المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة علاقة الكسوف والخسوف بالمعاصي والذنوب‎
نشر في عاجل يوم 10 - 01 - 2010

فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على التأمل والتفكر في مخلوقاته ولاسيما في ملكوت السموات والأرض ودعاه لذلك فقال: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، والحوادث الفلكية بأنواعها وألوانها وأحجامها محط اهتمام الإنسان قديماً وحديثاً، إذ إن الحوادث الفلكية النادرة والخارجة عن المألوف تصيب الإنسان بالذهول والهلع والخوف فترد القلوب الحية لبارئها خاضعة خاشعة... وفي هذا السياق وبمناسبة الحدث الكوني الكبير الذي ستشهده المملكة الجمعة القادمة 29 محرم 1431ه بإذن الله تعالى كانت هذه الأسئلة.
س: متى عرف الإنسان حقيقة وآلية الكسوف والخسوف؟
ج: في وقت مبكر راقب الإنسان الكسوف والخسوف متطلعاً لمعرفة السبب الكامن وراء حدوثها، وعن آلية هذه الظاهرة الفلكية، حتى استطاع البابليُّون قديماً في العراق اكتشاف هذا النظام الإلهي البديع، فقد توصلوا بعد رصد دقيق ومراقبة طويلة إلى أن للكسوف والخسوف دورة تعاقب طولها 18 عاماً و 11.3 يوماً، وسُميت هذا الدورة بدورة ساروس Saros أي مدة التعاقب؛ والتي تعني أن حوادث الكسوف والخسوف تتكرر من حيث الموعد في مدة طولها 6585.32 يوماً لا تتخلف ولا تتبدل حسب الاستقراء لحوادث الكسوف الماضية والقياس والملاحظة والله أعلم.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
س: ولكن كيف يحدث الكسوف علمياً؟
ج: يحدث كسوف الشمس عندما يقع القمر بين الشمس والأرض، وتكون الأجرام الثلاثة على خط واحد؛ وذلك آخر الشهر القمري، شريطة أن يكون القمر قريباً من إحدى العقدتين الصاعدة أو النازلة؛ لأن مدار القمر حول الأرض مائل خمس درجات عن مدار الأرض حول الشمس، لذا فإن الكسوف لا يقع نهاية كل شهر، بل يكون القمر عادة فوق أو تحت العقدة أو النقطة التي يتقاطع عندها المداران، وتحدث هذه الحوادث الكونية بصورة تدفع الإنسان إلى تعظيم وتبجيل الخالق وتوحيده والخوف منه سبحانه وتعالى
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
س: وهل لكسوف الشمس أنواع؟
ج: بالتأكيد لكسوف الشمس ثلاثة أنواع:
- جزئي.
- كلي، عندما يكون القمر قريباً من الأرض وقرصه يساوي في نظر العين قرص الشمس أو أكبر منه.
- حلقي، لأن بعد القمر من الأرض يتغير لكون مداره حول الأرض بيضاوياً وليس دائرياً وبالتالي منظر القمر وحجمه بالنسبة للناظر يختلف بنسبة 13% ، لذا عندما يكون القمر بعيداً عن الأرض ويكون حجم قرصه أصغر من حجم قرص الشمس فلا يستطيع تغطية قرص الشمس كاملاً، بل تظهر الشمس على جوانبه على هيئة حلقة مضيئة، فسمي بكسوف حلقي.
- هجين، أي يقع كلياً وحلقياً في حادثة واحدة وفي حالة نادرة جداً.
س: وأين سيرى الكسوف القادم؟.
ج: الكسوف الحلقي Annular Solar Eclipse القادم سيكون الأطول في القرن الحالي والله أعلم حيث سيستمر كسوفاً حلقياً لمدة 11 دقيقة و 8 ثواني، وسيشاهد فوق وسط أفريقيا والمحيط الهندي وجنوب الهند وبورما والصين، وسيكون ظل الكسوف الحلقي على الأرض بعرض 300 كم، وسوف يسير ظل الكسوف على الأرض من الغرب إلى الشرق (من أفريقيا إلى أسيا)، وسيرى في الغرب قبل الشرق، وفي السعودية يشاهد الكسوف جزئياً Partial Eclipse ونسبة المنكسف من قرص الشمس حوالي 21% وفقاً للمشاهد في مدينة الرياض والله أعلم.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
مسار الكسوف الحلقي ممثلاً بالنقطة الحمراء بينما الدائرة المظللة تمثل الكسوف الجزئي.
