خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون من سماء وهواء وأرض وبحار وانهار وعيون وجبال والمخلوقات الإنسية والجنية والحيوانية والنباتية، ولم يجعل الحياة لها تسير على وتيرة واحدة فقد اوجد السنين والشهور والايام، ومنها تكونت الفصول السنوية الاربعة الشتاء والربيع والصيف والخريف، وجعل مع هذه الفصول الطقس المناسب من رياح وامطار وحر وبرد واختلاف الليل والنهار في الطول والقصر، فجميع المخلوقات تعيش كل سنة هذه الفصول بجميع حالاتها، ولكن هذه الحالات فيها التجديد والتحديث الذي يناسب حالات العيش والصحة الجسمية والعامة لهذه المخلوقات، ومثل ذلك نجد مواسم العبادة كالصوم في شهر رمضان المبارك والحج عرفة في شهر ذي الحجة وعيدي الفطر والاضحى، وغيرها كالكسوف والخسوف تأتي كل سنة في حالة تجديد على مر السنوات، وفي حالة تتداخل فيما بين الفصول السنوية، فمثلا يمر شهر رمضان المبارك في الصيف ويمر في الشتاء وهكذا المواسم الاخرى، هذه الحالة تجديد للطبيعة الخلقية والكيفية من الله سبحانه وتعالى لجميع مخلوقاته بما يناسب حياتهم المعيشية والصحية، وبالنعم المختلفة المتعددت الانواع والاصناف والتي هي الاخرى تتواجد بحسب الفصول الملائمة لها. هذا التجديد الكوني من الله سبحانه وتعالى يحدو بالبشرية الى تفكير عميق في القدرة الإلهية التي تقهر ولا تُقهر في ثلاث حالات هي: * قدرة الله على كل شيء. -القدرة التي قهر بها العباد بالموت والفناء. * القدرة على الظالم والطاغوت مهما بلغا من الكبرياء والجبروت. هذا من جانب ومن جانب آخر يحفز البشرية الى التجديد والتحديث في حياتهم الاسرية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية، فتكون الحياة دوما في حالة دوران من التجديد والسعادة والابداع والتحديث والتفكير في مكتسبات العلم والمعرفة والعمل الصالح والعلاقات الودية التي عبر عنها الحديث الشريف «الدين المعاملة» هذه سعادة الدنيا، اما سعادة الآخرة فهي الخلود في الجنان ونعيمها الذي اعده الله تعالى لخليفته في هذه الارض الانسان الذي اراد له الكرامة والحرية وسعادة الدنيا والآخرة، ولنيل ذلك نسعى ايها الاحبة سعي الانسانية الى التعايش السلمي والاخوي والوطني نحو التجديد والتحديث والتطوير الذاتي والاجتماعي والوطني بعيدين عن الحياة الاعتيادية الروتينية والملل.