وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في جلسته يوم أمس الاثنين على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة. ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً. وقالت وزارة الثقافة والإعلام في بيان صحفي إن «الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع». وأضافت:» سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت أن «العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة». رؤى وآراء من منطلق الموافقة على افتتاح دور السينما في المملكة كان ل«الجسر الثقافي» تلك الوقفة مع الفاعلين والمهتمين بفن السينما وإنتاجها: أهمية الترفيه في البدء تحدث مدير بيت السينما ومسؤول العلاقات العامة بمهرجان أفلام السعودية بالدمام الفنان ابراهيم الحساوي، مؤكدا شعوره بالفرح والسعادة لأن جهد السينمائيين لم يضيع، فصناع الأفلام لم ينتظروا دور السينما بل أنتجوا قبلها وهذا إنجاز عظيم يحسب لهم أنهم صنعوا أفلاما دون وجود دور لعرضها. وأضاف: أتمنى أن لا تتجه التجربة السينمائية إلى التجارية، فهي فرصة لأن نخرج من حالة العرض الحالية في مسارح غير مهيأة، الآن ستحدث نقلة نوعية يتمكن فيها المشاهد من أن يختار فلمه. كما أن هناك فرصا اقتصادية لصناع الأفلام بجميع أنواع الكوادر الفنية السعودية المتميزة والمهيأة الذين أثبتوا تميزهم من خلال الفوز وحصاد الجوائز. نافذة مشرقة كما أكد الباحث والناقد السينمائي خالد ربيع أن فتح دور السينما ستكون نافذة مشرقة على المملكة، ستمكن صناع الافلام السعوديين من عرض انتاجهم. وأضاف: رغم الفرحة الغامرة التي نعيشها الآن الا ان تساؤلات تلوح في الأفق حول الكيفية التي ستتبعها الوزارة في عرض الافلام العالمية، وهل ستتعاقد مع شركات عالمية موزعة للافلام، على أية حال لن نستبق الاحداث ومتأكد أن ما سيتم سيكون مناسبا وملائما لواقعنا ومجتمعنا. قرار للتاريخ وتقول المخرجة هند الفهاد: هذا قرار للتاريخ، انعش يومنا واسعدنا جدا، مع التغيرات العظيمة الحاصلة في المملكة كنا نترقب هذه اللحظة فقد آن الأوان لأن نكون حاضرين على خارطة العالم السينمائية لأن الفيلم السعودي اثبت حضوره مسبقا، لكن ان يكون تحت غطاء ومظلة رسمية من الدول له شأن اكبر.. هذا القرار سينعكس تأثيره اقتصاديا واجتماعيا بشكل إيجابي جدا للمجتمع والبلد.. والسوق السعودية جذابة للمستثمرين والمنتجين لعرض أعمالهم. أيضا الأسر السعودية..الخطوة رائعة ومبهجة جدا وستكون هامة لكسر وتبديد أي صورة مغلوطة تم تعزيزها مسبقا عن السعودية عبر اعلام مغرض. الرؤية تتحقق وتضيف المخرجة لين ادريس: كفرد من مجتمع صناع الأفلام السعودية أولا شكرا الى كل من ساهم وسعى في تحقيق هذا الامر، الرؤية تتحقق وطريقنا الى النجاح والتقدم من الأكيد انه في مصلحة المجتمع والاقتصاد، لدورها الفعال في الترفيه والاقتصاد من النواحي الاقتصادية. الجانب الاقتصادي وقال المخرج السينمائي ممدوح سالم: العودة الى الحياة والبهجة بالفعل، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى وحكومتنا الرشيدة والوجه الجديد الذي يقدم من خلال رؤية 2030، السماح بدور السينما له عدة فوائد مثل الجانب الاقتصادي ستكون هناك فرص عمل سوف تحرك عجلة الإنتاج السينمائي، سيكون هناك عمل بشكل