س: هل رؤية الكسوف ووقته تختلف من مكان إلى آخر في السعودية؟
ج: بالطبع تختلف؛ فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في الجهات الغربية (خاصة الجنوبية الغربية) من المملكة قبل الجهات الشرقية، وينتهي في الجهات الغربية قبل الشرقية، وقد يصل الفارق الزمني بين الساحلين الشرقي والغربي للمملكة حوالي نصف ساعة هذا من جهة الوقت، أما من حيث هيئة الكسوف فنسبة المنكسف من الشمس تكون أكثر كلما اتجهنا جنوباً من المملكة، حيث يكون في جنوب جازان 38% والله أعلم.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
س: متى سيحدث الكسوف القادم في السعودية؟
ج: سيحدث بإذن الله تعالى يوم الجمعة 29 محرم 1431ه الموافق 15 يناير 2010م، ووفقاً لأفق الرياض سيكون على النحو التالي:
* بداية الكسوف 8.00 ص
* منتصف الكسوف 9.20 ص
* نهاية الكسوف 10.53 ص
* طول فترة الكسوف 2:53
* الجزء المنكسف من الشمس حوالي 21% ، وأتوقع أن ينادى لصلاة الكسوف في الرياض عند الساعة 8:10 تقريباً والله أعلم.
س: متى آخر كسوف (كلي) شوهد في المملكة؟
ج: آخر كسوف كلي شوهد في المملكة كان قبل 59 سنة وبالتحديد في 25 فبراير 1952م ووقع قبله في 30 أغسطس 1905م أي قبل 106 سنوات والله أعلم.
*****
س: ومتى سيشاهد كسوف (كلي) في المملكة؟
ج: خلال المائة سنة القادمة (من عام 2010 حتى 2110م) بإذن الله تعالى سيشاهد السعوديون كسوفاً شمسياً كلياً مخيفاً ونادراً؛ حيث سيشاهد السعوديون في وضح النهار النجوم والكواكب وذلك عام 2027م، يليه كسوف كلي آخر عام 2034م والفترة الفاصلة بينهما ست سنوات فقط، ويلاحظ أنه لن يشاهد هذا الكسوف في جميع مناطق المملكة ككسوف كلي، بل هو محدود في شريط جغرافي ضيق من الأراضي السعودية، لذا فمن شاهد الكسوف (الكلي) في مدينة معينة فلن يشاهده مرة أخرى في المدينة نفسها إلا بعد مرور 375 سنة (بالمتوسط) والله أعلم وأحكم.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
س: هل عدد حوادث الكسوف والخسوف يخضع لناموس معين؟
ج: جرت سنة الله تعالى في كونه والتي أطلع البشر عليها أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حدثين إلى سبعة حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر لا يتقدم ولا يتأخر {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، وبالنسبة لكسوف الشمس فقد يحدث في السنة الواحدة ما بين كسوفين وخمسة كسوفات، وحدوث خمس كسوفات للشمس في سنة واحدة قليل ونادر، وآخر سنة حدث فيها خمس كسوفات كان في عام 1935م وسيتكرر عام 2206م والله أعلم وأجل.
*****
س: ما هي حقيقة علاقة الكسوف والخسوف بالمعاصي والذنوب؟
ج: كتبت بحثاً في هذا الخصوص عام 1417ه، والهدف منه تصحيح مفاهيم شرعية وعلمية بشأن ظاهرتي الكسوف والخسوف، حيث سادت بعض من المفاهيم الخاطئة ومنها:
أولاً: الاعتقاد بأنه ليس للكسوف والخسوف دورة ثابتة!!.
ثانياً: الاعتقاد بأنه بالإمكان أن يحدث الكسوف في أي وقت من الشهر وأنه غير مرتبط بوقت الاستسرار!!، وأيضاً أن الخسوف ربما يقع في أي ليلة من الشهر وأنه غير مرتبط بليالي الإبدار!!.
ثالثاً: الاعتقاد بأن هناك علاقة ارتباطية بين حوادث الكسوف والخسوف من جهة والمعاصي والفتن من جهة أخرى!!.
والمشكلة تكمن في أن هذه المفاهيم الثلاثة تُربط بالشريعة!! وبصورة تُحمل النصوص مالا تحتمل، وتأصل مفاهيم غير صحيحة، وتنسب إلى الشريعة ما ليس منها وهي بريئة منها.
*****
س: ما المقصود بربط ظاهرتي الكسوف والخسوف بالمعاصي؟
ج: (بعض) الفضلاء من الفقهاء والعلماء غفر الله لهم جميعاً يربطون بين حوادث الكسوف والخسوف وجوداً وعدماً كثرة وقلة بالمعاصي والفتن!! على سبيل المثال قولهم: (كثر الكسوف في هذا العصر فلا تكاد تمضي السنة حتى يحدث كسوف في الشمس أو القمر أو فيهما جميعاً وذلك لكثرة المعاصي والفتن في هذا الزمن...)!!! وهذا الطرح نسمعه يتردد في خطب الكسوف والخسوف بل مطبوع ومسجل وهو ليس برأي شخصي ولو كان رأياً شخصياً لكان الأمر هيناً، ولكنه رأي يتناقله الخاصة والعامة وكأنه من مسلمات الشريعة التي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وليس الأمر كذلك.
