فيما شارك في الأعمال التطوعية في المملكة 38275 من كبار السن، ممن دخلوا سن التقاعد العام الماضي، وهم 4.5 % من كبار السن في المملكة، والذين بلغ عددهم 854281 من المسنين أكبر من 65 عاما، حدد باحث اجتماعي 4 معوقات تزيد صعوبة انخراط كبار السن في الأعمال التطوعية. الذكور في المقدمة ذكر مسح كبار السن في المملكة لعام 2017 الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، أن «نسبة الإناث من كبار السن زادت على الذكور، إذ بلغت نسبتهن 51.2 % وبمجموع 436889، في حين بلغت نسبة الذكور 48.8 %، وبمجموع 417392، إلا أن حوالي ثلاثة أرباع المتطوعين من كبار السن العام الماضي كانوا من الذكور، إذ بلغ عدد المتطوعين منهم 27464 وبنسبة 71.8 %، والإناث 10811 وبنسبة 28.2 %» نصف المتطوعين في المجال الديني كشف المسح أن «50 % من المتطوعين من كبار السن توجهوا إلى التطوع الديني، وبمجموع 19163، حوالي 71.1 % منهم ذكور و28.9 % إناث، في حين توجه 37.3 % إلى المجال الاجتماعي بمجموع 14289، وبنسبة 76.3 % ذكور، و23.7 % إناث، وتوجه 7.4 % إلى المجال الثقافي بمجموع 2.817، وبنسبة 67.7 % من الذكور، و32.3 % من الإناث، وتوزع حوالي 5.2 % على مجالات أخرى للتطوع بمجموع 2006، وبنسبة 51.6 % للذكور و48.4 % للإناث». 4 معوقات أوضح الباحث الاجتماعي فؤاد المشيخص،، أن «هناك 4 معوقات تزيد صعوبة انخراط كبار السن والمتقاعدين في الأعمال التطوعية، أهمها عدم وجود برامج في قطاعات العمل العام والخاص التي يعملون فيها، تؤهلهم للدخول في مجال العمل الاجتماعي، فيصابون بعد التقاعد بالعزلة، ويبتعدون عن الفضاء الاجتماعي». وأضاف، أن «على الشركات والجهات الحكومية أن توفر لموظفيها برامج في المجال الاجتماعي والخدمة العامة، لتدعيم المشاركة الاجتماعية، فكثير ممن يعملون في الأعمال التطوعية والخيرية هم من الموظفين وليسوا من المتقاعدين، وهذا يدل أن هناك خللا في آلية التعاطي مع الخدمات الاجتماعية العامة، إذ يغيب مفهوم ربط المواطن بالخدمة العامة سواء عن الشركات أو الموظفين، إضافة إلى وجود مفاهيم اجتماعية بأن التقاعد يعني الراحة، إذ يمكن للإنسان أن يعطي بمقابل أو دون مقابل خلال فترة تقاعده أكثر بكثير مما كان يعطي خلال فترة وجوده على رأس العمل».
تحقيق الذات أبان المشيخص أن «كثيرين يتعاملون مع الوظيفة كمهنة فقط، ويعتقد المتقاعد أنه تخلص من المسؤوليات والالتزامات، فهو ارتبط في الأساس بالعمل لتحقيق دخل شهري وليس لتحقيق رغبة حقيقية فيالعمل والعطاء، بينما العمل في الحقيقة وسيلة لتحقيق الذات، وبالتالي نحتاج إلى تعديل هذه الثقافة العامة، والتوعية بأهمية التطوع، وتقديم آلية دقيقة للخدمة الاجتماعية، للاستفادة من طاقات المتقاعدين، وهم فئة مشبعة بالتجارب، ولديها القدرة على العطاء والإبداع بشكل كبير». عدم التقدير
لفت الباحث الاجتماعي إلى أن عدم تقدير المتطوعين والعاملين في الخدمة الاجتماعية أحد المعوقات التي تواجه التطوع، فمعظم من يعملون في الخدمة الاجتماعية لا يحصلون على التقدير والمحفزات التي تدفعهم للمواصلة»، مقترحا منح المتطوعين شهادات بالساعات التي تطوعوا بها في جميع المجالات، ليتم تسجيلها في سيرهم الذاتية كنوع من التقدير والتحفيز لهم.