في ترتيب استباقي لما بعد الإحالة على المعاش أي التقاعد، قد يكون هناك من وضع خططا بسيطة كامتلاك مزرعة او شراء بيت صيفي في مكان ما او فتح مشروع تجاري بسيط او الانخراط بعمل تطوعي اجتماعي، او العمل كمستشار في مجال خبرته أو العمل على اعادة تأهيل منزله أو التفرغ التام للاستمتاع بوقته أو لدى البعض القليل الزواج مرة اخرى. ويبقى السؤال: وماذا بعد ان يُحال هذا او ذاك الشخص فعليا الى ما بعد الوظيفة الرسمية المنخرط فيها منذ فترة تزيد على الخمس والعشرين سنة؟. هل تلكم المشاريع البسيطة كتجارة تجزئة أو امتلاك مزرعة أو تجديد عهد بالعالم من خلال السفر والاستكشاف للمجتمعات والطبيعة تنجح في قتل الشعور بالوحدة، أو بعث روح الأهمية لدى البعض او القفز على الاشارة له بعدم الأهمية أو انحسار النجومية الاجتماعية عنه عندما يجن الليل في سمائه. في دراسة علمية نشرتها احدى الدوريات العلمية تثبت ان بعض المتقاعدين يغادر الدنيا بسبب التأنيب الذاتي الراجع لسبب الشعور بعدم الانتاج او الشعور بفقدان الاهمية في الوسط الاجتماعي الحاضن له. قد نسجل ملاحظات عدة في تغيير أمزجة بعض المتقاعدين الا انه من المؤكد ان من لديه طاقة منتجة يتحول الى حالة تستحق الاهتمام اذا ما وجهت طاقاتهم لما ينفع. فمثلا في امريكا تنتشر ظاهرة تدوين المذكرات بعد التقاعد مباشرة، والبعض منهم يتوجه لإكمال دراسته الأكاديمية العليا للتخصص الذي يحبه ويهواه، والبعض الآخر يسعى لاستحصال وجاهة اجتماعية بحمل لقب دكتور أو استشاري. وهذا الشيء لاحظته في بعض مدن البرازيل الكبرى وبعض دول أوربا. وهناك شرائح من المتقاعدين تتجه لكتابة كتب الأطفال أو فتح مكتب استشارات تتناسب وخبراتهم او مكتبة تحوي معارف وعلوما. في بعض الدول الغربية والشرقية ينخرط المحارب المتقاعد تطوعا في العمل بالمتاحف الحربية والمتقاعد من وزارة التعليم كمرشد اجتماعي والمهندس المتقاعد يتطوع في شرح مواد الرياضيات والعلوم لابناء مجتمعه وهكذا دواليك. الا انه في بعض الدول المحيطة بِنَا نسجل اتجاه عدد ليس بالقليل للالتحاق بدراسات الفقه الاسلامي أو الخطابة الإرشادية المنبرية. هنا نتوقف قليلا ونعيد التساؤل: لماذا هذا او ذاك التوجه للمتقاعدين وما الاشتراطات الأسهل لانخراطهم في أي من تلكم الانشطة والمجالات وهل لهم أي اضافة إيجابية او سلبية؟؟؟ هذا ما نجعله على طاولة القارئ لإيجاد الحلول الأكثر تعليلا في ولوج المتقاعدين في هذا أو ذاك المجال. وعليه كمجتمع يجب ان نشجع المتقاعدين على هذا او ذاك المنحى لنقطف ثمار خبراتهم حتى اخر نقطة معرفة لديهم وبذلك نولد لهم مساحة انتاج ومشاركة وحاضنة قبول فاعلة. اليك اخي القارئ المايك لتعبر عما تراه مناسبا في هذا المقام.