*****
س: وأين تكمن المشكلة في الربط بين عدد حوادث الكسوف والخسوف والذنوب؟
ج: يترتب على الربط بينهما مفاهيم خاطئة؛ وهي:
أولاً: أن كثرة المعاصي تستدعي كثرة حوادث الكسوف والخسوف، وقلة المعاصي تستوجب قلتها!!.
ثانياً: أن حوادث الكسوف والخسوف في هذا العصر أكثر من العصور التي قبله!!.
ثالثاً: أننا لو افترضنا جدلاً وجود عباد أتقياء أنقياء أصفياء لا يعصون الله ما أمرهم فإن حوادث الكسوف والخسوف تعدم بناءً على المعادلة السابقة!.
رابعاً: أن وقوع الكسوف العظيم يوم وفاة ابن الرسول صلى الله عليه وسلم الموافق 29 شوال من عام 10ه كان بسبب كثرة الذنوب في المدينة!!!.
خامساً: ظاهرة الكسوف والخسوف لا تقع في الكواكب والأجرام الأخرى لعدم وجود بشر يذنبون!!.
سادساً: إبطال ما يعرف ب (دورة ساروس) والتي ثبت صحتها.
هذه جملة من اللوازم (المنكرة والعجيبة) تلزم من يقول بالارتباط بين الذنوب وحوادث الكسوف والخسوف.
*****
س: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصل الكسوف فزع ونادى للصلاة؟
ج: هذا صحيح ونبينا صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون موت ابنه إبراهيم سبب الكسوف آنذاك، وفي الوقت نفسه لم يربط الكسوف بذنوب ومعاصي الناس، بقدر أن الظاهرة آية عظيمة مخيفة وتذكير من الخالق لخلقه أن يفزعوا إليه بالصلاة والصدقة والاستغفار والتكبير وعمل الصالحات وترك المنكرات.
*****
س: وما الجواب على المقولة المغلوطة السابقة؟
ج: الفلكيون قديماً وحديثاً يعلمون وقت حدوث الكسوف والخسوف في اليوم والساعة بل وحتى في الدقيقة وفي مكانه وشكله وحجمه وهذا أمر واقع مشاهد فلا يمكن حسياً أن يحدث الكسوف في غير أوقاته المقدرة، وشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله قال: " الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر ... قال تعالى‏:‏ {‏الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ‏} "، قال: " وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ..." أ.ه. وعليه أقول إن القول بأن حوادث الكسوف والخسوف كثرت في هذا العصر بسبب المعاصي والفتن قول يحتاج إلى دليل شرعي أو حتى حسي، إذ إن الواقع المشاهد والمرصود لحوادث الكسوف والخسوف دل على خلاف ما ذكر. وكما أن عدد هذه الحوادث غير مرتبط بموت أحد أو حياته كما دلت على ذلك النصوص، أيضاً كثرة الكسوف وقلته ليست مرتبطة بالمعاصي والذنوب؛ كما هو الحال في بعض الحوادث الأرضية التي يمكن إيجاد ربط بينها وبين ذنوب البشر على ما دل عليه الشرع والواقع والله أعلم.
*****
س: وهل لديك دليل شرعي يدعم ما ذهبتم إليه؟
ج: الذين يثبتون العلاقة بين المعاصي والكسوف والخسوف هم المطالبون بدليل صحيح وصريح ، أما من ينفي فهو على الأصل وهو العدم حتى يقوم الدليل، ومع ذلك أقول الدليل الشرعي هو عدم وجود الدليل والله أعلم؟
*****
س: وهل لديك دليل علمي على ما ذهبتم إليه؟
ج: بالتأكيد طالع الجدول المرفق والذي يصدق ما ذكره علماء الشرع والفلك أن للكسوف والخسوف دورة معروفة لم تكثر في هذا العصر عما كانت عليه من قبل مع أن المعاصي والفتن في أول القرن الماضي أقل منها في آخر القرن والجدول يوضح عدد الكسوفات والخسوفات الواقعة على الأرض منذ عام 1929م حتى عام 2000م.
بل إن عدد الكسوفات في القرن الماضي بلغت 228 حدثاً بينما القرن الحالي سيكون مجموعها 224 حدثاً، وعبر خمسة قرون من عام 2000 قبل الميلاد وحتى 3000م سيصبح عدد الكسوفات 11898 كسوفاً والله أعلم وأحكم.
بيان بعدد حوادث الكسوف والخسوف إبان الفترة 1929- 2000م.
س: وما الذي نستنتجه من هذا الجدول؟
ج: نستنتج أنه ليس هناك دليل حسي ولا علمي يدعم تلك العلاقة، وأن هذه الحوادث الكونية قدرها الخالق المالك المدبر بهذا التوازن وبهذا القدر وبهذا النظام لعلة بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (يخوف الله بهما عباده) سواء كثرت الذنوب أم قلت، على الرغم من كون وقت وقوع الكسوف أو الخسوف معلوماً مسبقاً، والتخويف يكون لعباده الصالحين ولعباده العاصين ولعباده الكافرين أيضاً.