مستمر للفنانين وللمنتجين وفرق عمل من مصورين، الآن لدينا مبتعثون يدرسون السينما والآن جاء الدور الفعال لهؤلاء المبتعثين وسيكون هناك مردود اقتصادي وسوف يحرك وينعش الاقتصاد السينمائي العربي. سوق المملكة كبير وضخم والكل يحرص على المنافسة والاستفادة من السوق السعودي والان جاء دور رجال الاعمال في ذلك. تكامل الفنون فيما يقول علي البيضاني مدير جمعية الثقافة بالباحة: خبر مفرج وحاجة عصر وليس صحيحا ما كان يتم ترويجه عن مخاطرها لكونها وسيلة يمكن التحكيم بها مثل التلفاز، ويمكن توجيهها لما يعزز القيم الاصيلة والوحدة المجتمعية فهي مجال واسع يستطيع ان يجمع كل الفنون الحركية والبصرية.. اشكر أصحاب القرار على هذا الحراك القوي والسريع في دفع عجلة التطوير والتحديث لكل ما يعزز دور الثقافة وتكامل الفنون. خطوة جادة فيما يقول الكاتب عمرو العامري: هذا أيضا رافد من روافد القوى الناعمة التي تجابه التطرف وتعيد للمجتمع كينونته واتزانه وتبقى مكتسبات الوطن داخل الوطن، وهي أيضا تكريس لمفهوم الثقافة الاشمل كون الثقافة كتابا ومسرحا ودور سينما ومناشط لا حصر لها، وهي أيضا خطوة جادة للتماهي مع ما يحدث في كل العالم. مواكبة العالم ويقول الفنان طريف حسين هاشم: أؤيد بشدة إنشاء دور للسينما لدينا مع وضع الضوابط اللازمة من قبل جهة الاختصاص وسوف يكون لذلك مردود اقتصادي واجتماعي وترفيهي إيجابي. لقد آن الأوان لمواكبة العالم مع التطور المذهل في كافة المجالات مع وضع الضوابط اللازمة للتشغيل، وفق الله دولتنا وقيادتنا الرشيدة لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والطمأنينة والسعادة والرفاهية للشعب الوفي. الأفلام الطويلة وقال مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم: توقعنا هذا القرار خصوصا بعد أن اثبت الشباب السينمائيون نجاحاتهم المتعددة في اعتلاء منصات المهرجانات السينمائية الدولية، لذلك ننتظر الآن تحويل أفلامهم القصيرة إلى أعمال سينمائية طويلة تكون متنفسا للشباب والعائلات في المملكة. دعم الفيلم السعودي فيما تفاعل مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الدكتور عمر الجاسر مع هذا القرار وقال: خطوة ستنعكس على الاقتصاد المحلي، فالسينما كما هو معروف أكثر وسيلة ناعمة لنقل الثقافات والتطوير، وأتمنى من وزارة الثقافة والاعلام أن تقدم مميزات مغرية لاصحاب هذه الصالات لتقديم عروض الافلام السعودية المناسبة دعما لصناعة الفيلم السعودي وتعريف المجتمع به. صناعة الترفية فيما قال نوح الجمعان: يتواءم القرار مع الرؤية الطموح للمملكة الباحثة عن التطور، وهذا يحمل جميع المهتمين بصناعة السينما مسؤولية كبيرة، لتقديم أعمال تساهم في رفع مستوى الوعي والادراك الاجتماعي وأهمية المواطنة، وبلا شك فالسينما إحدى وسائل التثقيف في الدول والمجتمعات، لذلك فوجود دور سينمائية يعد فرصة لصناعة الترفيه وينطوي عليها فوائد اقتصادية، إضافة لخلق وظائف للشباب والفتيات للعمل في هذا المجال. ثقافة التسامح وذكر سلطان النوه أن السينما لا تقتصر على كونها مجرد وسيلة إعلامية، بل تعد صناعة واستثمارا ستساهم في تحقيق كثير من العوائد الاقتصادية، إضافة لكونها وسيلة لنشر ثقافة التسامح وحب الوطن ومعالجة السلبيات من خلال الأعمال المحلية والعربية والعالمية.