«1» اشتعلت «الطقطقة»على الهلال بعد خسارته نهائي آسيا أمام أوراوا الياباني، وانهالت السخرية عليه ونجومه وكل من يتصل به في خطوات لم تكن سابقة ولا موجهة من طرف واحد هم النصراويون فقط، بل رأينا الأهلاوي والاتحادي وغيرهم «يطقطقون» على الهلال عبر وسائل الاتصال الاجتماعي التي طيرت هذه «الطقطقة» بالفيديو والصور والرسائل النصية. «2» وأكدت هذه الممارسات الإبداع السعودي في إنتاج مثل هذه المواد، وقد صمت الهلاليون ولم يتكلموا أو ينتجوا «طقطقة» مضادة إلا بعد أن داوى فريقهم جراحه بالفوز على الأهلي بهدفين للا شيء في الدوري السعودي وإزاحته لمنافسه التقليدي النصر من مركز الوصافة. إذن... ها هم الهلاليون «يطقطقون»، فلماذا يحتجون ويغضبون على النصراويين إذا فعلوا الشيء نفسه؟! «3» واللافت للنظر أن الذين «يطقطقون» على الهلال ليسوا النصراويين فقط وإنما جميع الميول والدليل «الطقطقة» الكلامية التي مارسها جمهور الأهلي في مباراته، أما الهلال عندما رددوا اسم «أوراوا» والأهزوجة الشهيرة «العالمية صعبة قوية» و«الطقطقة» الأخرى التي رأيناها من ميول عدة في وسائل الاتصال الاجتماعي، وهذا يشير إلى أن الهلال غير محبوب من ميول مختلفة لأسباب عديدة، وحتى نكون صريحين لا يمكن أن ننكر أن مجموعة من الجماهير السعودية فرحت بهزيمة الهلال من «أوراوا» الياباني. «4» لماذا؟! هذا السؤال وجهته إلى عدد من الذين صادفتهم وأعلنوا سعادتهم بهزيمة الهلال من «أوراوا». أجاب (كل) الذين سألتهم إجابة واحدة هي: الإعلام الهلالي. قالوا: إن الإعلام الهلالي ظل طوال أربعين عاما يلمع في فريقه ويهاجم الفرق الأخرى، ويبرر كل خطأ يرتكبه أي نجم في الهلال ويضخم كل خطأ يرتكبه النجوم الآخرون!! كما أن تحقيق البطولات للفرق المنافسة للهلال لا يأخذ نفس التغطية التي يأخذها تحقيق بطولة لفريق آخر. إضافة إلى أن الإعلام الهلالي أيام تسيد الصحافة الورقية كان لا يعطي الرأي الآخر فرصته للظهور وكان يمنع نشر أي رأي لا يتوافق مع الميول الزرقاء. «5» لكن الأمور تغيرت الآن، ولم يعد الإعلام الهلالي بنفس القوة «الورقية» سابقا، فقد أصبح أصحاب الميول الأخرى قادرين على نشر آرائهم عبر وسائل الاتصال الاجتماعي بآراء مخالفة للهلال دون أن يستطيع الإعلام الهلالي منعهم، والدليل أن الردود على الآراء الهلالية و «الطقطقة» على الهلال تزايدت بينما عجز الهلاليون عن وقفها. والسؤال المهم هو؛ هل الطقطقة على الهلال أو غيره صح أم خطأ؟ «6» من وجهة نظري أرى أنها صح وخطأ. صح إذا حملت آراء محمودة أي أنها غير مسيئة لا للهلال ولا منسوبيه ولا غيرهم، وأرى أن «الطقطقة» نوع من الإثارة المطلوبة للرياضة، ولكن لا بد أن تكون إثارة غير مسيئة فلا يكون محتواها قد صنع من أجل الإساءة الشخصية أو العنصرية أو الطائفية وخلافه مما يسعى لتمزيق المجتمع، وهذا هو الخطأ فيها، ولا يمكننا أن نغمض أعيننا عن الانتشار السريع والتأثير الخطير للرسائل الإلكترونية في كل مجال. «7» أيها الرياضيون أيها الإعلاميون «طقطقوا» ولكن لا تسيئوا.