*****
س: كيف لا توجد علاقة بين المعاصي والفتن وحوادث الكسوف والخسوف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده)؟.
ج: شروق الشمس وغروبها آيتان، والليل والنهار آيتان، والأرض ودورتها آيتان، والبرق والرعد آيتان، والسماوات ونجومها آيات بينات، والآيات على ضربين كما قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله " منها مستمرة عادة؛ فيشق أن تحدث بها عبادة، ومنها ما يأتي نادراً فشرع للنفس البطَّالة الآمنة التعبد عند جريان ما يخالف الاعتياد تذكيراً لها وصقلاً لصدئها " أ.ه. والكسوف (تخويف) في حد ذاته وليس (عقوبة) كما قال صلى الله عليه وسلم (يخوف الله بهما عباده) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "... فذكر أن من حكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات " أ.ه. قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}.
*****
س: إذاً ما الحكمة من وقوع هذه الحوادث؟
ج: البر والفاجر المسلم والكافر محتاج إلى مشاهد كونية كالكسوف كيما تحمله على التوبة والأوبة، ولذلك يجريها الله تعالى على خلقه كل حين، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: " وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت " أ.ه. ومشروعية الصلاة والدعاء والصدقة عند حدوث الكسوف والخسوف ليست بسبب زيادة المعاصي والفتن، بل كما قال ابن القيم رحمه الله " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عنده بما أمر به من العتاقة والصلاة والدعاء والصدقة كأمره بالصلوات عند الفجر والغروب والزوال " أ.ه.
*****
س: مع تقدم العلم والرصد: هل تم اكتشاف خطورة حسية ناتجة عن الكسوف؟ وهل وصل ذلك إلى الحقيقة العلمية أم لا يزال نظرية تحتاج إلى استقراء وتثبُّت؟
ج: في حالة الكسوف تكون الشمس والقمر على خط واحد وهذا والله أعلم سيضاعف جاذبيتهما على الأرض فيحدث المد والجزر بشكل مضاعف، والأخطر من ذلك باطن الأرض المنصهر يتأثر بتلك الجاذبية العظيمة (وقد) تتفاعل القشرة الأرضية باهتزازات زلزالية تحدث مع الكسوف أو بعده في محيط مسار الكسوف الكلي أو حوله وهناك شواهد مرصودة لهذا من بعض المراقبين، لأن ظاهرة الجذب من قبل الشمس والقمر لا تؤثر على السوائل فقط بل وحتى على اليابس من قشرة الأرض! حيث يرتفع اليابس وينخفض مرتين في اليوم بمقدار 28 سم، والإنسان طبعاً لا يشعر بهذا بسبب أن هذا يقع في وقت واحد للقارة بأجمعها والله تعالى يقول: {ءَأَمِنتُم مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ} أي تتحرك تذهب وتجيء وتضطرب، لذا وجه عليه الصلاة والسلام حال الكسوف بقوله: (فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) علها تدفع الشرور والنكبات عن الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا) ولم يقل: (فإذا وقعا فصلوا) لأن منطقة الخطر تكون محصورة في منطقة الرؤية التي تتعرض لشد مضاعف من النيرين خاصة منطقة الكسوف الكلي وما حولها، هذا وقد تتكشف لنا حكمة وعلة أخرى في المستقبل {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} ولله في خلقه شؤون.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
س: أخيراً هل هناك خطورة كامنة عند مشاهدة الكسوف بالعين المجردة؟
ج: النظر إلى الشمس خطر جداً على شبكية العين سواء كانت الشمس كاسفة أم لا، وعليه فإني أهيب بالجميع بتجنب النظر إلى الشمس مباشرة أو حتى باستخدام نظارات شمسية أو أفلام محترقة ونحوها؛ نظراً لخطورة الأشعة الشمسية المرئية والمباشرة على العين والتي قد تصيب بالعمى المؤقت أو تلحق بالعين أضرراً دائمة، ويشار إلى أن هناك نظارات خاصة لمتابعة الكسوف تدعى Eclipsers Glasses حفظ الله الجميع.
ولمتابعة لصيقة لظروف الكسوف وما يصاحبه من آثار، "جوال كون" والذي يشرف عليه الدكتور المسند سيقوم وكالعادة بالمتابعة الآنية لهذا الحدث، وللاشتراك أرسل 1 إلى 88519 لمشتركي الجوال.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
*عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم - السعودية، والمشرف على جوال كون.
www.almisnid.com
[email protected]
محرم 1431ه - يناير 2010م
الله يرحمنا برحمته ....
