اعتبر محللون سياسيون أن محاولات قطر لتسييس الحج، وحرمان شعبها من تأدية ركن من اركان الاسلام يمثل تعنتا غير مقبول تجاه الشعب القطري ويرفضه العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي. وقال المحلل السياسي الكويتي د. علي الحويل: إن ما يفعله المسؤولون في قطر يعتبر تسييسا واضحا للحج واستغلالا غير مقبول لهذه الشعيرة المقدسة. وأضاف الحويل: إن منع سفر الحجاج القطريين والمقيمين في قطر لهو حصار تفرضه الحكومة القطرية تجاه شعبها. وأبان: اعتقد ان ما حدث من الحكومة القطرية يعتبر امرا عجيبا، وتصعيدا ليس له مبرر، كما أنه يعد ظلما للشعب القطري الذي يمنع من تأدية ركن من اركان الاسلام، وكان حريا بالحكومة القطرية ان تأخذ المبادرة السعودية بحسن نية، ولكن ما قامت به يعد محاولة منها لعمل تصعيد كبير وتأزيم لحل المشكلة. الاستعانة بالأجنبي وقال د. الحويل: كان على الحكومة القطرية إذا كانت لا تريد نزول الطائرات السعودية في الدوحة ان تطلب طائرات كويتية او اخرى من بلد آخر، ولكن ما حدث يدل على ان ما تقوم به قطر يعتبر نوعا من الشعور بالقوة أضف لذلك استعانتها بالأجنبي مثل تركيا وإيران. وأشار د. الحويل إلى ان المبادرة السعودية كانت فرصة لقطر لفتح باب الحوار، وتذويب الجليد والنظر للمبادرة السعودية بحسن النوايا، ولكن كان الموقف القطري خطيرا وغير مقبول ويرفضه الشعب القطري والمجتمع العربي والاسلامي. كما أن حرمان الشعب القطري من تأدية فريضة الحج لخلافات سياسية يمثل امرا غير مقبول. وأوضح ان رفض الحكومة القطرية وسلطات الطيران في قطر السماح للطيران السعودي بنقل القطريين الراغبين في الحج يثبت للشعب القطري ان حكومته تحرمه من أداء هذا النسك، ويقدم له دليلا على ان حكومته ترفض هذه الخطوة الإيجابية من المملكة في سلوك غير مفهوم، لكنه يؤكد إصرار النظام على تأزيم الوضع في المنطقة. كما يثبت ان النية القطرية المبيتة في تسييس مناسك الحج ومحاولة تدويله رغم فشلها في هذا الموضوع، ورغم تحذير الجميع لها بعدم اللعب بهذه الورقة في وقت تعاني فيه المنطقة من تربص اعدائها الذين اعتمدوا تقسيم العراق وتقسيم سوريا. وزاد: لا شك ان هذه الخلافات في مجلس التعاون الخليجي ليست في صالح الجميع امام اعداء يتربصون بها. استغلال سياسي من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة د. احمد البرصان: إن قطر من خلال منع نقل حجاجها على الطائرات السعودية تريد ان تعطي لموقفها بعدا سياسيا وتضع امام هذه المبادرة حاجزا. وقال: المبادرة السعودية المقدمة للشعب القطري اشادت بها جميع بلدان العالمين العربي والاسلامي، وكان على قطر ان تستغل ذلك بحسن النوايا لفتح قناة للتفاوض والجلوس على طاولة واحدة تحت إشراف دولي. وفيما لم يتبق إلا القليل على اداء شعيرة الحج، تستغل قطرالموضوع وتقوم بالتصعيد نظرا لحساسية المنطقة ولوجود مصالح للدول العظمى فيها، وهذه القوى لا تريد ان يحدث في المنطقة أية مشاكل. وأشاد بحكمة خادم الحرمين الشريفين ومبادرته للشعب القطري، ووصفها بأنها كانت إيجابية وكان يتوجب على حكومة قطر ان تستغل مثل هذه المبادرة لفتح المنافذ البرية، وتسمح بنزول الطائرات السعودية في الدوحة لتقوم بنقل الحجاج القطريين، ولكن الحكومة القطرية اعتبرت هذه المبادرة وهذا الموقف الانساني أن وراءه أمورا ضدها، خاصة وان من توسط في موضوع حجاج قطر وفتح المنافذ للشعب القطري هو احد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر. وأضاف: لا شك ان المشاكل الخارجية عادة توحد الداخل ولو مؤقتا، ولكن حرمان الشعب القطري من فريضة الحج ليس في صالح الحكومة القطرية. وأكد د. البرصان: «لا شك نحن نعرف ان الشعوب تتوحد في الداخل عندما تكون هناك مشاكل خارجية، وهذا ما استغله الخميني عندما كان يعاني من مشاكل وانقسامات ومعارضة داخلية، فدخل في حرب مع العراق من أجل توحيد الداخل الإيراني. واعتقد ان نقطة الخلاف في عدم السماح لنزول الطائرات السعودية هي المطالب القطرية بأن تنقل طائراتها الحجاج القطريين، فالتعنت القطري أصبح ضد شعبه الذي يعتبر تماسكه مؤقتا».