تعد خطوة إطلاق مشروع استخدام الطاقة الشمسية أحد اهم الصناعات الواعدة في المملكة العربية السعودية التي تساعد في تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تساعد في تنويع مزيج الطاقة المحلية لبناء قطاع طاقة متجددة على قدر عال من التقنية المتقدمة باستخدام الطاقة الشمسية الطاقة النظيفة والصحية. ولا يخفى على أحد ان الاندية الرياضية بالمملكة العربية السعودية تملك عددا من الملاعب والمنشآت الرياضية وتكلفة سداد رسوم تزويد الخدمة للتيار الكهربائي تقارب المائة مليون ريال شهريا اي ما يعادل مليار ريال سنويا وتعتبر تكلفة عالية وغير صحية وتؤثر على البيئة بسبب انبعاث الادخنة بسبب عمليات توليد الكهرباء مما يؤثر على الغلاف الجوي. وتدرس الجهات المختصة بالسعودية سبلا لخفض كلفة الطاقة وتنويع مصادرها بعيدا عن النفط، وهي سلعة التصدير الأولى لهذه البلدان، كما وضعت هدفا لإنتاج 9.5 جيجاوات سنويا من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023، لتجاوز المستوى المستهدف لتوليد الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتأكيدا على التزامها تجاه الطاقة النظيفة في الأمد الطويل، من خلال طرح 60 مشروعا تتضمن استثمارات تقدر بنحو 30 مليارا إلى 50 مليار ريال. مسؤولية اجتماعية إدارة المسئولية الاجتماعية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تهدف الى استخدام الطرق التي تساعد في المحافظة على البيئة والصحة العامة. عالميا بدأت سويسرا بثلاثة ملاعب لكرة القدم فيها محطات للطاقة الشمسية، ولكنها أصغر حجما، وهذه الملاعب هي: ملعب سانت جاكوب في بازل (2001) وملعب ليتزيجروند في زيورخ ( 2008) وملعب اي اف جي أرينا في سانت جالن شرق سويسرا (2009). ويعد ملعب فانكدروف في العاصمة السويسرية برن، أعظم صرح رياضي وأكثر من محفل كروي، فهو ملعب متعدد الأغراض، حيث يربض فوق سطحه جهاز يستخدم الطاقة الشمسية، هو الأكبر على مستوى العالم، حيث تتكون المحطة من 12 ألف متر مربع من الخلايا الضوئية وبمقدورها إنتاج طاقة كهربائية تقدّر ب 1.2 مليون كيلو واط ساعة، أي ما يسد حاجة 400 منزل، كما أن معدل كفاءة هذه الألواح الشمسية هي 15٪، مما يعني أن 15٪ من الطاقة المستمدة من ضوء الشمس يتم تحويلها إلى كهرباء، وهذا معدل ممتاز. واستمرت عمليات التطوير في الملاعب العالمية بكأس العالم (2010) بجنوب إفريقيا،كما استمرت نشاطات (الفيفا) في كأس العالم بالبرازيل عام (2014) فللمرة الأولى اقيمت المباراة النهائية لكأس العالم في البرازيل، بملاعب مزودة بالطاقة الشمسية، وقد أعدت شركة يينجلي سولار أحد رعاة كأس العالم بالبرازيل، أكبر منتج للطاقة الشمسية بتجهيزات لإنارة مدرج بيرنامبوكو وملعب ماراكانا، بإنتاج أكثر من 1 ميجا واط في السنة من الطاقة النظيفة، وتغطي الطاقة الكهربائية لمدة 25 سنة أو أكثر. ملعب بيرنامبوكو والذي استضاف خمس مباريات ضمن مباريات كأس العالم في البرازيل كان مزودا بالطاقة من قبل منشأة إنتاج طاقة شمسية نقية بمقدار 1 ميجا واط، أما الوحدة الشمسية الأولى المركبة على الأرض في مقاطعة بيرنامبوكو البرازيلية، فهي في ساو لورينسو دي ماتا التي هي إحدى ضواحي ريسيفي عاصمة المقاطعة. يشمل هذا المشروع أكثر من 3650 من وحدات يينجلي عالية المردود للطاقة الشمسية، والمتوقع أن تنتج أكثر من 1500 ميجا واط في الساعة من الطاقة الكهربائية النظيفة