اللہ يرحمنا برحمتہ ويصلح أحوالنا
ويردنا إليہ ردآ جميلآ (؟) (؟)
أگثروا من الإستغفار ياCالم
تذگروا الموت والآخره
الفلوس مرض النفوس فCلآ
گل الناس في زماننا هذا ( إلا من رحم ربي ) تبحث Cن جمع الملآيين والمليارات
وينسون الدعاء والإستغفار
شكرا يا دكتور على المعلومة اتصدق انا احسبهااا مهب الذنوب والمعصية
احسبهاا من نفسهاا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذب المنجمون ولو صدقوا)
التنجيم الذي يسمى علم الفلك الاستدلالي، ويقوم المنجم بالاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية وهم يصدقون ويكذبون وهو محرم بالنص والإجماع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد. رواه أبو داود عن ابن عباس. وقال الإمام النووي في شرح مسلم: الكهانة في العرب ثلاثة أضراب.. الثالث: المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها.. وهذه الأضراب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع، ونهى عن تصديقهم وإتيانهم. اه.
عندما يجتمع العلم الدنيوي مع العلم الديني يحدث التكامل المنشود..
بارك الله في جهودك وفي علمك وعملك سعادة الدكتور..
وفي الحقيقة أعجبني هذا التقرير المؤصل.. إلى الأمام دائماً..
أنت رااااااااااااااااااااائع يا دكتور عبد الله المسند فلك جزيل الشكر على هذه الإجابة
الشافية وهذه الصور الراااااااااااااائعة فسبحااااااااااااااااان الله العظيم
الله يهديك
يخوف الله بهما عباده ألا تدل على وجوب الاستغفار والتوبة؟
والشروع في الصلاة ألا يدل على فزع الى الله من شر الذنوب؟؟؟
وش جاء هالعالم الغريب؟؟
كل ماأخذ أحدهم شهادة في علم ما غير شرعي ومتين أخذ يفتي..!!
لا وغيره يفتي وهو مامعه الا شهادة كفاءة
اركد يا راعي الفلك وخل الفتيا لأهلها
عاجل انا اثق فيك فلا تخيبي فيك ثقتي والله ينصرك على صحف الورق البايتة
عاجل
و لا تزكو انفسكم هو اعلم بمن اتقى
قدوتنا رسول الله
اما اننا نجزم انها بسبب الذنوب او ليس بسبب الذنوب هذا علمه عند الله
الذي يقول ليس بسبب الذنوب هل هو اطلع على عمله واعمال جميع العباد
المسمي نفسه \" لا حول ولا قوة إلا بالله \"
التنجيم الذي تريد الكلام عليه
هو الاستدلال بالكواكب على ما سيقع في المستقبل من أحوال الناس من حيث الرخاء
والشدة
والمطر والسعادة والولادة والوفاة
وهو ما يسمى بالطوالع
وأنت في وادي
والموضوع في وادي
بسم الله
اشكر الدكتور المسند .. دكتور الجغرافيا واستاذي سابقا
انا لن اتطرق الى علم الدكتور العلمي والذي لايشسك فية من يعرف الدكتور عن قرب
ولكني سأشكك بننظريتة للخسوف والكسوف على انهما ظاهراتان لاترتبطان بالذنوب والمعاصي
وهنا سأسأل سؤالا اتمنى ان يجيب علية
طالبت بالدليل على من يربط بين الذنوب والمعاصي وحصول تلك الظاهرتين
وقلت بانة لايوجد دليل
وهذا ينافي حقيقة اتت في لب الحوار معك
وهي اذا لم تكن تلك الظاهرتين مرتبطتين بالذنوب والمعاصي ...
اذا فلماذا نصلي اذا رأيناهما اقتداءا وامتثالا لامر الرسول الكريم صلى الله علية وسلم ؟
لماذا جعلت صلاة للخسوف والخسوف
اليس امر الرسول الكريم صلى الله علية وسلم بالصلاة حين الخسوف والكسوف ... اكبر واجلى دليل على ان معاصينا اغضبت ربنا علينا وبالتالي حجب عنا نور قمرنا وضياء شمسنا ؟
والاّ اذا لماذا نصلي الخسوف والكسوف ...؟
استحق وقت القراءة..
كل الشكر دكتور عبدالله ...
ياارب ارحمنا
والله الذنوب كثرت اغاني
خراب
دمار
فضائيات
يارب ستتتتترك
شكرا عاجل
لا اله الا الله
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
الله اكبر وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كم هو جميل اجتماع العلم الدنيوي والشرعي
ويكفي في هذه المسألة كلام شيخ الاسلام رحمه اللهوأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ...\\\\\" أ.ه)
تحياتي لك يادكتور
السلام عليكم،،
أود أن ألفت نظر القراء إلى عدم أخذ المعلومات الواردة هنا على وجه الدقة!!
فالدكتور كثير الأخطاء في الحساب والتاريخ أيضاً.
فهو يقول:\"رابعاً: أن وقوع الكسوف العظيم يوم وفاة ابن الرسول صلى الله عليه وسلم الموافق 29 شوال من عام 10ه كان بسبب كثرة الذنوب في المدينة!!!.\"
ويظن أن وقوع الكسوف كان في أواخر شوال من عام 10ه!! مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات في ربيع الأول من هذه السنة!!
