تضم الجمعية الوطنية للمتقاعدين في المملكة 17 ألف متقاعد فقط، من بين مليون متقاعد وذلك لثقافة التقاعد المعدومة، سواء من أفراد المجتمع أو من المتقاعد نفسه أو حتى من عدم تعاون الجهات الحكومية مع الجمعية الوطنية للمتقاعدين، وفقا لنائب رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين. «الشرق» أجرت حواراً مع نائب رئيس الجمعية الدكتور عبد الرزاق مدني، لمعرفة أهداف وعوائق الجمعية. * كيف نشأت الجمعية الوطنية للمتقاعدين؟ وكم عدد المنتسبين بالجمعية؟ هي فكرة قديمة مقتبسة من شركة أرامكو، حيث كان يوجد بها جمعية خاصة بالمتقاعدين، وطالب رئيس جمعية أرامكو للمتقاعدين بوجود هذا الجمعية، ومن هنا تبلورت فكرة إنشاء الجمعية، ويبلغ عدد منتسبيها 17 ألف منتسب. * أليس عدد المنتسبين قليل مقارنة بعدد المتقاعدين في المملكة؟ نعم تعتبر نسبة قليلة جداً مقارنة بعدد المتقاعدين في المملكة، الذين تعدوا المليون، لأن ثقافة التقاعد للأسف معدومة في مجتمعاتنا حتى من ذوي المتقاعد نفسه، لذا نطالب الإعلام بكافة وسائله ونخص بذلك المسموعة والمرئية، أن تعمل جاهدة على انتشار ثقافة التقاعد للمجتمع بأكمله، وأن يفكر المتقاعد ماذا سيعمل أثناء تقاعده، وأن تكون هناك برامج خاصة للمتقاعدين ونتمنى كذلك من المجلات والصحف أن تخصص صفحات أو ملاحق خاصة بالمتقاعدين. * خلال الخمس سنوات من عمر الجمعية، ماذا قدمت لمنتسبيها؟ الجمعية وضعت قاعدة تتبع لها، إلا أن الظروف وقفت عائقة، وأولها أن عدد المنتسبين للجمعية للأسف ضئيل، فنحاول زيادة العدد بنشر ثقافة التقاعد للمجتمع ليأخذ المتقاعد كامل حقوقه كدول العالم المتقدمة. فمثلاً في أمريكا، إذا أراد المتقاعد حجز فندق يبرز لهم بطاقة عضوية من جمعية المتقاعدين تحمل خصما 50 %، وفي بريطانيا للمتقاعدين خصومات في التنقل للعالم سواء كانوا مواطنين أم لا، وهي مكافأة تعتبر جداً بسيطة لشخص أفنى ربيع عمره في خدمة وبناء تاريخ الوطن، وهم الأساس في وضع أسس هذه الدولة. بالإضافة إلى أن الجمعية تحتاج التمويل، وهذا ما يعيق تحقيق أهدافها سواء من الشؤون الاجتماعية أو رجال الأعمال، وهناك اتفاقية مع عدة مستشفيات في جدة للتخفيض على المتقاعد، وهناك تجاوب من بعض المستشفيات. كذلك قمنا بعمل بحث اجتماعي للمتقاعدين الأعضاء، وإرسال خطابات لأكثر من سبعين جهة حكومية لتزويدنا بأسماء المتقاعدين وكيفية الاتصال بهم، ولكن للأسف فإنه من السبعين لم يتجاوب معنا إلا ست جهات، حتى القوائم التي وصلتنا غير شاملة مجرد أسماء بدون معلومات وطالبنا بمعلومات أكثر ولكن للأسف لم يصلنا رد. ولا أنكر أن هناك عزوفا من المتقاعدين لاعتقادهم أن الجمعية مثل التأمينات الاجتماعية تأخذ منهم ولا تعطيهم، على العلم إننا نسعى لتقديم دعم معنوي ومادي ومساعدتهم بقدر الإمكان. * ما هي أبرز مطالب المتقاعدين؟ مع الأسف فإن معاشات التقاعد جدا متدنية قد تصل إلى 1700 ريال، ونسعى لوضع حد أدنى لراتب المتقاعد 4000 ريال، ومجلس الشورى وافق عليها بتوصية من الجمعية وسيوافق عليها المقام السامي بإذن الله، بالإضافة إلى حاجتهم للتأمين الصحي، فعلى الرغم من سعينا مع شركات التأمين إلا أنها ترفض مطالبنا وتشترط أن لا يزيد عمر المتقاعد عن خمسين سنة، فيحتاج المتقاعد إلى تأمين طبي شامل له ولأسرته؛ لأن منهم من تصرف جميع رواتبهم البسيطة على العلاج، وهناك مناقشات من الجمعية مع وزارة الصحة لتوفير التأمين الطبي لجميع المتقاعدين. * بعض المتقاعدين لديهم قضايا في المحاكم، فلماذا لا تتعاقد الجمعية مع محامين لمساعدتهم؟ سنوفر مكتبا للاستشارات ونحاول أن نحوي جميع قضايا المتقاعدين، لتقدم الجمعية تعريفا للمتقاعد لتسهيل معاملاته في أي جهة. * هل تقدم الجمعية تسهيلات للمتقاعدين في الدوائر الحكومية؟ نشكر إدارة الجوازات لتخصيصهم أماكن للمتقاعدين كبار السن، وهناك أيضا إدارة استقدام الأفراد وإدارة الأحوال المدنية، ونتمنى أن تحذو بقية الدوائر الحكومية حذوهم، وقمنا بالإرسال لهم ونتمنى أن يفوا بوعودهم. * ماذا تقدم الجمعية لترفيه هؤلاء المتقاعدين؟ هناك محاضرات للمقبلين على التقاعد خاصة من لديه نظرة سلبية، نركز فيها على أن متعة الحياة تبدأ بعد التقاعد، لذا لابد من التخطيط قبل التقاعد، إضافة إلى جميع المستشفيات التي تتعاون معنا، فتقوم بعمل ندوات للمتقاعدين، إلا أنها تعاني من الحضور الضعيف، رغم أننا نقوم بالإرسال إلى 600 أو 700 شخص، ولا يوجد منهم إلا عشرون أو ثلاثون شخصا وأكبر حضور كان في إحدى المحاضرات، حيث بلغ عددهم خمسين شخصا. * ما هي أبرز مشروعات الجمعية القادمة؟ هناك تخطيط لمشروعات تجارية تعود بالفائدة على المتقاعدين، وفي جدة مركز نسائي رياضي سيفتتح في القريب العاجل، حيث تبرع في استئجار مبنى للمركز أحد التجار لمدة خمس سنوات، وبجهود ذاتية قمنا بتأثيث وصيانة المركز، وأصبح ولله الحمد شبه متكامل وسيتم افتتاحه في الأسابيع المقبلة بإذن الله.