لاشك أن «عاصفة الحزم» التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة تعد في حقيقتها من أهم العوامل الحيوية والرئيسية لحماية مستقبل المنطقة العربية وشعوبها، فانقاذ اليمن من براثن الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية يعني فيما يعنيه التصدي لمؤامرات كبرى تحاك في الخفاء ليس ضد الشعب اليمني وحده، وانما ضد شعوب المنطقة بأسرها لاسيما أن تلك الميليشيات الإرهابية متعاونة مع النظام الإيراني المصنف دوليا بأنه منظمة إرهابية تقوم بتصدير ثورتها الدموية إلى كافة دول المنطقة. التصدي بكل حزم وعزم لتلك الميليشيات يعكس أهمية التصدي لما وراءها من دفع إيراني يتمثل بوضوح من خلال تزويد تلك الميليشيات بالصواريخ الباليستية وغيرها من الأسلحة لشن عدوانها على المملكة التي تسعى مع بقية دول التحالف لنشر سحابات من الأمن والاستقرار في ربوع دول المنطقة، وابعادها عن شبح الإرهاب وويلاته المتمثلة في إرهاب الميليشيات الحوثية وإرهاب إيران وإرهاب حزب الله. ولا يمكن لأي متابع للأحداث التي تمور على أرض اليمن إلا الاكتشاف دون مشقة أو عناء أن عاصفة الحزم تسعى بكل تواصل ومثابرة إلى صون وصيانة مستقبل المنطقة العربية وشعوبها من تسلط الإرهابيين الذين اتفقوا على نشر الدمار والخراب والقتل في ربوع المنطقة واشعال فتائل الفتن والطائفية والكراهية والحروب فيها، فضرب الأمن بالمملكة من خلال اطلاق أحد الصواريخ الباليستية الإيرانية على الرياض يمثل في جوهره محاولة لاستعراض قوة خائرة غير قادرة على الصمود أمام ضربات قوات التحالف وتصميمها على تخليص اليمن ودول المنطقة من الإرهاب. دعم الإرهاب الإيراني للحوثيين بالمال والسلاح لن يجدي نفعا لتمرير المخططات الإيرانية الساعية إلى بسط نفوذ حكام طهران على دول المنطقة، ومحاولة ضرب الرياض بالسلاح الإيراني لم تعد إلا بنتائج معاكسة تصب في روافد الحق والشرعية المنتهجين من قبل قوات التحالف المصممة على دحر الباطل ومضاعفة تعزيز روح التعاضد والتآلف والتآزر بين أركانها. إن منهجية الحزم التي تمارسها المملكة وقوات التحالف تمثل أسلوبا سليما ومتعافيا للتصدي للأطماع والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، وتمثل أسلوبا صحيحا لمحاربة الإرهاب الذي تتزعمه إيران بوصفها الراعي الأول لظاهرة شريرة يواجهها العالم بأسره بمزيد من أساليب المكافحة للدفاع عن الأمن والسلم الدوليين من جانب، وللسعي إلى اجتثاثها من جذورها أينما كانت من جانب آخر. وتخطئ الميليشيات الحوثية ويخطئ النظام الإيراني ويخطئ حزب الله في تقدير حساباتهم ان ظنوا أنهم بأفاعيلهم الشريرة لتمرير مخططاتهم الإرهابية قد يمدون نفوذهم إلى دول المنطقة، فأراضي هذه الدول مازالت تغلي تحت أقدامهم وترفض عملياتهم الاجرامية لنشر الدمار والخراب والقتل فيها، فشعوبها تواقة دائما للعدل والحرية والاستقرار والأمن وماضية مع حكوماتها للتصدي للإرهاب وكبح جماحه والخلاص منه.