احتضنت الرياض يوم أمس حفل افتتاح الاجتماع الأول للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي دعتْ إليه المملكة، وشاركت فيه حوالي 34 دولة عربية وإسلامية على مستوى وزراء الدفاع ورئاسة الأركان، والذي مثّل خطوة متقدمة في التصدي الجماعي للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبها وتسميتها، وبالتالي ملاحقته، والقضاء عليه وعلى الفكر الذي يحركه، والمنابع التي تمده بالدعم أيا كان نوعه، حيث يجد هذا التحالف الفريد الذي يوليه سمو ولي العهد الكثير من الاهتمام دعمًا دوليًا لافتًا، إلى جانب دعم المؤسسات والمنظمات الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي، والأزهر الشريف، ورابطة العالم الإسلامي، ومجلس حكماء المسلمين، إذ يعمل هذا التحالف المبارك على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية، وقد افتتح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أعمال الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول التحالف، وأكّد في كلمته على أن دول التحالف ستلاحق الإرهاب حتى يختفي تماما، كما أشار سموه إلى أن هذه الدول لن تسمح بعد الآن بتشويه العقيدة الإسلامية السمحة، وترويع الآمنين، كما عزى سموه الكريم القيادة والشعب المصري الشقيق في ضحايا العمل الإرهابي الذي طال جامع الروضة في سيناء، مؤكدًا على أن مواجهة التطرف وهزيمة الإرهاب تقتضي وجود مثل هذا التحالف لأن الإرهاب ليس مشكلة دولة دون أخرى أو مجتمع دون آخر، وإنما هو مشكلة الجميع لأنه يضرب في كل مكان، وقد أشار معالي الدكتور محمد العيسى أمين منظمة التعاون الإسلامي في كلمته في حفل الافتتاح إلى أن الإرهاب مشكلة أيديولوجية ومواجهته تستدعي الكثير من العمل على مختلف الصعد، لأنه لا ينتمي إلى جهة بعينها أو مذهب بعينه، مستشهدا بأن هنالك عناصر انضمتْ إلى تنظيم داعش من أكثر من 100 بلد، لم يكونوا بالتأكيد من مدرسة فكرية واحدة، ولا يجمعهم فقه واحد، ولعل الملتحقين من أوروبا وحدها تجاوزوا الخمسين بالمائة، مما يشير إلى ضخامة المواجهة وتعقيداتها، كما ذكر معاليه أن مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع قد حصر الكثير من رسائل التطرف في الفضاء الافتراضي التي تؤكد اتساع نطاق هذه الآفة، بما يستدعي فعلا مثل هذه المبادرة الحية التي تصدى لها سمو ولي العهد لجمع شمل الأمة الإسلامية بصفتها المتضرر الأول من الإرهاب لمواجهته بشكل جماعي، وملاحقة فلوله حتى القضاء عليه.