أكد سياسيون ومختصون أن القمة الخليجية 38 المقرر عقدها غدا الثلاثاء في الكويت، تعقد في ظروف صعبة وتحديات كبيرة تشهدها المنطقة وفي مقدمتها الأطماع الفارسية، واليمن، وميليشيا حزب الله والحل السياسي في سوريا، إضافة إلى الأزمة القطرية؛ مع تواتر الأنباء بشأن اعتذارها واستجابتها للمطالب والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي ستكون «علنية» عكس الاتفاقيات السابقة. ظروف صعبة وقال المحلل السياسي الكويتي د. علي الحويل: «القمة الخليجية ستعقد في ظروف صعبة وتحديات كبيرة تشهدها المنطقة تتطلب من مجلس التعاون المحافظة على الوحدة والاتحاد، وقطع الطريق على المتربصين». واضاف الحويل: هناك مؤشرات تطفو بحل الأزمة القطرية، خاصة وانه جرى تداول أن أمير قطر سيقدم اعتذاراً علنيا، ما يفتح باب الامل في عودة الدوحة إلى البيت الخليجي، وحتى وان كان الحل غير وارد في القمة بالشكل الذي تتطلع له الشعوب الخليجية إلا انها ستكون فتح باب للحل في وقت عاجل. واشار المحلل الكويتي إلى أن المنطقة تشهد اوضاعا تحتاج إلى موقف موحد من قبل مجلس التعاون بما يتعلق بالتدخل الايراني الذي يمر حاليا بنوع من الانكماش، وكذلك الوضع في اليمن بجانب لبنان، فضلا عن الأزمة السورية التي تسير إلى الحل، ما يتطلب من دول الخليج موقفا موحدا مع الشعب السوري والمعارضة السورية المعتدلة. وتوقع د. الحويل للقمة أن تكون خطوة حاسمة لأزمة قطر مع محيطها واشقائها، فالحل اما أن يكون في هذه القمة او بعدها، وطالب شعوب المجلس بالحفاظ على مكتسباتها لحين حل القضية من القادة الخليجيين، وعدم السماح للمتربصين والأعداء بتأجيج النزاعات بهدف شق الصف الخليجي. الهدف الخليجي من جانبه، أشار المحلل السياسي، د. خالد باطرفي، إلى أن الجولة التي قام بها امير دولة الكويت على دول مجلس التعاون قبيل عقد القمة توحي بأن هناك احاديث غير معلنة بشأن أزمة قطر، وأتوقع - الحديث لباطرفي - أن يتم الاعلان عنها في قمة الكويت، مضيفا: خاصة ان المشاورات التي قام بها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مع قادة دول الخليج تشير إلى ان هناك تجاوبا من الجانب القطري وما يتم الترويج عنه ان امير قطر سوف يقدم اعتذارا علنيا، ومعلوم أن المملكة اعتمدت سابقا على اتفاقيات غير معلنة مع نظام قطر، حفاظا على العلاقات الأخوية والأسرية مع الشعب القطري. واضاف باطرفي: هذه فرصة حقيقية أمام قطر لتتراجع عن مواقفها السابقة، وتقديم ضمانات لمراقبة مدى التزامها بالاتفاقيات، وزاد: هذا يعتبر معقولا وفي صالح الدوحة ان تلتزم بالمطالب، متوقعا وجود بوادر للحل قبل عقد القمة، وأبدى تفاؤله بالتوصل لآلية من قبل القمة. واكد المحلل السياسي ان هناك قضايا تعتبر ساخنة سوف يتم التركيز عليها من قبل القمة وهي التدخلات الفارسية وما يحدث في اليمن من تهديد لدول المجلس بالصواريخ الايرانية، وكذلك وضع ميليشيا حزب الله في لبنان والقضية السورية، إضافة إلى مكافحة الإرهاب الذي ما زال متجذرا في المنطقة، خاتما بالقول: في اعتقادي أن كل هذه القضايا تعتبر اهم من مسألة قطر، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المنطقة. موقف موحد من جانبه قال استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا، د. أحمد البرصان: إن الاوضاع التي تهدد المنطقة عموما والخليج خصوصا، تتطلب من دول المجلس موقفا موحدا أمام عدد من القضايا. ولفت د. البرصان إلى أن قمة الكويت توحي بوجود انفراج للازمة القطرية التي هددت وحدة مجلس تعاون دول الخليج؛ بالتزامن مع توتر الأوضاع بالمنطقة، لا سيما مع تغلغل نظام ملالي فارس في العراق واليمن، اضافة لسورياولبنان، وتابع: هذه الاوضاع تحتم على مجلس التعاون الخليجي نبذ الخلافات والوقوف في صف واحد أمام التحديات التي تمر بها المنطقة.