الاعتداء على المعلم بالفأس مؤخراً والذي نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن الأول ولن يكون الأخير إذا لم يُحسم الأمر، وتُتخذ إجراءات سريعة. شيء مؤسف حقاً، المعلمون ورثة الأنبياء قال عنهم رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام: «إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةُ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر». هذا الأمر يحتاج لدراسة مكثفة من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم لمعرفة الأسباب. كيف يجرؤ طالب أو غيره على من كُرم بحمل رسالة مقدسة، خاصة المعلم الرسالي الذي يعي دوره تماماً، ويتحرك بدافع ذاتي معتبراً مهمته عبادة، لا تنتهي بالتقاعد ولا بنقله إلى مكان آخر. فالمعلم ليس بناقل للمعلومة فقط، ولكن مؤدب ومهذب بالحكمة، وإن قسا مرة فقسوة أبوية يريد بها الخير لأبنائه، فلا يجب أن يُفهم بالعكس. أعتقد أن خبرتي التربوية الطويلة كمديرة مدرسة تعطيني الحق في الحديث في هذا الموضوع بأمانة، توجد أسباب كثيرة أهمها: جرح المعلم كرامة طالب معين وتحطيمه نفسياً ومعنوياً، وقتل ذاته الإنسانية في الفصل دون مراقبة الله، وردة الفعل تكون أحياناً أعظم من الفعل نفسه. الواقع اليوم بالفعل يحتاج إلى تصحيح من قبل كل جهات الاختصاص، والاعتداء على المعلمين لا يبرره مبرر، وأقسى العقوبات أرجو تطبيقها على المعتدين.