انتفض العالم لإدانة أكبر هجوم إرهابي في تاريخ مصر استهدف مسجد الروضة بمدينة العريش في شمال سيناء وأسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين بعد صلاة الجمعة. وشجبت الدول العربية والإسلامية والغربية والمنظمات الإقليمية والدولية الحادثة الإرهابية وأدانتها، مؤكدة مساندتها لمصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها. وفي السياق، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتقديمهما التعازي في شهداء الحادث، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين والشعبين المصري والسعودي، مشددا على أن الإرهاب الذي بات يمثل خطرا وتهديدا للأمن القومي العربي يجب مواجهته بصورة شاملة. وكان السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين، أعرب خلاله الملك سلمان عن إدانته الشديدة للحادث الإرهابي، مؤكدا تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر وشعبها للتصدي للإرهاب ومحاولاته النيل من أمن الشعب المصري واستقراره. مساندة الأشقاء بدوره؛ أعرب وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار عن تقديره لنظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف على تعازيه ومشاعره الصادقة، مؤكدا أن مصر قادرة بتلاحم أبنائها وبمساندة أشقائها على دحر قوى الشر والإرهاب. وفي اتصال هاتفي أعرب الأمير عبدالعزيز بن سعود عن إدانته للحادث الإرهابي الغاشم، وأكد مساندة المملكة ودعمها الدائم لكل ما تتخذه مصر من إجراءات لمكافحة الإرهاب وحماية أمنها واستقرارها. وتقدم الأمير عبدالعزيز بخالص تعازيه للشهداء، متمنيا للمصابين الشفاء العاجل. وفي ذات المنحى، تلقى الرئيس السيسي اتصالات هاتفية من رؤساء وملوك وأمراء عدد من دول العالم، أعربوا عن تعازيهم لمصر وشعبها في مصابهم الأليم. إدانة أوروبية وفي الشأن ذاته، أدانت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية، فديريكا موجريني، الهجوم الإرهابي وقالت في بيان: «مرة أخرى في مصر.. هجوم إرهابى أدى إلى وفاة العشرات من المصلين المسالمين في مسجد بشمال سيناء، استهدف المهاجمون صلاة الجمعة، ذلك الوقت المقدس للمسلمين». من جانبه، قدم رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، التعازي لشعب مصر وللرئيس السيسي، مدينا بأشد العبارات هذا العمل الوحشي الجبان، وقال: «أوروبا تقف تضامنا إلى جانبكم كما وقفتم معنا في الماضي، يمكنكم الاعتماد على دعمنا». وأعلنت الخارجية الروسية تضامنها الكامل مع قيادة مصر وشعبها في الحرب الصارمة ضد التطرف، معربة عن استعداد موسكو لزيادة التعاون مع القاهرة لمحاربة الإرهاب. وغرد سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة إيفان سوركوش على (تويتر) قائلا: «أدين هذا العمل الإرهابي الوحشي ضد المدنيين الأبرياء، وأؤكد مساندة الاتحاد الأوروبى لمصر في مكافحة الإرهاب»، في وقت استنكر فيه المتحدث باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدوين صامويل الحادث الإرهابي ووصفه بالمروع والجبان. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر لمكافحة الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديدا خطيرا لدول العالم أجمع. وفيما أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خالص تعازي الولاياتالمتحدة في ضحايا الحادث الإرهابي الغادر، طالب السيسي نظيره الأمريكي بضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب. تصفية المتورطين وعلى الصعيد الميداني، واصل الجيش المصري ملاحقة العناصر المتورطة في تنفيذ الحادث الإرهابي وقتل نحو 30 إرهابيا. وقال بيان رسمي للقوات المسلحة المصرية: بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة، وبالتعاون مع أبناء سيناء، قامت القوات الجوية على مدى الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية قاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية، والتي تضم أسلحة وذخائر ومواد متفجرة، كما تواصل القوات فرض طوق أمني مكثف لتمشيط المنطقة في محيط الحادث، للقضاء على باقي العناصر الإرهابية. وبحسب النيابة العامة ارتفع عدد الضحايا إلى 305 قتلى و128 مصابا، في الحادث الذي وقع على مسجد في محافظة شمال سيناء أمس الأول. من جانبهم، أعلن مواطنو سيناء عن ثقتهم الكاملة في قدرة الجيش والشرطة على الثأر لأبنائهم الشهداء، مؤكدين أن هذه الحوادث الجبانة لن تزيدهم إلا إصرارا وعزيمة على الوقوف بجوار أجهزة الدولة المصرية ومساندتها في حربها على الإرهاب الذي يطل برأسه على «أرض الفيروز» ما بين الحين والآخر.