ربما يعانق هذا السؤال مخيلة البعض، حين يعرف أن ثمة مهرجانا كبيرا يقيمه نادي الباحة الأدبي وينطلق اليوم يعيد من خلاله وهج القصة. ونحن نقول: إن ثمة هاجسا يشير إلى محاولة إثراء هذا الفن «القصة» من خلال الإبداع وطرح القضايا والنقد الهادف، وإقامة علاقة بين النقد وبين كتاب القصة، من هم في البدايات ومن قطعوا شوطا من الإبداع بالمشاركة والفعالية التي تثري وتكشف وتتجه إلى هدفها دون التواء. هذه المقدمة تحمل في طياتها دعوة صريحة ونداء واضحا لمعانقة القصة القصيرة ثانية، فنحن نطمح الى أن يتحرك هذا الركود الذي يطال كتاب وكاتبات القصة، إذ اننا منذ فترة ليست قليلة لم نشهد إصدارا نتوقف عنده (نستثني بعض الأعمال القليلة) ولم نقرأ إلا العدد القليل من الأعمال القصصية الجيدة. دخل إلى الساحة كتاب وكاتبات جدد بعضهم و(بعضهن) واعد قدموا بعض الأعمال ثم توقفوا. المسابقات العديدة للنوادي الأدبية والأماكن الثقافية الأخرى لا تكشف إلا عن القليل من المواهب، لأن هناك فئة تحترف المشاركة في هذه المسابقات، بعض الكتاب والكاتبات توقفوا ولا أدري لماذا؟ صحيح أن البعض تحول إلى كتابة الزوايا (وهذا أجدى وأربح) والبعض إلى الرواية، لكن يظل الإبداع هو الدافع والمحرك، وهو الذي يقدم المبدع إلى ساحة الشهرة الحقة. أخبار كثيرة نسمعها عن مجموعات قصصية ستصدر، وعتاب شديد لتجاهل النقد، واتهام يصل إلى حد القسوة موجه ضد الصحافة لأنها لا تفتح صدرها للإبداع القصصي، وكلام كثير عن مسابقات القصة القصيرة.. هل ستظل أقلام النقاد تتجه إلى أسماء بعينها، وهي رغم أحقيتها بالنقد توقفت عن الإبداع واكتفت بما قدمت؟ ربما تكون الكتابة النقدية عن مجموعات «أولى» أو كتاب جدد مغامرة نقدية، لكن سيظل هناك عمل مستفز يحرك بوصلة الناقد لتتجه إليه، تستقطبه وتحفزه.. فأين هو؟ حقيقة ومنذ فترة لم نر الناقد الذي يقول عبر كتاباته النقدية: إنني أقدم لكم هذا القاص أو هذه القاصة ويراهن على ذلك.