يحملُ كلٌ منا في يده جهازًا متعدد المهام، وأصبح بعضنا مراسلين متطوعين ينشرون ما يرصدونه في طريقهم، ويوصلونه للناس أسرع من المراسلين المحترفين، ولكن الوعي بخطورة الوقوع في مخالفات يعاقب عليها النظام لا يزال ضعيفا لدى كثيرين، وهو ما قد يعرض لمخاطر غير متوقعة. تم - في الأيام الماضية - تداول تسجيل لمشاجرة في الطريق العام «خريص/الأحساء» بين مسافر وثلاثة من أصحاب الإبل، كانوا قد تسببوا بإغلاق الطريق، وتعطيل سير المركبات، وتم القبض عليهم بحسب توضيح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية. تسبب بعير بوفاة شاب في مقتبل العمر من أبناء الخفجي - في غرة شعبان من العام الماضي - وهو عائد ليلًا إلى أسرته من الجبيل على الطريق الجديد الذي يربطها بطريق «أبو حدرية» وهو طريق حديث بمواصفات عالمية، ومجهز بأعلى معايير السلامة المرورية، ومحميٌ بسياج قوي غير نافذ. مضت ستة أشهر على وقوع الحادث، ولم يقدم مالك البعير إلى النيابة العامة، رغم وجود العلامات الدالة عليه «الوسم»، ورغم متابعة والد المتوفى للملف لدى إدارة مرور الجبيل! من الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن: كيف دخل ذلك البعير إلى الطريق العام مع وجود السياج القوي؟ وهل كان الدخول بسبب بشري ناتج عن إهمال من العاملين في الشركات التي لها بوابات خاصة عبر السياج؟ وما سبب تأخر إدارة مرور الجبيل في القيام بمسؤوليتها بتقديم مالك البعير إلى النيابة العامة كل هذه المدة؟ أليس من واجب الإدارة التحقيق في الحادث ومعرفة المتسبب - فردًا أو جهةً - وإحالته إلى النيابة العامة؟ ألا توجد لدى الإدارة العامة للمرور إحصاءات دقيقة بعدد الحوادث التي تتسبب بها الإبل كلَّ عام؟ وما الحلول العملية الواجب الأخذ بها؛ لوقف سيل الدماء على الطرقات؟. قرأت - منذ أكثر من ثلاثين سنة - اقتراحًا لطالب جامعي في إحدى صحفنا بضرورة إلزام ملاك الإبل بوضع أشرطة فسفورية عليها؛ ليتمكن الناس ليلًا من مشاهدتها على بعد كافٍ؛ ولتلافي الاصطدام بها، وليته يطبق الآن أو ما يقوم مقامه، يقولون: «أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي أبدًا». لمساعدة الإدارة العامة للمرور في التعرف على ملاك الإبل تستطيع وزارة البيئة والمياه والزراعة إلزامهم بوضع شريحة تعريفية (microchip) - كما هو مطبق على الخيول عالميًا - وقد تم تطبيقها على الإبل المشاركة في السباقات بدولة الإمارات العربية المتحدة - يتم غرسها تحت الجلد في رقبة الحيوان - وهي تتيح القراءة الإلكترونية للبيانات عبر الرقم الخاص الموجود فيها. وقفة: تنتظر مدير الإدارة العامة للمرور مسؤولية عظمية، ومهام جسيمة في هذه الفترة التي يجري فيها الاستعداد لتمكين المرأة من قيادة السيارة.