طرح عليَّ هذا السؤال بداية الأسبوع من قبل أحد مطوري الأعمال المتعاون معنا في تطوير وتقييم أسلوب إدارتنا وعملنا، السؤال كان من معدل قياس خمسة إلى واحد ما مدى جوع فريقك للمشاريع؟ خمسة جدا جائع ومتعطش وواحد هو أن الفريق متخم ولا شهية عنده للمزيد من الأعمال؟ بالطبع أخذت أفكر في عدة ثوان سريعا (ما هذا السؤال) ثم أجبت في الحقيقة بعضنا متعطش جدا والبعض شهيتهم معتدلة، فإجابني مباشرة لا عجب، فحجم المبيعات يدل على ذلك، وأخبرني أن الفرق الصغيرة يجيب أن يكون كل فرد فيها جدا متعطش للمزيد من الصفقات والمبيعات، وأعطاني تشبيها معروفا ودارجا ومهما في نفس الوقت، وهو أن مؤسستنا كالمركب وكل واحد فينا إما أن يسهم في إبحارها أو- لا سمح الله - غرقها إن لم يتعاون الجميع. حقيقة، خرجت من ذلك الاجتماع بدهشة مصحوبة بعزم وحماس على أن ننشر ونبث هذا المفهوم الذي يتناول أهمية التكاتف والتعاون للارتقاء بالأعمال، والذي يكفل استمرار المكان ألا وهو جانب النمو المالي. والسؤال الذي يطرح نفسه.. كيف للفريق كاملا أن يسعى في مجال قد يعتقد أنه من مسؤوليات المسوقين أو فرق الإدارة! والجواب يأتي بالطبع عن طريق مشاركة المؤسسة بنسبة من الأرباح للفريق المنتج؛ مما سيحفز الجميع للانطلاق والبحث عن المشاريع. فمن المتعارف عليه أن موظفي التسويق يتقاضون رواتب متوسطة مقابل عمولات ونسب ممتازة؛ مما يجعلهم يركزون جدا وبكل ما أوتوا من قوة على أن يجدوا المشاريع ويضخوا المزيد منها للشركات، وبالتالي لحصتهم التي ستزيد. وهذا أمر لا عيب فيه ولا مشكلة، وقد آن الأوان أن يفكر الجميع كيف أصبح مسوقا بالدرجة المميزة، وأن أنفع نفسي والمكان الذي أنتمي له، ففي المنظمات الناجحة الكل يسوق. وسأتحدث في المقال القادم الأسبوع المقبل عن طرق وسبل استقطاب المشاريع بإذن الله.