يتحدث مع معشوقته بكل حب، ويداعبها بكل عشق، يرسم المتعة بين الجميع، رغم نحالة جسمه، حتى بات عشاقها يرون في مجتبى آل سالم، الأيقونة القادمة لكرة اليد السعودية. ووسط كل ذلك العشق والطموحات الكبيرة، فرض اسمه بين الجميع، حتى بات عنصرا رئيسا في ناديه النور وفي مختلف المنتخبات السعودية لكرة اليد، حتى إن الكثير من الصحفيين على مستوى العالم أشادوا به وبإمكاناته الفنية والتكتيكية العالية، أثناء مشاركته مع أخضر اليد في نهائيات كأس العالم (2017) بفرنسا، حيث كان واحدا من أبرز لاعبي المنتخب السعودي حينها، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق. ازدادت الآمال، وكان ذلك الفتى الصغير يفكر جديا بأن يكون السعودي الأول الذي يحترف في أوروبا، عقب أن قاد فريقه النور لتحقيق ثلاثية محلية جديدة، بالإضافة للبطولة الآسيوية، التي كان أحد أبرز نجومها. يبدو أن الشهرة وكل الأحاديث الإعلامية لم تنس ذلك الشاب الموهوب طموحاته على المستويين الشخصي والمستقبلي، فبمجرد التحاقه بإحدى الشركات الأمريكية المرموقة، بدأ في التفكير جديا فيما هو الأصلح له ولعائلته في المستقبل القريب والبعيد، فاختار أن يفضل مستقبله الوظيفي، على مستقبله الرياضي، في ظل غياب الاحتراف عن الرياضات المختلفة في المملكة، وتعدد الوعود غير المنفذة، حيث لمح اللاعب خلال أكثر من مناسبة إلى أن استمراره في ممارسة لعبة كرة اليد يتعلق بالحصول على وظيفة حكومية تلبي طموحاته في المقام الأول، وهو ما لم يتحصل عليه؛ ليقرر تقديم خطاب اعتزاله الدولي، قبل أن يتبعه مؤخرا بخطاب اعتزال اللعبة بشكل نهائي، وهو ما تسبب في إشعال وسائل التواصل الاجتماعية، حيث يعتبره عشاق كرة اليد السعودية بمختلف ميولهم، اللاعب الأفضل والأكثر تميزا خلال السنوات الثلاث الماضية. القصة الحزينة التي رسمها إعلان مجتبى آل سالم عن اعتزاله النهائي للعبة كرة اليد، في الوقت الذي كان الكثيرون يعولون عليه في قيادة أخضر اليد نحو نهائيات كأس العالم من جديد، هي قصة تكررت كثيرا على مستوى نجوم الألعاب المختلفة في السنوات الماضية، لكن يبقى السؤال الأهم: هل تخسر الرياضة السعودية المزيد منهم، أم يكون هنالك حل عاجل يساهم في وجود أبناء الوطن بكل قوة في صفوف المنتخبات السعودية المختلفة؟.