يبالغ البعض في الترهيب والتهويل من دور مواقع التواصل السلبي دون ذكر ايجابياتها، فهي وسيلة إعلامية مثل غيرها من الوسائل، وهي سلاح ذو حدين، إذا استطعنا استخدامها بالشكل الصحيح فسنستفيد من خصائصها المتعددة ونتجنب استخداماتها الخاطئة التي تهدر الوقت والمال، لا ننكر أن لوسائل التواصل جوانب إيجابية في توعية المجتمع وتأثيرا بارزا على كافة الجوانب الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، إلا أن هناك جوانب سلبية أخرى لهذه المنصات أبرزها تنامي ظاهرة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تصدر التافهون والسذج المشهد الإعلامي بينما تراجع دور المصلحين والأكاديميين والمتخصصين. ولتنامي خطر هؤلاء الحمقى على المجتمع انتشرت في الغرب وخاصة في أمريكا حملة توعوية تحت عنوان Stop making stupid people famous وتعني «توقفوا عن إشهار الحمقى» وقد بدأت في شبكات التواصل وتهدف إلى توعية المجتمع بعدم متابعة مشاهير مواقع التواصل السلبيين، ومقاطعتهم لأن زيادة المتابعين لهؤلاء السذج تصنع منهم مشاهير. لقد بدأت هذه الظاهرة تنتشر في مجتمعنا فرأينا بعض هؤلاء مشاهير توتير وسناب ويوتيوب هم من يتصدر المشهد الإعلامي وينشرون البذاءات والسلوكيات غير الهادفة ومع ذلك وصل عدد متابعيهم للملايين، ووصل متابعو أحدهم 500 ألف حينما أجرى دردشة بذيئة مع فتاة أمريكية، وقد قالت الفتاة إن عدد متابعيها وصل لمليون متابع أكثرهم من الشرق الاوسط، وهناك مسلسل للأطفال على اليوتيوب حقق مشاهدات عالية مع أنه ينشر ظاهرة «الدرباوية» التي تستهوي المراهقين. لا يقتصر خطر هؤلاء الحمقى في تعزيز السلوكيات السيئة في المجتمع، بل يتعدى إلى التأثير على صغار السن الذين هم أكثر استخداما لوسائل التواصل في سناب شات وفي يوتيوب وغيرهما من وسائل الإعلام الاجتماعي. بل تعدى الأمر إلى تقليد ما يقوم به مشاهير سناب الذين يروجون لمنتجات رديئة وسلوكيات هابطة، وللأسف المجتمع هو من يشهر هؤلاء من خلال متابعتهم وجعلهم نجوما، مما يجعل الشركات التجارية تستخدمهم في ترويج منتجاتها وبرامجها المتنوعة ويتم خداع المتابعين بما يسمى التسويق غير المباشر. يجب ألا نعمم على جميع مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك مؤثرون إيجابيون يهدفون إلى توعية المجتمع ويقدمون نصائح، كل في مجال تخصصه مما يسهم في الالتزام بالقيم ونشر الإيجابية. وفي اعتقادي أن الدور المهم يقع على عاتق القطاعات الحكومية كوزارة التجارة والعمل للحد من تجاوزات مشاهير سناب الذين يستنزفون جيوب البسطاء. كما أن الجهات الإعلامية والجمعيات المتخصصة والدعاة والأكاديميين وأصحاب المبادرات الإعلامية ينبغي أن يقوموا بالتوعية والتثقيف للحد من تنامي ظاهرة هؤلاء المشاهير.