يخلطون الأوراق، ويعزفون على أوتار المشاعر والعواطف؛ لإيهام الناس بأن هناك حفلا غنائيا «مختلطا» يقام في العاصمة الرياض. لقد كذبوا عندما قالوا، بأن دعوة لمناسبة عشاء خيري تشارك به الفنانة شيرين مخصص للسيدات فقط، هو حفل غنائي مختلط ليتفرجوا عليها وهي متبرجة. وحاولوا إيهام الناس بأن الدعوات التي تتسابق عليها العضوات والمانحات لجمعية مرضى السرطان من الأطفال، إنما هي تذاكر دخول لحضور حفل غنائي يرقص فيه الرجال مع النساء. ما يؤلمنا هو الإساءة المتعمدة لجمعية «سند». هذه الجمعية التي تقوم بأعمال جليلة لدعم ومعالجة الأطفال من مرضى السرطان شفاهم الله، والتي تعتمد على دعم رجال الأعمال وسيدات المجتمع، وتعمل جاهدة من خلال هذه المناسبات لتنمية مواردها المالية. ليست مشكلة المجتمع إن كانت ثقافة العمل الخيري غير مفهومة عند البعض، أو أنهم لا يفرقون بين دعوات «العشاء الخيري» وبين تنظيم حفلة غنائية مختلطة تحييها مطربة على المسرح ويتمايل فيها الرجال. في مختلف دول العالم بما فيها الدول الإسلامية تنظم مثل هذه المناسبات، لإعطاء المتبرعات فرصة للتبرع بهذه الطريقة. ولعلكم تتذكرون بعض المزايدات على أرقام لوحات السيارات، حين تباع بالملايين، لأن المشتري يعلم ويهدف لتحويل تلك المبالغ التي دفعها لصالح الأعمال الخيرية. بعض من أدلى بدلوه دون معرفة بتفاصيل المناسبة، يقول إن شيرين ستغني أمام الرجال وهي متبرجة، مما يؤكد أنه وأمثاله يعتقدون أن المناسبة هي حفلة مختلطة. تقول السيدة ريم الحجيلان مديرة جمعية دعم الأطفال المرضى بالسرطان: إن المناسبة ليست حفلا غنائيا، وإن بطاقات الدخول هي دعوات لعضوات الجمعية والمانحات، وإن الهدف هو تنمية موارد الجمعية، وإنه سبق وأن قدمت الفنانتان بلقيس فتحي وأسماء المنور فقرتين في حفلين سابقين، فما الذي اختلف!؟ أقول لهذه السيدة، إنما الأعمال بالنيات. ولكم تحياتي