وله باقعة أخرى يقول فيها في غير هذا الموضع حول التمر واستهلاك التمرة الواحدة للماء لن أنقلها خشية أن لا تصدقوني من عظمها!!
ولمتابعة لصيقة لظروف الكسوف وما يصاحبه من آثار، \"جوال كون\" والذي يشرف عليه الدكتور المسند سيقوم وكالعادة بالمتابعة الآنية لهذا الحدث، وللاشتراك أرسل 1 إلى 88519 لمشتركي الجوال.
دعااااااااااااااااااااااااااااااااية !!!
للدكتور الفاضل / عبد الله المسند ، جهود مشكورة في تثقيف الناس فلكياً ونشر المعلومة المبسطة الممتعة ، لكنه في موضوع الخسوف والكسوف ، ابتعد كثيراً عن الحق حين نفى علاقة الذنوب بتلك الآيات ، مع أنه يثبت أنهما لتخويف العباد ، لكنه ينفي علاقتهما بالذنوب !! فكيف يستقيم هذا الكلام ،ولو لم يكن التخويف إلا من التقصير ، والغفلة ، لكفى ، لأن هذه بحد ذاتها ذنوب تستوجب الاستغفار والتوبة !
**************
وفي ما يلي كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن الأسباب الشرعية للكسوف والخسوف
هناك سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي، ويجهله أكثر الفلكيين ومن سار على منهاجهم.
والسبب الشرعي هو تخويف الله لعباده، كما ثبت ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإنما يخوف الله بهما عباده» [(170)]؛ ولهذا أمرنا بالصلاة والدعاء والذكر وغير ذلك كما سيأتي إن شاء الله.
فهذا السبب الشرعي هو الذي يفيد العباد؛ ليرجعوا إلى الله، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة، ولهذا لم يبينه النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولو كان فيه فائدة كبيرة للناس لبيّنه عن طريق الوحي؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعلم سبب الكسوف الحسي، ولكن لا حاجة لنا به، ومثل هذه الأمور الحسية يكل الله أمر معرفتها إلى الناس، وإلى تجاربهم حتى يدركوا ما أودع الله في هذا الكون من الآيات الباهرة بأنفسهم.
أما الأسباب الشرعية، أو الأمور الشرعية التي لا يمكن أن تدركها العقول ولا الحواس، فهي التي يبيّنها الله للعباد.
فإن قال قائل: كيف يجتمع السبب الحسي والشرعي، ويكون الحسي معلوماً معروفاً للناس قبل أن يقع، والشرعي معلوم بطريق الوحي، فكيف يمكن أن نجمع بينهما؟
فالجواب: أن لا تنافي بينهما؛ لأن الأمور العظيمة كالخسف بالأرض، والزلازل، والصواعق، وشبهها التي يحس الناس بضررها، وأنها عقوبة، لها أسباب طبيعية، يقدرها الله حتى تكون المسببات، وتكون الحكمة من ذلك هي تخويف العباد، فالزلازل لها أسباب، والصواعق لها أسباب، والبراكين لها أسباب، والعواصف لها أسباب، لكن يقدر الله هذه الأسباب من أجل استقامة الناس على دين الله. قال تعالى: {{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ *}} [الروم] ، ولكن تضيق قلوب كثير من الناس عن الجمع بين السبب الحسي والسبب الشرعي، وأكثر الناس أصحاب ظواهر لا يعتبرون إلا بالشيء الظاهر، ولهذا تجد الكسوف والخسوف لما علم الناس أسبابهما الحسية ضعف أمرهما في قلوب الناس حتى كأنه صار أمراً عادياً، ونحن نذكر قبل أن نعلم بهذه الأمور أنه إذا حصل الكسوف رعب الناس رعباً شديداً، وصاروا يبكون بكاءً شديداً، ويذهبون إلى المساجد خائفين مذعورين، كما وقع ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام لما كسفت الشمس أول مرة في عهده وكان ذلك بعد أن ارتفعت بمقدار رمح بعد طلوعها وأظلمت الدنيا، ففزع الناس، وفزع النبي عليه الصلاة والسلام فزعاً عظيماً حتى إنه أدرك بردائه[(171)]، أي: من شدة فزعه قام بالإزار قاصداً المسجد حتى تبعوه بالرداء، فارتدى به، وجعل يجره، أي: لم يستقر ليوازن الرداء من شدة فزعه، وأمر أن ينادى الصلاة جامعة[(172)]؛ من أجل أن يجتمع الناس كلهم. فاجتمعت الأمة من رجال ونساء، وصلى بهم النبي عليه الصلاة والسلام صلاة لا نظير لها؛ لأنها لآية لا نظير لها.
آية شرعية لآية كونية، أطال فيها إطالة عظيمة، حتى إن بعض الصحابة مع نشاطهم وقوتهم ورغبتهم في الخير تعبوا تعباً شديداً من طول قيامه عليه الصلاة والسلام، وركع ركوعاً طويلاً، وكذلك السجود، فصلى صلاة عظيمة، والناس يبكون يفزعون إلى الله، وعرضت على النبي عليه الصلاة والسلام الجنة والنار في هذا المقام، يقول: «فلم أرَ يوماً قط أفظع من هذا اليوم» [(173)]؛ حيث عرضت النار عليه حتى صارت قريبة فتنحى عنها، أي: رجع القهقهرى خوفاً من لفحها[(174)]، سبحان الله! فالأمر عظيم! أمر الكسوف ليس بالأمر الهين، كما يتصوره الناس اليوم، وكما يصوره أعداء المسلمين حتى تبقى قلوب المسلمين كالحجارة، أو أشد قسوة والعياذ بالله.
يكسف القمر أو الشمس والناس في دنياهم، فالأغاني تسمع، وكل شيء على ما هو عليه لا تجد إلا الشباب المقبل على دين الله أو بعض الشيوخ والعجائز، وإلا فالناس سادرون لاهون، ولهذا لا يتعظ الناس بهذا الكسوف لا بالشمس ولا بالقمر مع أنه أمر هام، ويجب الاهتمام به.
وسئل فضيلة الشيخ رحمه الله : ما الحكمة من صلاة الكسوف؟
فأجاب بقوله: الحكمة من صلاة الكسوف متعددة الجوانب:
أولاً: امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد أمرنا أن نفزع إلى الصلاة.
ثانياً: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها.
ثالثاً: التضرع إلى الله عز وجل؛ لأن هذا الكسوف، أو الخسوف يخوف الله به العباد من عقوبة انعقدت أسبابها، فيتضرع الناس لربهم عز وجل؛ لئلا تقع بهم هذه العقوبة التي أنذر الله الناس بها بواسطة الكسوف أو الخسوف.
(موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله )
المسند اضل من حمار اهله !
العلماء والفقهاء قديما وحديثا يقولون هذا بسبب الذنوب والمعاصي وهذا يقول انها ليست كذلك والدليل عدم الدليل !
يا عيني على الفقه !
يا أخي هداك الله خذ هذه القاعدة : ان الاصل في التخويف انه يكون بسبب الذنوب لقوله تعالى ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ) مع قوله جل وعلا ( ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلو من فوقهم ومن تحت ارجلهم ) , ودلالة هاتين الايتين صريحة على ان المصائب قرينة الذنوب , والسعة قرينة الايمان والصلاح , هذا هو الاصل الذي لا يصح المحيد عنه , وقد قال الله عزوجل ( وما نرسل بالأيات الا تخويفا ) واذا لم يكن التخويف مصيبة فماذا يكون اذا !
واما قولك بان التخويف هنا هو لبيان قدرة الله فحسب فهذا هو الذي يحتاج الى الدليل لانه على خلاف الاصل ولم يقل احد بذلك من اهل العلم .
ثم ان كل ما في الكون هو لبيان قدرة الله تعالى وعظمته فأي شي اكبر من خلق السموات والارض ثم اختلاف الليل والنهار وغيرها كثير من الايات الدالة على عظمته سبحانه .
والايات على قسمين قسم يستوجب التفكر والاعتبار وليس هو على سبيل التخويف وهذا كالسماء والارض والليل والنهار وسائر الايات المشاهدة
وقسم يستوجب ذلك ويكون على سبيل التخويف وهذا كالكسوف والخسوف والهزات الارضية ونحوها وهذا يكون بسبب الذنوب والمعاصي كما قرره اهل العلم الشرعي وليس اهل العلم الفلكي
فقولك ان الكسوف لا يستلزم ان يكون بسبب المعاصي , يلزم منه ان الزلازل ليس لها علاقة بالذنوب والمعاصي , اذ ليس هناك دليل صريح يدل على ذلك الا اقوال عن الصحابة وربما لا ترى حجيتها ايضا , ومعلوم ان الزلازل لها اسباب طبيعية كضعف القشرة الارضية وغيرها , فماذا ستقول هداك الله للحق !
واما ما وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فخرجه العلماء - بما لا تعلمه - فقالوا : لكي يقع منه التشريع والبيان للامة , فخوفه عليه السلام كان حقيقيا لكي تعلم الامة خطر هذا الامر , وتضرع الى الله تعالى بالصلاة والاستغفار . وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليفزع ذلك الفزع حتى انه خرج من بيته وقد لبس رداء احد ازواجه حتى لحقوه وناولوه رداءه الا خوفه من ان يكون غضبا من الله عزوجل , وهذا كخوفه عليه الصلاة والسلام وتغير لونه حين يرى السحاب قد اقبل , كل ذلك خوفا ان يكون عقابا وعذابا , وهل يكون العذاب الا بسبب الذنوب والمعاصي !
وهذا فيه رد على زعمك بان الكسوف انما هو لبيان قدرة الله فحسب , فهل كان النبي عليه الصلاة والسلام يحتاج لمثل هذه الاية حتى يعرف عظمة الله وهو اعرف الخلق بالله واخوفهم منه سبحانه واتقاهم له ! فدل على ان فزعه وخوفه كان لشيء زائد على مجرد بيان عظمة الله تعالى وهو الخوف من العذاب والغضب واللذان سببهما الذنوب والمعاصي بلا خلاف .
