سبحان الذي خلق الخلق وسير الكون بأسلوب إعجازي لا يقدر عليه إلا هو. ولذلك فإن للشمس والقمر دورا (لكل منهما) تسير طبقا له المخلوقات والسلوكيات الأخرى. ومن ذلك العبادات التي لا بد أن يؤديها البشر تعبدا لخالقهم. فأركان الإسلام الخمسة التي شرعها الله للمسلمين لكي يؤدوها طبقا لما أراد الله لا بد أن تتم في أوقات محددة وأساليب واضحة ومنضبطة. فالصوم مثلا أحد أركان الإسلام الذي تحدد في شهر رمضان. هذا الشهر الكريم الفضيل الذي له من الكرامات والخصائص الكثير. لكن الله سبحانه شرعه مرتبطا بالنظام القمري الذي من خصائصه أنه يزيد أو ينقص عن النظام الشمسي الذي هو ثابت لا يتغير ولذلك مميزات. فالذين يعيشون في جزيرة العرب مثلا سوف يؤدون هذه الفريضة مرة في شهر أغسطس بينما سيتم دخوله بعد ذلك في شهر يناير والسبب أن السنة القمرية التي شرعها الله (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم). وهذا يعني أن النظام الشمسي لا يحكم عملية الصيام، ذلك أن النظام الشمسي ثابت بينما النظام القمري متحرك، ولذلك فوائد، وفي ذلك حكمة يعلمها الله ومن مكنهم تلك المعرفة. ولكنني أظن (والله أعلم) أن ذلك فيه تخفيف على المسلمين، فالنظام القمري ينقص عشرة أيام عن النظام الشمسي كل عام، وذلك يعني أن هذه البلاد (مكة) يصوم سكانها ومن يجاورونهم في عز الحر في هذا الموسم لكن الأمر سوف يبدأ في التحول التدريجي إلى أن يصل الأمر بأن يكون شهر رمضان في شهر يناير (عز الشتاء) بعد ستة شهور وهذا (والله أعلم) لطف من الله على عباده لكي يشكروا الله على لطفه ومنه في إمكانية التمتع بأداء العبادة في فصول مختلفة، بدلا من أن يكون في فصول ثابتة يكون فيها وقت هذه العبادة أو تلك غير متغير فيما لو كان الله سبحانه شرعها طبقا للنظام الشمسي الثابت، وعندئذ سيكون سكان منطقة ما في الصيف دائما، وفي منطقة أخرى في الشتاء دائما، وفي منطقة (أو مناطق) أخرى بين هذا وذاك. فلله الحكمة سبحانه على تقاديره. الذي أود أن يشاركني فيه من يرغب من القراء التفكير في تحديد العبادات في نظام كوني تحكمه حركة القمر من حيث حلول الشهر في حين أن النظام الشمسي يحكمه من حيث البداية والنهاية في اليوم والليلة وفي حال الصلوات التي تتم يوميا في كل شهر بل في كل يوم طال أم قصر. شهر رمضان شهر عظيم فرض الله صيامه على كل مسلم بالغ عاقل صحيح العقل. وهو متكرر في كل عام مرة واحدة إلا أن ذلك يتفاوت من حيث الطقس ودرجة المعاناة التي يؤثر فيها. فالصيام في الصيف في بلد صحراوي مثلا أو تحيط به سلاسل من الجبال يختلف من حيث الجهد والمعاناة ودرجة الأجر (عند حسن الأداء) عن أداء الصيام في بلد جبلي تحيط به الثلوج وتكون معاناة سكانه من نوع مختلف. نحن ولله الحمد كثير منا مر عليه أزمنة باردة وأخرى حارة، وبينها ما هو معتدل أو قليل الحرارة أو البرودة. فلله الحكمة البالغة الذي فرض علينا العبادات التي تقربنا إليه وتزيد درجات أدائها طبقا لإتقانها كما يجب. كما أن درجة المعاناة تزيد من درجة القبول إن صلحت النية وصفت القلوب. ولذلك علينا أن نكون مدركين أن الله خلقنا ورزقنا وأمرنا بأن يستقيم سلوكنا مع بعضنا البعض. وفي التعامل مع خالقنا الذي نرجو الله أن يرضى عنا وأن يعيننا على أداء هذه العبادة المتميزة وغيرها من العبادات كما يريده منا (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) كما يجب علينا ألا ننسى أن الصيام له مردود صحي، ونفسي وتعبدي. وهذه كلها (إذا أحسنت) تفيد دنيانا وآخرتنا. تقبل الله منا ومنكم جميعا وضاعف لنا الأجر إنه سميع مجيب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة