يضم المنتخب السعودي المشارك في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت (19) عاما لكرة القدم، عددا من اللاعبين المتميزين، الذين يمتلكون المهارات الفنية والبنية الجسمانية، التي تؤهلهم لمقارعة أفضل المنتخبات على الصعيدين الآسيوي والعالمي، وذلك في حال توافر البيئة الخصبة، القادرة على مساعدتهم في الارتقاء بمستوياتهم الفنية والبدنية خلال السنوات القليلة المقبلة. وبالنظر إلى تشكيلة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، فإن نسبة ليست بالقليلة من اللاعبين المشكلين للقائمة الرئيسة الحالية، سيكونون في ختام مشوارهم الدولي على أقل تقدير خلال ال(4) أو ال(6) سنوات المقبلة، بالنظر لعوامل عديدة منها التقدم في العمر، والتعرض للإصابات، إضافة إلى الحاجة الدائمة للتجديد في قائمة أي منتخب على مستوى العالم، عقب كل تلك السنوات، من أجل الإبقاء على التوهج، والرغبة في تحقيق المزيد من الانجازات. الحديث عن الحاجة للتغيير المستمر، لن يستثنى منه الأخضر السعودي، حيث سيكون بحاجة ماسة للتجديد عقب كل تلك المدة الطويلة، لكن وسط مخاوف كبيرة من قدرة الجيل القادم على مواصلة الأمجاد، التي بناها الصقور. ومع انطلاق منافسات التصفيات الآسيوية الحالية، التي يستضيفها استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، فإن كل تلك المخاوف باتت من أحاديث الماضي، عقب أن رأى الجميع القدرات الحقيقية للاعبي الأخضر الشبان، حيث يمتلك المنتخب السعودي الشاب العديد من الأسماء المتميزة، التي تمكن المدرب الوطني الرائع خالد العطوي من توظيفها بالشكل المطلوب، حتى باتت تمثل المستقبل الحقيقي للكرة السعودية، بغض النظر عن تأهلها لنهائيات كأس آسيا من عدمه. الكرة السعودية أصبحت تملك مجموعتين قادرتين على تعويض اعتزال أو ابتعاد نجوم الأخضر الكبير، احداهما تلك التي عمل عليها الثنائي الوطني المتميز سعد الشهري وصالح المحمدي، اضافة لمدرب الحراس الوطني الرائع أحمد البحيري، وتمكنت من الحصول على وصافة البطولة الآسيوية للشباب، والوصول لدور ال(16) في مونديال الشباب، والأخرى هي مجموعة خالد العطوي الحالية. وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المجموعتان، فإن عاملا مهما جدا، قد يكون جيل المستقبل بحاجة ماسة له، من أجل الانطلاق بشكل أكثر قوة، وبالتالي تحقيق طموحات المملكة المتعلقة برؤية «2030». هذا العامل، هو بالتأكيد الحصول على الثقافة الحقيقية لما يعنيه «الاحتراف»، ولذلك فإن برنامجا خاصا ومدروسا يجب تنفيذه، خلال الفترة القريبة المقبلة، من أجل ضمان احتراف عدد كبير من لاعبي الجيل القادم في عدد من الدوريات الأوروبية، من أجل الوصول لمرحلة المنافسة العالمية، وهو ما يبدو أن معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ عازم على تنفيذه، حيث بدأ ذلك بشكل فعلي، من خلال اخضاع لاعب المنتخب السعودي أحمد الفريدي، كمرحلة أولى، لبرنامج اعدادي خاص في نادي مانشستر يونايتد الانجليزي. فهل تزدهر كرة القدم السعودية، وتنتقل لمستوى المنافسة العالمية من خلال تواجد جيلها القادم في أقوى الدوريات الأوروبية؟