أكد مختصون أن الانتفاضة التي عمت العاصمة اليمنية صنعاء ضد ميليشيا الحوثي تحمل دلالات بالغة الأهمية، فهي رسالة صريحة لنظام الملالي في إيران بأن الشعب العربي يرفض أذنابكم في اليمن. ولفتوا في تصريحات ل«اليوم» إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح تبينت له الأهداف الحقيقية، التي تسعى لها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وأجمعوا على أهمية أن يلتقط التحالف العربي بقيادة المملكة القفاز، في ظل مناداة صالح بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار ودول التحالف، واصفين موقفه بأنه «صحوة ضمير» أعادته إلى الحضن العربي، بعد اجتهاد إيران لخلع اليمن بأكمله من محيطه. انتصار الضمير وقال نائب رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى د.عبدالله العتيبي: «كان لا بد للضمير العربي أن ينتصر في اليمن، فانتفاضة صنعاء سيكون لها ما بعدها من تداعيات تصب في مصلحة اليمن وشعبه، الذي عانى الاحتراب لسنوات طويلة جراء التدخلات الإيرانية، التي ظلت تنفذ أجندتها الخبيثة من خلال ميليشياتها هناك». وأضاف العتيبي: «على التحالف العربي بقيادة المملكة أن يتناغم مع دعوة الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، طالما عاد إلى جادة الصواب، وعرف حجم الخطر الذي كانت تساق إليه اليمن جراء سلطة الطائفية المفروضة من قبل الحوثي». في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية سعيد بن عبدالرحمن آل محمد: «إن التحول الذي جرى في صنعاء كان متوقعا على خلفية ازياد الخلافات بين الرئيس اليمني السابق وميليشيا الحوثي، وهو تحول بلا شك يخدم القضية اليمنية، التي ظل التحالف العربي بقيادة السعودية يولي جل اهتمامه لها مناصرا للشرعية». ضربة لطهران ولفت آل محمد إلى موقف الرئيس اليمني السابق وسيطرته على أبرز الوزارات والمقرات في صنعاء، مبينا أن إيران تلقت ضربة قاضية حدت من أحلامها ومغامراتها في اليمن، وثمّن صحوة الضمير التي اعتملت المشهد السياسي هناك، مشيرا إلى أن الانتفاضة التي اندلعت في اليمن سوف تستمر حتى يتم طرد آخر حوثي من العاصمة المختطفة. فيما وصف أستاذ العلوم السياسية خطاب قائد الحوثيين بأنه كشف حجم الاضطراب والخوف والقلق، الذي انتابه جراء هذا التحول المبارك، الذي من شأنه وقف المجازر التي ترتكبها ميليشياته بحق اليمنين. تحقيق الأهداف وشدد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ناصر القحطاني على أهمية التفاف جميع اليمنيين بمختلف ألوانهم السياسية خلف انتفاضة صنعاء؛ للمضي نحو تحقيق أهدافها المنشودة، ووقف عجلة الموت المجاني التي تمارسها الميليشيا، مشيرا إلى أن صحوة الضمير لدى الرئيس السابق علي عبدالله صالح ستسجل له تاريخيا؛ كونه اكتشف حجم التآمر الذي كانت تقوم به الميليشيا الحوثية بالإنابة عن «ولاية الفقيه». وقال القحطاني: «إن انتفاضة صنعاء وانحياز صالح الأخير لنبض الشارع اليمني وتوجيه قواته بعدم مهاجمة قوات الشرعية، يبرهن بجلاء ما ذهبت إليه دول التحالف العربي بقيادة المملكة من حتمية استعادة الشرعية اليمنية المختطفة».