** انتهت حفلة «الطقطقة» التي أعقبت خسارة الهلال أمام أوراوا في نهائي دوري الأبطال، وعادت الأمور إلى نصابها وحجمها الطبيعي بمجرد عودة الهلال للمنافسات المحلية والتي استعاد من خلالها صدارة الترتيب مغردا خارج سرب أندية دوري المحترفين. ** شخصيا لست ضد مبدأ «الطقطقة» وفي نفس الوقت لست من هواة التهكم والسخرية، ولكن خروج التعليقات والمقاطع التي شاهدناها عن قالبها ومسارها الفكاهي المؤقت جعلني أقف كثيرا حولها. ** من الطبيعي أن يسخر المنافسون للهلال بعد الخروج الآسيوي المعتاد «والتفحيط المستمر» حسب وصفهم بحثا عن اللقب القاري الغائب منذ سنوات، ولكن هل سأل الشامتون أنفسهم يوما ما وعلى طريقة القذافي الشهيرة «من أنتم»؟ ** بنفس القدر الذي تهكم فيه البعض على خروج الهلال يجب أن يتقبلوا وبكل روح رياضية واقعهم الأليم متى حكموا عقولهم وعادت إليهم ضمائرهم وتخلصوا من عقدة الضعف وقلة الحيلة!. ** دعونا نخرج من سياق الميول ونقف أمام الواقع بكل شجاعة، فما يسري على الهلال يسري على غيره، فالمنطق يقول «الموس على كل الرؤوس»، واسمحوا لنا أن نبدأ بالهلال قبل غيره حتى لا يساء الظن أو يتهم كاتب هذه الأحرف بالميول كالمعتاد. ** الهلال، أو كبير آسيا وسيدها كما يؤمن عشاقه ومحبوه بهذه المقولة، لديه عقدة لا يمكن أن نغض الطرف عنها في بطولة دوري أبطال القارة، ومهما راوغ أنصاره حول هذه الحقيقة الدامغة، التي لا تقبل جدالا، فإن الواقع يقول غير ذلك، بدليل نهائيي سيدني الشهير وأوراوا المرير!. ** النصر، أو العالمي كما يحلو لعشاقه ومحبيه، أحد أهم أركان الكرة السعودية بكل تأكيد، ولكن واقعه آسيويا مرير للغاية على الرغم من مشاركته العالمية والتي جاءت عن طريق الترشيح، وهذه حقيقة لا تقبل التشكيك أمام كل منصف ومحايد، كما أنه لم يحقق دوري الأبطال على الإطلاق. ** الاتحاد أو المونديالي كما يحب هذا اللقب أنصاره، يجمع الكل على عظمته وشموخه وكبريائه محليا وقاريا، حقق دوري الأبطال وشارك في العالمية، ولكن حاله منذ زمن لا يسر عدوا ولا صديقا، محليا أو حتى قاريا، بل وصل به الحال أن يعجز عن استصدار رخصته الآسيوية!. ** بقية الأندية الأخرى لها قيمتها المحلية ولكن على الصعيد الآسيوي وتحديدا دوري الأبطال قيمتها المنطقية «صفر مكعب» بما فيها الأهلي النادي الجماهيري العريق والذي تخلو خزانته من أي منجز قاري بمختلف المسميات، ومن غير المناسب أيضا استثناء الشباب والقادسية باعتبار ألقابيهما اليتيمة آسيويا؛ كون الحديث هنا عن دوري الأبطال القضية والعالمية المستحيلة!. ** المحصلة النهائية لأنديتنا في دوري الأبطال ليست جيدة على الإطلاق، الأمر الذي يقودنا للتسليم بأن منطق الطقطقة على الهلال أعوج، وكل ما شاهدناه وتابعناه من أساليب التهكم والسخرية لا يخرج عن إطار التنفيس والهروب من الواقع التعيس. ** لا يهمني الهلال ولست مخولا بالدفاع عنه ولكني أتكلم بالعقل والمنطق الذي حاد عنه الكثيرون وجبن عنه آخرون لأهداف نعرفها جيدا ولا يتسع المجال لذكرها. ** أجزم أخيرا بأن حديثا كهذا لا يروق للهلالي المتعصب ولا للنصراوي المتعجرف ولا للأهلاوي المتهور ولكن الموس سيظل دوما على كل الرؤوس، هكذا يقول المنطق وهكذا يعلمنا الحياد!.