في السنة. ويمكن أن تزود الطاقة الشمسية المولدة، حوالي 240 منزلا عاديا بالطاقة الشمسية لما يزيد على 25 عاما. ويمكن لهذا المشروع أن يمنع انبعاث أكثر من 350 طنا من ثاني أكسيد الكربون وهذا ما يعادل بأثره على البيئة زراعة 14000 شجرة. طاقة خضراء أما ملعب ماراكانا الذي يتمتع بسمعة جيدة كواحد من أحسن ملاعب كرة القدم بالعالم بسبب التحسينات الكثيرة التي أدخلت عليه الذي يعد هو الأكبر في أمريكا الجنوبية، فقد اشتهر بمبادراته باستخدام الطاقة البديلة إذ إن ما يزيد على 1500 خلية لإنتاج الطاقة الشمسية قد تم تركيبها. وسيولد هذا المشروع الشمسي طاقة كهربائية من المقدر أنها ستكفي لحوالي 240 منزلا سنويا. وبتركيب هذه الخلايا الشمسية منح طاقة خضراء للمشهد العالمي في المباراة النهائية بكأس العالم في مونديال البرازيل، وهذا ساعد على زيادة الوعي البيئي لعشاق كرة القدم في كل العالم. تايوان صاحبة السبق آسيويًا آسيويًا يتخذ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شعاره أداة للترويج للمستقبل الكروي لأكبر قارات العالم، من حيث استخدام الطاقة المتجددة في مختلف ملاعب كرة القدم. وكانت أولى الخطوات تمثّلت في بناء ملعب «التنّين» في تايوان، حيث يعدّ هذا الملعب هو أول الملاعب في العالم الذي يكون تشغيله من قبل الطاقة المتجددة بنسبة 100% ، حيث تتم الاستفادة من الطاقة الفائضة والناتجة عن سطح الملعب المغطّى بالكامل بالخلايا الشمسية والتي يبلغ طولها حوالي 155.14 متر وتحتوي على 8844 لوحا شمسيا، مولّدة ما معدّله 14.1 مليون كيلو واط ساعة من الكهرباء بشكل سنوي. ترشيد كفاءة الإنفاق بالعودة الى ملاعبنا ومنشآتنا الرياضية في المملكة العربية السعودية نجد ان هناك مساحات شاسعة بإمكان الهيئة العامة للرياضة وبالتعاون مع ادارة الطاقة البديلة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والشركة السعودية للكهرباء البدء بعمليات تحويل عدد منها على فترات باستخدام الطاقة الكهروضوئية لتوفر من تكاليف التشغيل على مدى زمني طويل ليخفف من على عاتق الاندية بسبب زيادة رسوم تكلفة ايصال الكهرباء للمنشآت الرياضية ومن اجل ترشيد كفاءة الانفاق وكسب الإشادات العالمية في الاتحادات الدولية بتطوير عمليات الاستدامة المجتمعية. طاقة صديقة للبيئة كما ان مشروع التحويل سوف يساعد على تركيب محطات جديدة لتحويل الطاقة الشمسية بكل ملعب او مدينة رياضية، والاستفادة من مصدر الطاقة الشمسية والتي تشتهر بها أجواء المملكة على مدار السنة. بتركيب محطة بحجم 1000 كيلو واط لتولد ما يزيد على 1500 ميجا واط في الساعة من الكهرباء النظيفة على مدى العام، والتي بإمكانها ان تزود حوالي 600 منزل، والتي تقع بمحيط الملاعب والمنشآت الرياضية التي يقام عليها مشروع المحطة بالكهرباء لمدة 25 عاما، والمساهمة بمنع انبعاث الغازات الضارة بما يقارب 800 طن من ثاني اكسيد الكربون والتي تعادل زراعة 35000 شجرة لتساهم في الحفاظ على البيئة والاجواء الصحية القريبة من الملاعب والمدن الرياضية. ومع إعلان رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ عن إنشاء مجمع ترفيهي شامل في استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، واستاد الملك فهد بالرياض، ومدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، فإن الأنظار تتجه إلى أن يتحول العمل في الجهات الثلاث إلى الطاقة الشمسية، حيث تقدر بعض المصادر أن التكلفة الفردية التقريبية لإنشاء نظام خاص يعمل بالطاقة الشمسية، تترواح ما بين ال(25) وال(35) مليون ريال. استخدام محدود (اليوم) استوقفت بعض المختصين في الطاقة الشمسية، واستمعت إلى رؤيتهم فيما يتعلق بتحول عمل الملاعب الثلاثة إلى نظام الطاقة الشمسية. في البداية أكد د.