■ بحت أصواتنا وجفت أقلامنا ونحن منذ زمن طويل نطالب بالعدالة والنزاهة في الرياضة، وننشد الشفافية والصراحة والوضوح حول بعض القضايا والقرارات التي تم اتخاذها لإزالة اللبس وكشف الغموض، ووضع النقاط فوق الحروف بدلا من ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للتأويلات والاجتهادات التي جانبها الصواب.. ■ في سنوات مضت وحتى الموسم الفائت تابعنا عدة قضايا رياضية مهمة ومعقدة، ومع أنها تحولت إلى قضايا رأي عام في ذلك الوقت، إلا أن المعني بالأمر لم يكلف نفسه بكشف أدق تفاصيلها للوسط الرياضي، بل إن بعضها اندثر وبات في طي النسيان، ومن ذلك قضية الرشوة التي فجرها حارس مرمى نجران جابر العامري عام 2011 وكان طرفاها نادي الوحدة ولاعب الأهلي المعار لنجران تركي الثقفي، وكذلك القضية المماثلة التي فجرها لاعب الدرعية علاء مسرحي عام 2015 متهما فيها نادي القادسية بالرشوة.. ■ أيضا من تلك القضايا توقيع النجم الدولي السابق عبيد الدوسري لفائدة النصر قبل أن يُبلغ اللاعب بالاستمرار مع ناديه الوحدة، وهو ما أكده اللاعب في حوار تليفزيوني أشار من خلاله إلى أنه فوجئ ببقائه في الوحدة دون معرفة السبب حتى هذا الوقت، ولم يعوض من ناديه أو حتى يسمع كلمة شكر.. ■ لا شك أن القضايا التي كانت تحتاج إلى متابعة دقيقة وحزم وحسم وفق النظام كثيرة ولا تكفي هذه المساحة لسردها، هذه القضايا كان آخرها، الاحتجاج الذي تقدم به الأهلي في الموسم الماضي ضد الهلال الذي أشرك اللاعب السوداني جاسر حامد -مواليد السعودية- مع فريق درجة الشباب رغم تجاوزه السن المسموح بها، بحسب ما تضمنه احتجاج الأهلي الذي أكد بالمستندات أن اللاعب من مواليد يناير 1992 وعمره 25 سنة، ولكن هذا الاحتجاج تم قبوله شكلا ورفضه موضوعا، في الوقت الذي أبعد فيه الهلال اللاعب القضية عن صفوف الفريق الذي توج بلقب دوري الشباب.. ■ وفي الفترة القليلة الماضية أحدث معالي تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة حراكا رياضيا غير مسبوق، نفض من خلاله الترهل والوهن، الذي أصاب رياضتنا ووضع حدا للفوضى التي كانت تسيطر على مفاصلها، ولعل القرارات الشجاعة التي طالت عددا من أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارات الأندية ومسؤوليها، تؤكد أن زمن الفوضى والعبث ولى بلا رجعة.. ■ هذه القرارات التصحيحية التي أشاد بها السواد الأعظم من الرياضيين إن لم يكن جميعهم، أقلقت مضاجع المتهمين وأصابتهم في مقتل، فما كان من البعض إلا اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي وبث مقاطع فيديو ادعى من خلالها المظلومية في محاولة يائسة لاستعطاف جماهير ناديه، مع ان تحويلهم لهيئة الرقابة والتحقيق كان مبنيا على اعترافات واضحة من البعض ومستندات ووثائق لا تقبل التزييف تُدين البعض الآخر.. ■ أما التبريرات التي ساقها بعض المتهمين في مقاطع الفيديو أو من خلال الظهور عبر القنوات للدفاع عن أنفسهم وتلميع صورتهم، فقد دفعت معالي تركي آل الشيخ إلى الخروج الفضائي عبر برنامج -أكشن يا دوري- لتفويت الفرصة على الجميع بما فيهم اصحاب الحملات الممنهجة ضد قراراته، وتفنيد التهم المنسوبة لكل متهم على حدة، ووضع حد لحالة الهرج والمرج التي صاحبت بعض القرارات، مؤكدا أنه خادم لكل الأندية وليس عدوا لها، في إشارة واضحة إلى أن العدالة والنزاهة والشفافية ستكون شعار المرحلة المقبلة وعنوانها.. ■ معالي آل الشيخ قال في ثنايا مداخلته «اللي فات ما مات»، هذه العبارة التي تحمل في طياتها الكثير، منحتنا بقعة ضوء ومساحة من التفاؤل لفتح الكثير من الملفات والقضايا التي يأتي أبرزها قضية الشيك الذي استلمه اللاعب عوض خميس من الهلال على أنه سُلفه ولم يصدر بشأنه أي قرار..