واما قولك بان هذا القرن اعظم ذنوبا من القرن الماضي !! فهذا يدل على قمة الجهل , فمن اين لك هذا يا خبير الامم ! فهل عرفت مقادير الذنوب والمعاصي بارقامك وحساباتك الفلكية ايضا , سبحانك هذا بهتان عظيم !
فأي تجن وتأل على الله تعالى بعد هذا الكلام !!!
ثم يا اخي قولك ان الكسوف ظاهرة كونية , لا يمنع من كونها اية للتخويف بسبب الذنوب , فان الله تعالى هو خالق الاسباب والمسببات وهو اعلم سبحانه بالمواقيت والاحوال , فما الذي يمنع عقلا وشرعا من ان يقال : ان الله تعالى علم ان ذنوب العباد تزداد في عام كذا وكذا فقدر الكسوف او الخسوف في ذلك الوقت لعلهم يتوبون ويقلعون !
وهذا كما عذب الله عزوجل قوم عاد بالريح الصرصر الباردة وكان ذلك في فصل الشتاء ولم يكن في فصل الصيف , فهل سيقال ان الريح كانت بسبب حلول فصل الشتاء واتجاه الرياح المنخفضة الشمالية او الجنوبية ؟!
لا طبعا , ولكن الله عزوجل يربط الامور بمسبباتها العقلية والحسية والشرعية , وهذا قد ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وخفي عليك علمه وفهمه .
ثم لقائل ان يلزمك بلوازم باطلة بسبب ما توصلت اليه من حساباتك الفلكية :
فلقائل ان يقول : يلزمك ان تقول بانه يستحيل ان تقوم القيامة خلال المئة السنة القادمة لان الحسابات الفلكية تنبيء عن حدوث كسوف في عام كذا وخسوف في عام كذا , ولم يتبين لنا من خلال المراصد والعلوم الفلكية والحسابات العلمية ان الشمس ستطلع من المغرب !
وانا لست انكر معرفة العلم الحديث بأوقات الكسوف والخسوف , ولكني انكر ترتيب الامور الشرعية على الامور الكونية , وفصل الجهتين عن بعضهما البعض .
وهذا من اعظم مساويء علم الفلك , ان الانسان اذا اخذ يتبحر في هذا العلم غلبت عليه النظرة العلمية البحتة وغابت عنه الرؤية الشرعية لهذه الامور , ولذا لا نعجب حين نسمع من بعض الفلكيين المفتونين جرأة على اهل العلم الشرعي وتخطئتهم وزعمهم بتصحيح مفاهيم الناس التي تسبب العلماء في تضليلها بقولهم ان الكسوف ليس بسبب الذنوب وانما هو ظاهرة كونية بحتة تقع بسبب وقوع القمر بين الشمس والارض وهلم جرا !!!!!
انتهى الرد على عجل وغير ترتيب
أخطأت في التعليق حين ذكرت وفاته صلى الله عليه وسلم والمقصود وفات ابنه إبراهيم و ماذكره الدكتور هو ماأورده المبارك فوري في الرحيق المختوم والخطأ مني إذ لم أتنبه لمخالفته من قال أن الوافة كانت في ربيع الأول من هذه السنة.
أما التمرة الواحدة فيقول الدكتور \"إذ أن تصدير كل تمرة واحدة يقابلها تصدير 6 أمتار مكعبة من المياه المستخدمة في الري\"!!
مع العلم أن النخلة عندنا في السنة الواحدة تستهلك مال لا يزيد عن عشرة أمتار مكعبة فما بالكم بالتمرة الواحدة من بين عشرة آلاف تمرة في النخلة الواحدة؟!
هنا يمكنني أن أقول إنه خطأ في العبارة أو ركوب موجة وغرض!!
أسأل الله لي وله التوفيق وحسن النية وضبط الحساب.
شكر يادكتور
..... اعتقد ان الدكتور المسند في كلامه اتزان... واستغرب من در الفعل الغاضبه من البعض ... فهو لا ينفي تدبير الله وتخويفه با الأيات ... وفي نفس الوقت يوضح كيف تتم الظواهر الفلكية ... بخلاف البعض من الفلكيين الذين يحاولون الاثارة والبلبه بطرح نظريات تثير العامة .... ؟؟؟
............ سبحانك وبحمدك ...
أتساءل كم نحتاج مثل الدكتور المسند
لحل مشكلة الفهم السقيم لدى بعض الناس
وكم نحتاج مثل المسند لنربي ونعلم بعض الناس كيف ترد وتحاور في مسألة خلافية
فقط أقرأوا موضوع الدكتور عبدالله المسند والردود وترون اننا بحاجة لدراسة فقه الاختلاف والحاور وأدبه
نفع الله بالجميع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.