انتزعت القوات العراقية السيطرة على مدينة كركوك التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد أمس الاثنين؛ بدون قتال، فيما كشفت القيادة العامة لقوات البيشمركة في كردستان العراق في وقت سابق أمس، أن هجوم ميليشيا الحشد الشعبي والقوات العراقية كان بقيادة الجنرال الايراني اقبال بور من الحرس الثوري، وبأسلحة امريكية متطورة، متوعدة بالرد على العدوان والدفاع عن شعب كردستان. واتهمت البيشمركة فصيلا من الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو أحد حزبين سياسيين رئيسيين في كردستان العراق «بالخيانة» لمساعدته بغداد في العملية. يأتي ذلك مع إعلان قيادة شرطة محافظة كركوك، في وقت لاحق أمس، بعد سيطرة القوات العراقية على المحافظة، تطبيق حظر التجوال في المدينة من السابعة مساء إلى السادسة من صباح اليوم الثلاثاء. حظر التجوال وقال العقيد افراسيو قادر ويس «إن شرطة كركوك تسيطر على الوضع الأمني، وعلينا ضبط النفس والحكمة بغية منع العناصر الإجرامية من الإخلال بالأمن»، مضيفا «أن قوات الجيش العراقي لديها أوامر صارمة للحفاظ على كرامة جميع المواطنين من أهالي كركوك، ومعاقبة أي شخص يقوم بالترويج لأي فتنه طائفية ولن تتدخل قوات الجيش بأمور المدينة». حسب قوله. من جهته، قال وزير البيشمركة وكالة، كريم سنجاري «إن الاكراد لن يسكتوا وسيدافعوا عن أرض وشعب كردستان»، وأضاف خلال اجتماع موسع مع التحالف الدولي: «إن الوضع الذي افتعله الحشد الشعبي في كركوك لن يبقى على حاله». في غضون هذا، قال التلفزيون العراقي الحكومي «إن القوات العراقية استعادت السيطرة بشكل كامل على مقر شركة نفط الشمال بالإضافة إلى حقل باباكركر النفطي ومطار كركوك العسكري وأكبر قاعدة عسكرية في كركوك والتي كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية». وأفادت قيادة العمليات المشتركة في بيان «أكملت قوات جهاز مكافحة الإرهاب اعادة الانتشار في قاعدة كيه 1 بشكل كامل» في شمال غرب مدينة كركوك، بعد ثلاث سنوات من استيلاء قوات البيشمركة عليها في أعقاب سقوط الموصل بأيدي داعش.. في المقابل، توعدت القيادة العامة لقوات البيشمركة في ردها على سيطرة القوات العراقية، أن الحكومة العراقية «ستدفع ثمنا باهظا» لحملتها على المدينة. ميليشيات الحشد وفي شأن الميليشيات الطائفية ودورها في المعركة، قالت قيادة البيشمركة «إن الهجوم الذي شنته القوات العراقية والحشد الشعبي والقوات المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، يعد انتقاما من شعب كردستان الذي عبر عن إرادته الحرة، وانتقاما من اهالي كركوك لمواقفهم البطولية»، وأشارت إلى «أن بعض القيادات التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني - فرع جلال طالباني - قاموا بإصدار الأوامر لقطاعات البيشمركة في بعض المحاور بالانسحاب، ما سهل على القوات المعتدية التقدم باتجاه كركوك». وأضافت «نعلن للجميع ان ميليشيات الحشد هاجمت كركوك بأسلحة أمريكية ومدرعات ابرامز الأمريكية، وأسلحة متطورة من دول التحالف، تلك الاسلحة التي زودت بها القوات العراقية بذريعة محاربة داعش». وقالت «على الرغم من خيانة البعض والتآمر بين الحكومة العراقية والحرس الثوري، فإننا سندافع عن شعب كردستان ولن نسمح بتمرير هذا العدوان السافر»، مطالبة جميع أبناء شعب كردستان، ب«الدفاع». وكانت ميليشيات الحشد الطائفي الموالية لإيران؛ تهدد بغزو الإقليم منذ الإعلان عن إجراء استفتاء الاستقلال وأثناء الاستفتاء وبعده. وقال السكان «إن نحو 12 سيارة مدرعة وصلت إلى المبنى وتمركزت في مواقع قريبة مع الشرطة المحلية، ونزعت القوات العلم الكردي ورفعت علم العراق مكانه». أوامر العبادي وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي برفع علم العراق في كركوك وأي مناطق أخرى متنازع عليها بين الحكومة المركزية والأكراد الذين تحدوا بغداد بإجراء استفتاء على الانفصال يوم 25 سبتمبر. وقالت بغداد «إن تقدمها لم يواجه مقاومة تذكر»، وناشدت قوات الأمن التابعة لإقليم كردستان العراق والتي تعرف باسم البيشمركة أن تتعاون معها في حفظ السلام، فيما قالت البيشمركة «إن بغداد ستدفع ثمنا باهظا لشنها حربا على الأكراد». وقال أحد السكان من داخل كركوك «إن التركمان بالمدينة، التي يقطنها قرابة المليون نسمة، يحتفلون ويقودون سياراتهم في قوافل رافعين علم العراق ويطلقون النار في الهواء»، فيما يخشى السكان أن يقود ذلك إلى اشتباكات مع الأكراد. والحملة العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الاستقلال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين في 2003، وصوتوا لصالح الاستقلال في الاستفتاء قبل ثلاثة أسابيع.من جهته، قال الجيش الأمريكي «إن قادته في العراق يحثون القوات العراقية والكردية على تجنب التصعيد»، ورفض المتحدث باسم البنتاجون، الكولونيل روبرت مانينج، توقع ما إذا كانت بلاده ستقطع الدعم العسكري والتدريب عن القوات العراقية في حال نشوب صراع كبير، قائلا «لن أصدر توقعات بشأن ذلك لكني سأبلغكم أننا سنبحث جميع الخيارات، ونحث على الحوار».