ينفرد فريق الهلال بأنه لا يواجه الأندية المنافسة وحدها داخل الملعب فقط.. حيث يواجه فرقها الكروية داخل الميدان ومسئوليها وجماهيرها وأعضاء شرفها خارجه.. فالجميع يتدخل في كل شأن هلالي ويضعون أنفسهم الخصم والحكم في آن واحد.. والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة ففي الوقت الذي لا يتحدث فيه مسئولو الهلال سوى عن فريقهم وما يتعرضون له من ضرر نجد الآخرين يتحدثون عن الهلال أكثر مما يتحدثون عن فرقهم.. حيث يسعون بتوجيه العقوبات والمشاركة بها وإقرارها عياناً بياناً ودون خجل أو حياء. وعلى سبيل المثال كلنا نتذكر كيف هبَّ رئيس النصر إعلامياً مطالباً بإلغاء عقد المدرب الهلالي السابق كوزمين والتدخل الصارخ في عمل ومسئوليات لجان اتحاد الكرة ومسئولياتها، ثم خرج مرة أخرى باتهام لاعبي الهلال بالمنشطات وهم في صفوف المنتخب الوطني متحدثاً عن وثائق لا تمت للواقع بصلة في تشويه لسمعة نجوم الهلال في منتخب الوطن، وقبل ذلك يخرج عضو شرف نصراوي متهماً ويلهامسون بالمنشطات ومطالباً بمعاقبته لإرضاء تعصبه ومشاعره الكارهة للهلال.. حيث يتحدثون عن الهلال وكأنه قضايا عامة يبدون من خلالها آراءهم ويصدرون من خلالها أحكامهم دون اعتبار للحدود التي يجب ألا يتجاوزوها في الحديث عن الآخرين الذين لهم نفس الحقوق لدى الجهة المسئولة عن الرياضة السعودية وهي هنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة ولجانه.. وبعد لقاء الهلال بالوحدة خرج رئيس النادي الأهلي مطالباً بعقوبة خاصة للاعب الهلال الروماني رادوي حتى لا يتمكن من اللعب أمام فريقه.. هكذا صريحة أبعدوه عن مباراتنا حتى نفوز (!!).. ولم يكتفِ هؤلاء بذلك، بل تعدوه إلى ضرب الأمثلة والاستشهاد في محاولة للضغط على الجهات المعنية لإصدار قرار الإبعاد وتسهيل المهمة في حين نجد لاعبي الأندية الأخرى يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب ويفعلون ما يريدون فقط لأنهم ليسوا هلاليين. ** حقيقة أمر غريب أن تصل الحال لهذا الحد وأن تتحول العقوبات لحالات إرضاء لهذا الشخص أو ذاك في الوقت الذي لم يسبق أن طالب الهلاليون فيه بإيقاف أو معاقبة أي شخص بعد حادثة معينة ليس الهلال طرفاً فيها واكتفى الهلاليون بالدفاع عن ناديهم في حالات استشهاد عديدة تؤكد أن معاملة الهلال يجب أن تتم وفقاً لمعاملة الأندية الأخرى ولاعبيها.. ولم يبادر الهلاليون إطلاقاً في التدخل بشئون الغير أو المطالبة بإيقاف لاعبيهم أو معاقبة مسئوليهم عند التجاوزات وما أكثرها، فالهلاليون دائماً في حالة دفاع أمام هجوم الآخرين الذين للأسف يجدون تجاوباً يشجعهم على ممارسة هذا الدور والتدخل والمطالبة لتتحقق مطالبهم سريعاً بوجود عينات من المسئولين الذين أنيطت بهم مسئولية العدالة والنزاهة والبعد عن الاستهداف والاستقصاد. وفي حالة رادوي لم ينكر الهلاليون أحقيته بالطرد على الرغم مما تعرض له من استفزازات مباراة بعد أخرى.. بل إن لاعب الوحدة المغربي عصام الراقي صرح