أكد سياسيان ل«اليوم» أن أمريكا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم تغيرت إستراتيجيتها نحو المنطقة بشكل عام ونحو إيران بشكل خاص وتسعى لتحجيمها والعودة لحلفائها التاريخيين لإعادة التوازن والأمن والاستقرار المفقودة في هذه المنطقة. وقال المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، عضو جمعية العلوم السياسية أ.سامي المرشد: «أمريكا بعد استلام الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم فيها تغيرت إستراتيجيتها نحو المنطقة بشكل عام ونحو إيران بشكل خاص، وهي تريد العودة للعمل مع حلفائها التاريخيين مثل المملكة لإعادة التوازن والأمن والاستقرار المفقودة في هذه المنطقة بسبب تدخلات إيران في دولها ومحاولة مد نفوذها. وأضاف: التصعيد الأخير من السعودية في مواجهة إيران وأذنابها وأجنحتها مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، حيث قامت أمريكا بدعمها بشكل واضح، فهي قد اعتبرت أن تسليح الحوثيين من قبل إيران خرق للقرارات الدولية وانتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن الإقليمي وطلبت من العالم أن يدينها ويتصدى لعدوانها على السعودية». وأوضح المرشد: «أمريكا تؤيد خطوات السعودية في الضغط على حزب الله في لبنان والتأكيد على تصنيفه كحزب إرهابي وأحد أذرع إيران الإجرامية، إضافة إلى أن أمريكا تريد أيضا إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى وإعادة صياغته لوضع قيود واضحة على إيران وربط ذلك في تصرفاتها في الإقليم وزعزعة أمنها واستقراره. وأشار المرشد إلى أن السعودية تعمل مع حلفائها للتصعيد ومجابهة إيران وأدواتها في المنطقة. وأكد أن هذه الخطوات وجدت تأييدا وتجاوبا من دوائر القرار الدولية مثل الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وستندم إيران كثيرا على استهدافها المملكة مباشرة بواسطة إطلاق الصواريخ من قبل عصابة الحوثي والسعودية ستسعى إلى طرد الميليشيا الإيرانية من كل الدول العربية بمساعدة المجتمع الدولي». من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي د.مجاهد بن حامد الرفاعي: إن «إيران والحوثيين لا يريدون أن يلعبوا ضمن قواعد اللعبة السياسية، أي (تأخذ، وتعطي، وتتفاوض) وإنما تسلك منهج (المراوغة، والمكايدة) لكسب الوقت من أجل إتعاب الثوار، واختراق صفوفهم وإسقاط الثورة من داخلها، ولكن الأمر الذي بحاجة إلى تفسير هو سبب إحجام الدول العظمى والقوى السياسية الكبرى حتى الآن عن التدخل الدولي الإنساني لوقف الانتهاكات المتزايدة في سوريا، واليمن.. وإيقاف إيران، والحوثي عند حده؟! رغم أن هذه الدول قد تدخلت في دول أخرى تعرض مواطنوها لأقل بكثير مما يتعرض له الشعب اليمني.. وتكتفي للأسف بإرسال بعثات مراقبة ولجان تقصي حقائق تنتهي إلى غير ذي جدوى». وأضاف الرفاعي: مآرب إيران في المنطقة معروفة والمشهد الأخير من مشاهد الاستثمار النكد. وزاد: والخطر الذي فتح أسواقه اللاعب الإيراني الفارسي المعمم، وأغرق بمهارة وذكاء قوى إقليمية ودولية في متاهاتها وأخاديد استثماراتها الماكرة، وأخذ هذا اللاعب الفارسي عبر تحالف خطير مع اللاعب الدولي الخبير الماهر الصهيوني، يحرك مسارات البورصة اليمنية السياسية بمهارة وحذاقة يتنقلون بها من مشهد إلى آخر، فيما الآخرون يلهثون وراءهم بكل سذاجة وتفاصح سياسي أبله، حتى إذا ما تعبوا وأنهكوا بادروهم بمشهد حراك استثماري جديد. وأكد الرفاعي: والمشهد الخطير والسلعة الاستثمارية المغرية في البورصة اليمنية اليوم هي مشروع تشكيل (الجيش الوطني الحوثي) لتطهير ساحات اليمن (حسب زعمهم) من بنادق تشكيلات عصابات القاعدة، وغيرهم من الإرهابيين الوطنيين (الشرعية). وكذلك لقطع الطريق على المتعصبين، والعشائريين، والرجعيين من اليمنيين الطامعين بعودة اليمن إلى عهود الظلام والتخلف. وشدد على أن هذا المشهد يغري قوى إقليمية ودولية كثيرة مثلما يغري العقلاء والحكماء من أولي النهى والبصيرة والفكر من كل ملة وثقافة ودين ممن يطمعون أن تسود المجتمعات البشرية ثقافة الوسطية والحكم الرشيد. ماجد الرفاعي