بعد ورود الكثير من الاستفسارات حول رأيي وموقفي من القضية القطرية التي ينبغي أن نطويها، أشرككم به بمنتهى الموضوعية. كلنا نحب قطر كدولة ونحب الشعب القطري، وقبل أن يأخذنا سياق الطرح في التفاصيل لنتفق على المبادئ والخطوط العريضة، السعودية ماضية وستمضي في اقتلاع الإرهاب من منطقة الخليج والمنطقة العربية مهما بلغت التضحيات البشرية والمادية. حرص القيادة السعودية على الشعب القطري لم يخل من أي قرار تم اتخاذه بعد مخالفة قطر الصريحة لمسودات الاتفاقيات الخليجية وتعطيل تطبيقها، ولا يتمنى أحد من شعوب الخليج، وخصوصا السعوديين، أن يصل الحال بقطر لما هي عليه الآن. إن الخسائر المتتالية التي مرت بها قطر بعد سنوات من العمل قد لا تكون الأخيرة وأهمها عسكريا انكشاف وضعف الدولة بعد الانسحاب من التحالف العربي الإسلامي الشرعي في اليمن، وثقافيا خسارة قطر انتخابات المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وخسائر اقتصادية وتنموية ورياضية مؤثرة ستتوالى لما بعد 2020م. ولن أتحدث عن خسارة المصداقية الاعلامية فقطر خسرتها منذ افتتاح قناة الجزيرة وتمويل عدد من البيوت الاعلامية بكل اللغات للنيل منا، ولكني اتحدث عن الاسفاف الاعلامي القطري المرئي والمسموع واستخدام كل وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة السعودية كدولة، وعلماء، ومنجزات، ومؤسسات، وأفراد، وتدويل قضايا المرأة السعودية في الخارج. وتواطؤ الرسامين والاعلاميين والسياسيين للنيل من السعوديين، وتهييج الشارع بملفات البطالة، وتسييس ومحاولة تدويل الحج، ولماذا لم يتم تحريك هذه الهالة الاعلامية بإيجابية التعاطي مع الأزمة الخليجية واحتوائها، بدلا من اغراق الجميع بملفات تقارب ما تم بثه بزعم الاختراق! ولنكن منصفين فالمراهقة الاعلامية والتخبط السياسي زادا من فتيل الأزمة، ووضعا الجميع أمام فكرة أن «قطر لا تعرف ماذا تريد» وهذا غير صحيح، (فقطر تعرف ماذا تريد لكنها لم تدرك بعد استحالة تنفيذه) وهو اضعاف المنظومة الخليجية إيذانا بتقسيمها. والدليل على هذا هو شروع قطر السريع في تحريك اتفاقياتها مع تركيا وايران ودخول القوات العسكرية لها، والتي أشبه ما تكون في وضعها الآن لقطر المختطفة أو المحتلة، اذ لم يعد هناك أي فرق بينها وبين سوريا أو العراق، وقد تمارس عليها هذه الدول مستقبلا دور الوصاية ناهيك عن الجباية المفروغ منها. ألم تدرك الدبلوماسية القطرية بعد 42 رحلة خارجية، زيارة 19 دولة، لقاء 62 شخصية و93 اجتماعا وملايين الريالات المهدرة والكثير من خيبات الأمل لقيادتها بعد رحلات مكوكية، أن التجربة القطرية باتت درسا مؤلما لكن عمليا لكل العالم وأن السعودية هي العمق المؤثر في قرارات وسياسات الكثير من الدول، وأن حكمة الحل والعقد بيد والدنا خادم الحرمين الشريفين، وأن الخليج هو بيتنا.