في كثير من الأحيان يولد الطالب الموهوب في أسرة مكونة من عدد من الأخوة سواء كانوا ذكورا أو إناثا، وعندما تتوهج موهبته يقع الوالدان في حيرة من أمرهما ما بين حبهما لولدهما الموهوب وأن يقفا معه وبين إبراز قيمة العدالة بين الأبناء جميعا!! فلا تمييز للطفل الموهوب فيما يحتاجه من أمور تعليمية ولا في احتياجاته الخاصة وفي المدرسة يجب عليه أن يبقى مع إخوته ولا يمكنه أن يكون في مدارس خاصة للموهوبين؛ وذلك حتى لا تكون تفرقة بين الأبناء وبذلك يقع الطفل الموهوب أمام عقبات تحول بينه وبين تألق موهبته وإبرازها، وقد تنعكس سلبا على نفسيته وعلى موهبته، وهنا وقفة هامة، فكيف نحمي هذه الموهبة ونحمي علاقات الإخوة من أن تتحول إلى شقاق؟ إن الدور الذي يتوجب على الوالدين أن يقوما به في حال وقوعهما في مثل هذا الأمر هو إقناع الأبناء جميعا بأن العدل ليس بالمساواة في كل شيء، وإنما الاحتياج هو من يحدد ذلك، فشراء الأب الحليب للأخ الرضيع بشكل مستمر لا يعني أنه مفضل على باقي الأبناء في الأعطيات، وإنما هو احتياجه الذي هو مختلف قطعا عن احتياج باقي الإخوة، فتأسيس هذا المبدأ أمر هام جداً، الأمر الآخر هو إفراد وقت خاص لكل طفل على حدة والحديث معه عن إمكاناته ومنجزاته وإعطاؤه الحنان والاحترام أمر هام أيضا. وليد البوسيف