أمين اليعقوب العامل على تسجيل الجمعية الخليجية للطاقة المتجددة والاستدامة: «في الوقت الحالي يبدو أن استخدام الملاعب محدود مقارنة بالمباني الحكومية والمدارس والجامعات، ولذلك ستكون التكلفة عالية جدا، ولكن مع الاستخدام اليومي والمستمر فإن الاستثمار في الطاقة الشمسية سيكون له مردود يغطي كافة التكاليف على المدى المستقبلي». وأضاف: «أفضل استخدام للطاقة الشمسية يكون متزامنا مع الفترة النهارية، وخصوصا خلال فترة الصيف، وهو ما يتطلب استخدام البطاريات خلال الفترة المسائية، التي ما زالت ذات تكلفة مرتفعة في الوقت الحالي، مبينا أن محطات انتاج الكهرباء التقليدية، تنتج الكهرباء بسعر أقل خلال الفترات المسائية (بخلاف التسعيرة وقت الذروة)». وختم اليعقوبي حديثه بالتأكيد على أن أسعار الطاقة الشمسية تنخفض بشكل متسارع، بالخصوص للمشاريع الكبيرة، والتي تكون على مسطحات مستوية، أما أنظمة الطاقة الشمسية المركبة على أسطح المباني، فلها تكلفة مرتفعة نسبيا لأنها تتطلب تصاميم وأعمالا هندسية خاصة، ووقتا أكبر للتركيب، وهو الحال الذي ينطبق على الملاعب الرياضية القائمة. نشر ثقافة الطاقة النظيفة أما محمد زكي الخباز المدير التنفيذي لشركة الطاقة المتجددة «ذرات الهيدروجين»، فتحدث عن أن الملاعب وخصوصا في بداية العام الجديد ستكون مكانا ترتاده شريحة كبيرة من المجتمع، ومجرد وجود ألواح طاقة شمسية، سينقل فكرة ايجابية لمختلف الشرائح، وسينشر ثقافة استخدام الطاقة النظيفة، كإحدى المسئوليات الاجتماعية. وأكد الخباز أن تكلفة الإنشاء ستكون عالية جدا في الوقت الحالي، لكنها في انخفاض مستمر، وقد تتغير الرؤية خلال العام (2018)م، مبينا أن تركيب نظام الطاقة الشمسية في الملاعب الرياضية، قد يكون استثمارا مميزا خلال السنوات المقبلة، فعلى الرغم من التكلفة الكبيرة، إلا أنه قد يكون مصدرا لكسب الأموال، في حال كان مقدار الطاقة المصدر أكبر من الطاقة المستهلكة، وهو المتوقع خصوصا في الملاعب التي تمتلك مساحة واسعة لتركيب الألواح الشمسية. دراسات هندسية دقيقة فيما تحدث د.شريف العسكري، الموظف بشركة أرامكو السعودية، عن أن القرار في ذلك يعود إلى معطيات عديدة، منها مقدار الأحمال الكهربائية، ونوع التركيب، حيث إن التركيب الأرضي أقل تكلفة من تركيب الألواح الشمسية على الأسطح، وبما أن الملاعب قائمة، فإن ذلك يعتبر احدى العقبات، حيث إن الخيارات في وضع أماكن ألواح خلايا الطاقة الشمسية تبات محدودة، وهو ما يزيد من تكلفة التصميم والانشاء. وأوضح العسكري أن مظلات السيارات قد تكون حلا مميزا في حال عدم وجود المساحة الكافية، لتركيب الألواح الشمسية، مبينا أن صيانة النظام بشكل كامل، والتعامل المثالي مع الفائض من الطاقة المنتجة، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، مؤكدا أن العمر الافتراضي للنظام قد يصل إلى (40) سنة، في حال وجود الصيانة الممتازة، وذلك في ظل التطور التكنولوجي الكبير. مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة (اليوم) استاد الملك فهد الدولي