمل على تحقيق حلمهم القديم بقيام الامبراطورية الفارسية التي تمتد عن طريق العدوان والظلم والجبروت الى سائر دول الجوار. ويخطئ النظام الايراني في تقدير حساباته ان ظن أن بامكانه تمرير تلك السياسة العدوانية، فالأجهزة الأمنية بالمملكة وسائر دول مجلس التعاون تقف بالمرصاد لكل الأعمال الارهابية التي يحركها النظام عبرعملائه في المنطقة، فسائر تلك الأعمال الاجرامية يتم الكشف عنها ولو بعد حين، ويقدم الجناة الى العدالة للقصاص منهم، ويفشل النظام دائما في تحقيق أغراضه الدنيئة عبر تلك الأعمال الاجرامية. وتلك الأعمال الشريرة مردودة دائما الى نحور أصحابها والى نحور سادتهم حكام طهران وهم يحركون تلك الجماعات الارهابية في المنطقة لتنفيذ عملياتهم الارهابية، فهم يفشلون فشلا ذريعا في كل محاولة اجرامية جراء يقظة رجالات الأمن بالمملكة وفي بقية دول المنظومة حيث سرعان ما تكتشف تلك العمليات الشريرة، وبعد التحقيق مع الجناة يكتشف دائما أن النظام الايراني يقف وراء تلك العمليات ويمولها بكل أساليب وطرائق التمويل. ولابد إزاء ذلك- وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى- من نظرة فاحصة وعاجلة من قبل المجتمع الدولي والدول الكبرى وسائر الدول المحبة للعدل والحرية والسلام أن تفعل شيئا لكف يد النظام الايراني عن التدخل السافر في الشأن الداخلي لدول المنطقة، والكف عن تصدير ثورته الشريرة المليئة بالارهاب والجرائم، وسيظل رجالات الأمن بالمملكة والبحرين وبقية دول مجلس التعاون على أهبة الاستعداد لتتبع خيوط الجرائم الارهابية والعمل على استئصال الارهاب داخل دول المنظومة وفي كل أجزاء المعمورة دون استثناء.