اختصر وزير الخارجية عادل الجبير الموقف السعودي من دعوة حكومة قطر بتدويل الإشراف على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بأنه إعلان حرب، ونضيف بأنه آخر ما تبقى من أمل لعودة قطر إلى حضنها الخليجي، والخروج من أزمتها إلى مبادرة قبول بالمطالب المشروعة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب. السؤال: كيف تجرؤ قطر على مطلب مرفوض، ويمس السيادة السعودية، ويعلن العداء المباشر معها، ويبرهن على انحيازها إلى مطالب إيرانية سابقة بتسييس الحج؟، ثم من هي قطر حتى تطالب بالتدويل؟، وما تأثيرها؟، وماذا تريد أن تصل إليه؟، وكيف تحلم مثلاً أن تشرف على الحج وعدد شعبها لا يكفي لخدمة ضيوف الرحمن؟، هل هو عبط سياسي أم ضجيج إعلامي لتبرير موقفها المخجل مع شعبها بمنعهم من الحج، واتهام المملكة كذباً وزوراً أمام الأمم المتحدة؟. كل مسلم يدرك أن خدمة الحجاج هو شرف الدهر للمملكة ملكاً وشعباً، وقلوبنا قبل حدودنا مفتوحة لهم، وهو شرف نعتز به، ونبذل الغالي والنفيس لتحقيقه، والسهر عليه، وشهادة المسلمين من كل مكان كافية للرد على التطاول القطري، كما أن المشروعات العملاقة في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة شاهد آخر على حسن الرفادة والرعاية. قراءة الموقف القطري من تسييس الحج أكبر من شعيرة دينية تؤدى في أيام معدودات، ولكنه عار يكتبه التاريخ على الدوام من أن دولة خليجية تشكك في دور المملكة تجاه خدمة ضيوف الرحمن، وتشتكي ظلماً وعدواناً أمام المنظمة الدولية بمنع حجاجها، وهي من تسبب في المنع، والشواهد مثبتة. حكومة قطر تعرّت أكثر أمام الرأي العام الإسلامي، وفقدت مشروعها الذي ناضلت من أجله عقدين من الزمن، ولم يعد لها احترام أو قبول أو تعاطف، وأصبحت معزولة ليس في جزيرتها، وإنما في خطابها، وإعلامها، وسياساتها المشبوهة والمضللة. أزمة قطر شيء وتسييس الحج شيء آخر، ولا يمكن السكوت على هذا التطاول، مهما كلّف الأمر؛ فإذا كنّا لا نقبل أن يكون بين دول الخليج دولة ترعى الإرهاب وتموّله، وتهدد جيرانها بفئة مأجورة تحتضنها وتدعمها؛ فإننا أيضاً لا نقبل أن يكون بيننا من يشكك في مواقف وخدمات المملكة تجاه الحرمين الشريفين، وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار. لم يعد هناك خط رجعة مع حكومة الدوحة بعد تسييس الحج، وتصعيد موقفها العدائي ضد المملكة، والرد الذي نحتفظ به –كما يقول عادل الجبير- يفترض أن يكون بتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وتركها تسيّس المجهول والفوضى والمأجورين كما تريد.