بعد المباراة بأنه وضع يده على وجه رادوي احتجاجاً على دخوله العنيف ضد زميله وكأن وجه رادوي ليس تابعاً له وأنه حق متاح للاعب المغربي ليفعل به ما يشاء مستغرباً من ردة فعل اللاعب الروماني وكيف أنه ضربه لمجرد وضعه ليده على وجهه (!!). حتى إن حكم المباراة لم يلفت نظر اللاعب الوحداوي أو حتى يعتبر ما فعله مشيناً يستحق البطاقة يتفق الجميع على أن ما فعله رادوي خطأ لكنه يظل بشراً مثله مثل اللاعبين الآخرين معرضاً للخطأ والصواب لكنه تحت مسئولية الحكم الذي يجب أن يحمي اللاعبين جميعاً وأن يعاملهم سواسية، فالخطأ ضد رادوي أيضاً خطأ ليس مقبولاً من الحكم لتجاهله أو التغاضي عنه. أما إذا أردنا الحديث عن الحالات التي حدثت في المباريات السابقة منذ بدء هذا الموسم ولم تتخذ حيالها لجنة الانضباط أي عقوبة فحدث ولا حرج، بل إن أغرب حالات العقوبات كانت ضد الهلال ولن يكون آخرها إيقاف الصويلح بعد لقاء الأهلي العام الماضي في كأس الأمير فيصل بن فهد بعد حركة عادية جداً لا تستحق حتى الإنذار وإيقاف لاعب الأهلي الجيزاوي عن خطأ في مباراة قبل مباراة الهلال، صحيح أن ذلك حدث من لجان سابقة لكن هذا الموسم شهد حالات انفلات أهلاوية أبرزها إشهار النقود واتهام الحكام بالرشوة واحتكاك الجيزاوي نفسه ومعه بعض الأهلاويين بالحكم الفرنسي الذي قاد لقاء الأهلي بالنصر ومرت مرور الكرام ليأتي رئيس الأهلي ويطالب بإيقاف رادوي ويستشهد بحادثة السهلاوي قبل موسمين. لمسات حضور جماهيري متواضع في لقاء الشباب بالنصر والهلال والوحدة والسبب برمجة المباراتين في يوم واحد وإقامتهما يوم السبت الذي يشهد العديد من المباريات في المسابقات الأوروبية التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة! المباريات القادمة حاسمة لجميع الفرق وحضور الحكم الأجنبي فيها أصبح مطلباً مهما اختلفت مستويات الفرق لأن المنافسات أكبر وأقوى من قدرات الحكام المحليين. على لاعبي الهلال مسئولية كبيرة في القادم من المباريات إذا ما أرادوا الفوز باللقب الأهم بطولة الدوري وكذلك الفوز بكأس ولي العهد.. لأن الواضح أن معظم اللاعبين توقفت مستوياتهم عند حد معين لن يكون كافياً لتجاوز المباريات الصعبة القادمة! لجنة الانضباط الجديدة ورغم تخبيصات أحد أعضائها إعلامياً ما زالت حتى الآن منضبطة في التعامل مع الحالات التي يثار حولها جدل إعلامي مصطنع وبالتأكيد فإن وجود الهلال طرفاً في الأحداث سيكشف للجميع مدى صمود هذا الانضباط وحقيقته! مجرد حصول رادوي على بطاقة صفراء يعد كافياً للبعض ليحتفل به مصفقاً فما بالك بحصوله على بطاقة حمراء وخروجه مطروداً.. أعتقد أن هذا منتهى الطموح بعد أن كان الأمل خروجه مصاباً!! الحكم البلجيكي الممتاز الذي أدار مباراة الهلال والاتحاد ونجح في إيقاف الخشونة خلالها لم يرضَ من تعصب أحد الحكام السابقين الذي تحدث بتوتر أكثر من الاتحاديين أنفسهم.. فكيف نتطور والوسط الرياضي يتفق على نجاح الحكم باستثناء أحد المسئولين المتعصبين؟!